جار التحميل...
الشباب والهوية الوطنية
يمثل الشباب الإماراتي نموذجًا فريدًا في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فقد نشأوا على قيم الولاء والانتماء، والتشبث بالهوية الإماراتية التي غرسها الآباء المؤسسون، فهذه الهوية لم تكن حاجزًا أمام الانفتاح على العالم، بل كانت البوصلة التي توجه خطاهم، فتمنحهم الثقة بأنهم قادرون على أن يكونوا عالميين دون أن يتخلوا عن جذورهم الوطنية.
وإن تمسك الشباب بالهوية يشكّل حجر الأساس في مشروع "الشباب الباني"، فهم يبنون الحاضر بثبات ويستعدون لمستقبل أكثر رسوخًا.
أدركت الإمارات مبكرًا أن العلم هو أقوى أدوات البناء، فكانت الرؤية واضحة إعداد جيل متعلم ومؤهل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، لذلك، وُفّرت أرقى المؤسسات التعليمية داخل الدولة، إلى جانب برامج الابتعاث التي أرسلت الآلاف من الطلبة إلى الجامعات المرموقة حول العالم، واليوم، نرى ثمار هذا الاستثمار، فشباب الإمارات يتقدمون الصفوف في مجالات حيوية كالهندسة، والطب، والاقتصاد، والذكاء الاصطناعي.
إن "الشباب الباني" ليس طالب علم فقط، بل هو باحث عن المعرفة، ينقل خبراته إلى وطنه ليشارك في صياغة مستقبل أكثر إشراقًا.
إن جيل اليوم لم يعد مكتفيًا بالتلقي، بل أصبح صانعًا للمعرفة ومبتكرًا للحلول، فقد احتلت الإمارات مراتب متقدمة عالميًا في مؤشرات الابتكار، وكان للشباب دور بارز في هذا الإنجاز، فمن مشاريع الفضاء التي حملت بصمات العقول الشابة، إلى ريادة الأعمال التي أطلقها شباب طموحون، يتضح أن الابتكار بالنسبة للشباب الإماراتي ليس خيارًا إضافيًا، بل هو ضرورة وجودية لضمان استمرار الريادة.
وهكذا، يتحول "الشباب الباني" من مجرد مشارك في التنمية إلى قائد يبتكر مسارات جديدة تعزز مكانة الوطن عالميًا.
إن البناء الحقيقي لا يقتصر على الحجر والتقنية، بل يشمل بناء الإنسان والمجتمع، ولأن التطوع جزء من الهوية الإماراتية، فقد برع شبابنا في إطلاق مبادرات مجتمعية وإنسانية داخل الدولة وخارجها، كمبادرات في الثقافة والمعرفة، وأخرى في البيئة والاستدامة، وثالثة في الدعم الإنساني والإغاثي، وجميعها جسّدت روح "الشباب الباني" الذي يبني القيم قبل الإنجازات، والعطاء قبل الأفعال.
إن روح التطوع والعمل المجتمعي زرعت في شبابنا قناعة بأن القيادة ليست منصبًا، بل مسؤولية تبدأ بخدمة الآخرين.
لا يمكن الحديث عن "الشباب الباني" دون الإشارة إلى الدعم الكبير من القيادة الرشيدة التي وضعت الشباب في قلب استراتيجياتها، فمن المجالس الشبابية إلى الوزارات الخاصة بالشباب، ومن مراكز الابتكار إلى برامج التمكين والتدريب، كلها شواهد على أن الإمارات آمنت بالشباب ليس كشعار، بل كممارسة عملية.
إن رؤية الإمارات 2031 وما بعدها، تستند بشكل أساسي على إبداعات الشباب ومساهماتهم في مختلف المجالات، لتظل الإمارات نموذجًا عالميًا في تمكين الأجيال الجديدة.
إن "الشباب الباني: عماد الحاضر وصانع مستقبل الإمارات" ليست عبارة إنشائية، بل هي واقع ملموس نراه في إنجازات شبابنا يومًا بعد يوم، فهم العمود الفقري للحاضر الذي يقوم عليه الوطن، والأمل الذي يشرق به المستقبل، وإذا كانت الأمم تُقاس بما تملكه من ثروات، فإن أعظم ثروة للإمارات هي شبابها الذين جسّدوا المعنى الحقيقي للولاء والعطاء، ليظل الوطن شامخًا على أكتافهم، واثقًا أن الغد سيكون أكثر إشراقًا بقيادتهم وريادتهم.