تقف أمارة الشارقة حاضنة حقيقية للثقافة والفنون والابداع وتولي اهتماماً بالغاً بهذا المجال، فلا تختتم فعالية إلا ولحقتها فعاليات أخرى، وتصب جميعها في خدمة الثقافة والفنون وترقية الفئات العمرية لتواكب التطور والتسابق الملتهب في العالم.
ومن خلال اهتمامها بفئة الأطفال والشباب وكل ما يهدف إلى تنشئتهم تنشئة متطورة وتعزيز الحس الإبداعي الثقافي الفني لهم وتعزيز مهاراتهم ومواهبهم، وتنظم الإمارة العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تنمي هذه القدرات في شتى المجالات، فبذلت الشارقة ممثلة في مؤسسة (فن) الخاصة بالفن الإعلامي للأطفال والشباب والتي ترمي من ضمن أهدافها إلى التشبيك والتواصل بين الموهوبين عالمياً ومحلياً والرائدة في هذا المجال مجهوداً جباراً للارتقاء بالنشء وتنمية مقدراتهم في صناعة السينما والأفلام، فنظمت مهرجان الشارقة العالمي لسينما الأطفال والشباب والذي بدأت فعالياته في الـ 5 من أكتوبر الحالي، حيث افتتح المهرجان بمسرح الجامعة القاسمية.
إن المهرجان الذي يقام سنوياً أصبح متنفساً وحاضنة يبث فيها الأطفال والشباب منتوجهم الفني، والإبداعي، ويتدربون من خلاله على صناعة الأفلام بمواصفات عالمية، حيث يلتقي في هذا المهرجان عدد كبير من الرواد والخبراء في مجال صناعة السينما والأفلام فيكون ساحة للتنافس الإبداعي والتدريب والتكريم والاحتفاء بالإنجازات، على أن تتمكن فئة الأطفال والشباب من زيادة معرفتها وإيصال رسائلها والتعبير عن قضاياها من خلال هذا الفن الرفيع.
وفي الدورة الحالية من المهرجان شاركت العديد من الدول وبأكثر من 70 فيلماً تنوعت ما بين الترفيهي ، الوثائقي والرسوم المتحركة، إلى جانب عدد من الفعاليات التي تصب كلها في صالح تعزيز دور الأجيال القادمة في بناء القيم والأخلاق التي يجب أن يغرسها المجتمع في أطفاله وشبابه، ومن خلالها يحارب الأفلام التي تخالف الفطرة السليمة وتعمل على ترسيخ المفاهيم الخاطئة في أذهان الأجيال القادمة وتبعدهم عن المسار الصحيح في تثبيت الوعي الثقافي والإدراك الإبداعي المتزن الذي تجتهد هذه الفعاليات برسم صورة إيجابية صحيحة له، وهذا إن دلّ فإنما يدل على المجهودات العظيمة التي تقوم (فن ) بتأسيسها للارتقاء بهذا الفن المعاصر ومواكبته وجعل الشارقة محطة رئيسة له.
ويعد هذا إنجازاً آخر يضاف إلى مهرجان الشارقة الدولي لسينما الأطفال والشباب، الذي شهدته الشارقة وهو المؤتمر الدولي لأفلام وسينما الأطفال والشباب في نسخته الأولى والذي جمع عدداً مقدّراً من رواد وصانعي أفلام الأطفال والشباب من الإمارات ومجموعة من الدول الأجنبية والعربية، حيث تم من خلاله تبادل الرؤى في صناعة الأفلام والسينما ودور المهرجانات التي تنظمها الشارقة في تنمية المواهب والتركيز على المحتوى الموجه لهذه الفئات والتحديات التي تواجه قطاع صناعة الأفلام في العالم العربي وفي الإمارات من خلال ورش تدريبية منظمة للارتقاء بهذا الفن، وكيفية التعبير الواقعي عن الذات وعن القضايا الملحة التي تخص الناشئة.
وتسعى الشارقة للاحتفاء بكل جدية وجدارة وخطط واضحة، من خلال هذه المهرجانات والمؤتمرات المحفزة، وغيرها من الأنشطة المتواصلة، إلى الارتقاء بالأجيال المقبلة، وتمكينهم بفتح المنافذ الإبداعية لهم، وتصوير أحلامهم الطفولية بعدسة تضئ لهم شاشة المستقبل لمواجهة التحديات بطرق فنية، وتعبيرية تجسد طرقاً لحل قضاياهم، وتشجيعهم على الابتكار، وخلق المبادرات، زيادة على جعل الشارقة منارة ووجهة عالمية لتلاقي الأفكار وتجانسها وتعزيز مهارات المشاركين فيها.