يوم المدير العالمي.. رسالة تقدير لمن يقود بفكر وإلهام

المدير الإيجابي "القائد":

شريك في النجاح.. هو من يخلق جوّاً من الثقة والعطاء، انظر إليه في هذه المواقف:

مع الموظف الجديد: لا يُلقيه في المعمعة، بل يعرّفه برسالة المكان، ويقول: "أخطاؤك اليوم هي خبرات الغد، لا تتردد في السؤال".

مع مراجع غاضب: لا يتجاهله أو يُلقيه على موظف دون دعم، بل يتقدّم ليستمع بشفافية ويعتذر إذا لزم الأمر، ويقول: "شكراً لأنك أوضحت لنا الخلل، سنعمل على إصلاحه"، هدوؤه يحوّل الأزمة إلى فرصة لبناء الثقة.

عند الخطأ: إذا أخطأ موظف في تعامله مع مراجع، يناقشه على انفراد ليسأل: "ما الذي دفعك لهذا التصرف؟ وكيف يمكننا تجنبه مستقبلاً؟" فهو يركّز على الحل لا على إلقاء اللوم.

باختصار، المدير الإيجابي يبني، ويحوّل الضغط إلى تحدٍ، والخطأ إلى درس، والمراجع الغاضب إلى سفيرٍ للمؤسسة.

المدير السلبي "الرئيس":

حارس للسلطة، يرى نفسه صاحب القرار لا قائد الفريق، وتظهر آثاره في مشاهد يومية:

مع الموظف المبدع: يقترح الموظف فكرة لتحسين خدمة المراجعين، فيرد المدير: "هذه طريقتي، وطالما أنا المدير هنا فالأمور تسير كما أقول".

أمام مراجع محتج: يتلقى شكوى، فيرفع صوته على الموظف أمام الجميع قائلاً: "ألم أعلمك كيف تتعامل؟" ليُظهر للمراجع أنه على صواب ويحمي صورته على حساب كرامة فريقه.

عند النجاح: يحقق القسم إنجازاً في استبيان رضا المراجعين، فيقول في الاجتماع: "تحت قيادتي استطعنا تحقيق هذا الإنجاز"، متناسياً جهود الفريق بأكمله.

هذا المدير يهدم، ويقتل الإبداع، ويُشعر الموظف بالإهانة، ويُظهر المؤسسة في صورة غير مهنية أمام المراجعين.

الخلاصة:

القيادة الحقيقية ليست في المنصب، بل في الأثر، هي أن تترك الموظف يشعر بالفخر عند انتهاء عمله، وأن يخرج المراجع من المؤسسة وهو يشكر ليس فقط الخدمة، بل الأجواء التي وجدها.

وفي يوم المدير العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر، نرفع هتاف الشكر لكل مدير قائد يجعل من العمل مكاناً لإنسانيتنا، لا لمحوها.