كيف نحمي كرامة ذوي الإعاقة ونحفزهم نحو التمكين؟
إن ذوي الإعاقة هم جزء أساسي لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وهم يواجهون تحديات يومية أكبر من غيرهم، لكنهم أيضاً يحملون طاقات وإمكانيات كبيرة تستحق أن تُحتَرم وتُدعَم.
إن الدعم الحقيقي لهم هو توفير بيئة مهيأة تقودهم نحو الاستقلالية، والتمكين بعيداً عن الاعتماد الكامل على الآخرين.
لكن، للأسف توجد بعض الحالات التي يُستغل فيها وضع الإعاقة لأهداف شخصية، حيث يستخدم البعض إعاقتهم لاستعطاف المجتمع أو للحصول على امتيازات بمبرر معاناتهم.
فهذا السلوك يؤثر سلباً على صورة ذوي الإعاقة ككل ويُضعف ثقة المجتمع في تقديم الدعم لهم كما يُحول شخصاً كان بإمكانه أن يكون منتجاً ومستقلاً إلى شخص يحمل "إعاقة ثانوية" نفسية واجتماعية بسبب اعتماده الزائد عليها.
إن التحدي هنا هو تغيير هذا النمط في التفكير فبدلاً من تسليط الضوء على الاعتماد والعاطفة فقط يجب دعم ذوي الإعاقة، ليشعروا بقيمة ذاتهم من خلال فرص التعليم والتدريب والعمل المستدام.
فالمجتمع والمؤسسات عليهم دور كبير في هذا الأمر عبر خلق برامج متابعة وتقييم مستمرة لضمان وصول الدعم لمن يستحقه فعلاً وتحفيز المبادرات الذاتية لديهم.
وهنا تبرز إمارة الشارقة بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة كنموذج رائد في دعم هذه الشريحة حيث تُقدم عبر أنديتها وخدماتها الإنسانية بيئة متكاملة لتمكين ذوي الإعاقة مع توفير فرص تعليمية ورياضية وثقافية تعزز من ثقتهم بأنفسهم وتدفعهم نحو المشاركة الإيجابية في المجتمع، وهذه الجهود تجعل من الشارقة مثالاً يحتذى به في ملاحقة التميز والإنسانية.
وفي النهاية دعم ذوي الإعاقة الحقيقي هو الاستثمار في كرامتهم وتمكينهم من الاعتماد على الذات وليس الوقوف عند حدود العطف.
فمن خلال التوازن هذا نزرع مجتمعاً أقوى وأكثر عدلاً وأكثر إنتاجية يرحب بالجميع ويقدر الجهد والإرادة.
For an optimal experience, please
