جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

منتدى الاتصال الحكومي.. قصة نجاح ملهمة تتجدد كل عام

11 سبتمبر 2025 / 10:53 AM
منتدى الاتصال الحكومي.. قصة نجاح ملهمة تتجدد كل عام
download-img
منذ خطواته الأولى في عام 2012، يقود منتدى الاتصال الحكومي في الشارقة رحلة مذهلة نحو التميّز، حيث أصبح منصة عالمية تلهم العقول، وتفتح آفاق جديدة في عالم الاتصال الحكومي، لقد وضع معايير مبتكرة تتجاوز التوقعات، وأطلق مبادرات معرفية وتدريبية شاملة، متفنناً في استيعاب طاقات الشباب وروح الإبداع الرقمي، إنه يجسد اليوم نموذجاً رائداً في مسيرة التطوير المستدام، وقيادة مستقبل الاتصال الحكومي.
ففي إحدى قاعات الشارقة خلال عام 2012، تجمع الحضور ليشهدوا النسخة الأولى من منتدى الاتصال الحكومي، لم يكن الحدث حينها سوى فكرة طموحة تسعى للحصول على فرصتها، لكنها سرعان ما تطورت لتصبح منصة عالمية تُشيّد جسور التواصل بين الحكومات وشعوبها، وتضع الأسس لرسم معالم مستقبل يتسم بالشفافية والتفاعل.

لكن في عام 2013، شهدت الدورة الثانية قفزة مذهلة في عدد الحضور، مما دفع المنتدى للانتقال إلى مركز إكسبو الشارقة لاستيعاب هذا الزخم الجماهيري المتزايد، حيث بلغ عدد الحضور نحو ألفي شخص، وقد كانت هناك مشاركة متميزة من أكثر من 500 شخصية بارزة في مجالي الإعلام والسياسة، بالإضافة إلى 40 متحدثًا من دول شتى، مما أضفى طابعاً دولياً على الحدث.

لم يعد المنتدى مؤتمراً تقليدياً يتضمن جدولاً زمنياً للجلسات وخطباً رسمية، بل أصبح ساحة حيوية تُروى فيها الحكايات الإنسانية، وتُزهر فيها الأفكار، لتتجسد كإنجازات ملموسة، ويتحول فيها الحلم إلى واقع ملموس.

فمثلاً في الدورة الثانية من عام 2013، ظهر الكرسي الأخضر كرمز للابتكار والتغيير، فلم يكن مجرد مقعد عادي، بل كان منصة تعبير منحت صوتاً قوياً لشاب جامعي شجاع، تحدى الوزراء والمسؤولين ليعرض فكرة منصة تواصل شبابية، في تلك اللحظة، تعالت أصوات التصفيق، واليوم، نجد صاحب هذه الفكرة يقود مشاريع تنموية تهدف إلى تمكين الشباب بعد التحاقه بمؤسسة حكومية، وبهذه الطريقة، نجح المنتدى في تحويل حلم طالب طموح إلى واقع ملموس.

وكذلك في إحدى دورات المنتدى صعد طفل مميز من ذوي الإعاقة إلى خشبة المسرح، ليعرض مبادرة تهدف إلى دمج ذوي الهمم في الحملات الإعلامية، فكانت لحظة مؤثرة للغاية، جعلت الحضور جميعهم يقفون احتراماً وإجلالاً له، لتكون هذه الفكرة بمثابة انطلاقة لحملة حكومية مستمرة تتواصل حتى يومنا هذا.

وتواصلت الجهود المثمرة في الدورات المتتالية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، محققة إنجازات بارزة تركت بصمة واضحة في ميدان الاتصال الحكومي، حيث أطلق جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، وأسّس اللجنة الأكاديمية التي تعكس الرؤية الطموحة، وأطلق برامج تدريبية بالتعاون مع خبراء دوليين، مما أضفى قيمة كبيرة على مشاريعه القيمة، محفزاً الشباب والطلبة على دخول هذا المجال الحيوي والمثير.

ولم يكن المنتدى ليصل إلى هذه المكانة المرموقة لولا إيمان راعي هذه الإمارة الباسمة بضرورة إشراك الشعوب في القرارات الحكومية من خلال فتح قنوات اتصال فعال، وحوارات بناءة، إذ أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إحدى الدورات، أن الاتصال الحكومي ليس وسيلة إعلامية فحسب، بل علاقة ثقة ومسؤولية مشتركة بين الحاكم والمجتمع، مشيراً إلى أن بناء الأمم لا يتأتى إلا بترسيخ جسور الحوار الصادق، وتعزيز القيم الإنسانية التي تجعل من الاتصال أداة للتنمية، ومن الشفافية أساساً للتلاحم بين القيادة والشعب.

فالرسالة الاتصالية في فكر سموه تتجاوز حدود الإعلام التقليدي لتغدو عملاً مؤسسياً يُجسّد روح المشاركة، ويترجم التطلعات إلى واقع ملموس، يرسّخ مكانة الوطن.

ومع مرور السنوات، وبعد دورات حملت شعارات متعددة من "نحو مجتمعات ترتقي"، و"تغيير سلوك.. تطوير إنسان"، إلى "حكومات مرنة... اتصال مبتكر"، وآخرها شعار هذه النسخة الـ 14 "اتصال من أجل جودة الحياة"، أضحى المنتدى نقطة مرجعية دولية في مجال الاتصال الحكومي، حيث عرض دراسات حالة عالمية تعكس تجارب متنوعة، مسلطة الضوء على العلاقة التفاعلية بين الحكومات والمجتمعات، إذ تجسدت توصيات المنتدى كخارطة طريق واقعية تعزز من مفهوم الاتصال الفعال في الحياة اليومية.

وفي نهاية المطاف، يمكننا تشبيه رحلة المنتدى اليوم بأسطورة رائعة تتجدد فصولها كل حين، إذ لم يعد مجرد حدث يُعقد كل عام، بل صار حكاية ملهمة تُثبت أن فكرة صغيرة قد تُحدث ثورة في مجتمعات بأكملها، وأن الشارقة استطاعت أن تحوّل الاتصال الحكومي من وظيفة إدارية إلى جسر إنساني يربط القلوب والعقول، فمن منصة صغيرة في 2012 إلى منبر عالمي في 2025، ارتقى المنتدى إلى قمة الفعاليات الكبرى، مسجلًا قصة نجاح إماراتية تُروى للعالم، ويزداد سحرها عامًا بعد عام.
September 11, 2025 / 10:53 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.