جار التحميل...
وفي الخامس من أكتوبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم وفقاً لمقررات الأمم المتحدة ممثلة في اليونسكو، حيث يأخذ الاحتفال الطابع التكريمي للمعلم في بعض الدول، وفي دولة الإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة التي اشتهرت بالاهتمام بالعلم والتعليم يختلف الاحتفال بهذا اليوم حيث يُجعل منه يوماً للتحفيز المعرفي، وتتحول فيه المدارس إلى ساحات لتقدير العلم والعلماء والمعلمين الذين قضوا سني عمرهم في هذه المهنة الشاقة التي تصنع المعرفة والوعي وتنشئ أجيالاً يُعتز بهم.
تحتفل الشارقة بيوم المعلم وفق فعاليات خاصة بهذا اليوم لمكانته في نفوس قائد ركب التعليم والمعلم ومحبّ العلم والمعرفة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي قدّم أكثر من نصف قرنٍ لرعاية ودعم التعليم والعلماء والطلبة وكل العاملين فيه، وفي نفوس المعلمين وأولياء الأمور، فشملت الاحتفالات ضمن ما شملت زيارات ميدانية للمدارس وتكريم للمعلمين وإبراز دورهم الأساسي في العملية التربوية باعتبار المعلم أحد ركائز العملية التربوية إن لم يكن أساسها.
وفي كل عام تحتفي فيه إمارة الشارقة بيوم المعلم يجيء الاحتفال مصحوباً بالتطورات الإيجابية وتعزيز دور المعلم ليواكب الطفرة العلمية للإمارات والدور الأساسي الذي تلعبه في تطوير المعلم مهنياً وتقنياً بما يتناسب والتحول الرقمي الذي تسير فيه الدولة سيراً حثيثا.
عندما نتحدث عن التعليم والتطور واليوم العالمي للتعليم لابد من الإشارة إلى النهضة التعليمية البارزة التي يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويشرف عليها سموه بنفسه واضعاً الأسس واللبنات السليمة لبنية تحتية قوية ومستقبلية للجامعات والأكاديميات التي أضحت ملاذاً للعلماء وطالبي المعرفة، فقامت المدينة الجامعية والتي احتضنت عدداً مقدراً من المؤسسات التعليمية العالمية والمحلية كالجامعة الأميركية وجامعة الشارقة وغيرها من المؤسسات التي رفدت الدولة والعالم بعدد كبير من الخريجين في مختلف التخصصات والمجالات المتطورة، مما جعل الشارقة مركزاً علمياً، وأكاديمياً وثقافياً متميزاً لكل المتعطشين للعلم والثقافة والمعرفة لينهلوا من معين ما أنتجته في هذا المجال.
لم تقف إنجازات الشارقة وحاكمها عند المؤسسات التعليمية فقط، بل تعداه إلى إنشاء هيئة الشارقة للتعليم الخاص التي تقوم بأدوارٍ مقدرة وكبيرة في التعليم العام، ومجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي لدعم الجامعات ومجهودات الباحثين في دعم البحث العلمي وكلا المجلسين يعملان على تطوير اللغة العربية والمحافظة على هوية المنطقة الثقافية، والمبادرات السبّاقة باستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز مكانة اللغة العربية وتعلمها بتوزيع الأجهزة التي تدعم ذلك على الطلبة والمعلمين، فضلاً عن نشر وتأليف الكتب التي تفيد الطلاب لربطهم بالفكر الثقافي المحلي.
وضعت الشارقة، وفق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، استراتيجية تعليمية طموحة تركٌز على جودة التعليم والابتكار والتنافس بين المؤسسات التعليمية المختلفة للارتقاء بالتعليم، كما أن أكاديمية الشارقة للتعليم، والتي تشرف على تدريب المعلمين وتطوير مهاراتهم تقف شاهداً على الإنجاز في مجال تطوير المعلمين وتعزيز مهاراتهم، وإنشاء العديد من المجالس المتخصصة التي تُعنى بتطوير البحوث ودعم مراكز الأبحاث وربط التعليم الجامعي باحتياجات المجتمع وسوق العمل، والكثير من المبادرات المتميزة التي تهدف إلى دعم المؤسسات المختلفة، لا سيما التعليمية منها وتشجيع الابتكار وتمويل الأنشطة في المجال وتشجيع القراءة بالدعم المالي الموجه للكتب والمكتبات العامة، ومنها مكتبة لكل بيت، كما أطلقت هيئة الشارقة للتعليم الخاص مبادرة "معلم وأفتخر" والتي تهدف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية من المعلمين. وفقاً لفلسفة تعليمية تتماشى والتوجهات البارزة للشارقة في مجال النهضة التعليمية، ما جعل يوم المعلم في الشارقة يوماً خاصاً بحصاد أكثر من 50 عاماً على نهضةٍ تعليمية وحضارية عظيمة.