افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة بالأمس في يوم استثنائي عدداً من المنشآت التي شملت معلم الشلال السياحي، ومدرج خورفكان، ذلك الصرح الكبير والجميل والمتفرد في تصميمه وموقعه، والذي يعلن من هناك من أقاصي المنطقة الشرقية أن الثقافة هي ديدنُ الشارقة وعنوانها الأبرز، وأن الإنسان هنا هو من يقود التنمية المستدامة، ويخطو نحو المستقبل بخطى واثقةٍ عبر تراكم المعرفة والعلم والثقافة والتجارب الإنسانية العميقة بالاطلاع والنقاش والتعليم والتعلم.

وكان الأمسُ يوماً عظيماً في تاريخ خورفكان والمسرح، والثقافة، والتنمية، يوماً حمل بداية عهدٍ عامرٍ بالفنون والتعلم والتنمية والسياحة والفرحة للمواطن هناك، وهذه البرامج التنموية التي عمل عليها صاحب السمو حاكم الشارقة منذ عقود، وفق خططٍ مدروسةٍ ونظرةٍ واضحة للمستقبل، وفي العهد والبال، خصوصية المنطقة، وأهمية الارتباط بالجذور والالتصاق بالأرض والتراب الغالي ومن ذلك يكون الانطلاق نحو الغد الجميل. وهذا ما جسده العرض الأول للملحمة السينمائية والفنية فيلم "خورفكان" الذي اقتبس من أحد كتب سموه التاريخية، لتقدم حقائق تاريخية للمنطقة وقدرة أبنائها وبناتها على الصمود والعودة. 
 
والعام الماضي كان عهدُ صاحب السمو حاكم الشارقة مع أهل الشارقة بأن كافة المناطق ستشهد عدداً من المشروعات الكبيرة التي تم تنسيقها وإعدادها وتنفيذها وفق برامج متقدمة ومتطورة تستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، وتزيد من فرص الارتقاء بالحياة اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً وفنياً في مختلف المجالات، وتقدم التغيير المطلوب للمواطن هناك وتصعد بطاقاته إلى أقصاها، وبمنجزاته إلى الكثير المتنوع، وبطموحاته وأحلامه إلى لا نهاية، لتكون التنمية هي عنوان الجهود الرسمية هناك، وخير الأهل والمجتمع هو المبتغى. 
 
وعد صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثٍ سابق بأنه سيكون هناك كل عام عيدٌ لخورفكان، ولكن ما لمسناه، وما شهدته الأيام منذ ذلك التصريح هو أن أعياد خورفكان تتجدد باستمرار، ومعها بقية المناطق والمدن والقرى، وما وعد به سموه صار احتفاء دائماً بالمدينة الجميلة هناك، وصارت الأعياد متواصلة وممتدة لترفد المدينة بمزيد من مشروعات التنمية المستدامة، يوماً تلو الآخر، وكله لصالح تنمية الإنسان والارتقاء به عبر الحياة الكريمة التي تتوفر له ولأهله وأبنائه وأحفاده في المستقبل بإذن الله. 

فكل التهاني والتبريكات لأهل المنطقة بمزيد من المشروعات الكبرى، ونقول كما قال أهل خورفكان بالأمس : "شكراً سلطان".