جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

"اللهم آمين"

28 أبريل 2025 / 9:36 AM
صورة بعنوان: "اللهم آمين"
download-img
يوم الجمعة الماضي، وكعادتي، انتظرت أبنائي حتى يعودوا من مدارسهم لنذهب معاً إلى صلاة الجمعة، وما إن وصلوا، حتى خرجنا على عجل إلى الجامع، حرصاً على حضور الخطبة من بدايتها.

وبينما كان الخطيب يختم خطبته بالدعاء، لفت انتباهي وجود عدد من الأشخاص من العمالة الآسيوية بجواري، يؤمِّنون بحرارة وخشوع على دعاء الخطيب، خاصة حين كان يدعو للإمارات بالأمن والأمان والرخاء، تعجبت من هذا التصرف الملفت، وبقي في ذهني حتى بعد خروجنا من المسجد.

في طريق العودة، قلت للسائق الذي أوصلنا: "هل لاحظت ما حدث؟" فأجاب بالإيجاب، ثم قرر أن يسألهم عن سبب تفاعلهم الكبير، فهم من نفس بلده ويستطيع التحدث إليهم بلغتهم.

وبالفعل، حين سألهم بعد الصلاة، عاد إلى السيارة بعد فترة وقال: "هؤلاء لا يتحدثون العربية، وهم حديثو القدوم إلى الدولة، لم يكملوا بعد ثلاثة أشهر في الإمارات. يعملون في إحدى الشركات المملوكة لأحد المواطنين."

وأضافوا له: "عندما جئنا للعمل، كنا نشعر بالقلق من الغربة، لكن صاحب الشركة كان إنساناً كريماً واسع القلب، وفّر لنا كل ما نحتاجه، وأكرمنا بأخلاقه ومعاملته، ثم جاء رمضان، فدهشنا أكثر من كرم وأخلاق هذا الشعب الطيب؛ الإفطار والسحور في كل مكان، وعندما جاء العيد، وجدنا العطاء في كل زاوية، حتى ونحن نعمل، هناك من يتعاطف معنا؛ هذا يقدّم الماء، وذاك الطعام، والابتسامة لا تفارق وجوههم."

وقالوا: "لذلك، نحن وإن كنا لا نفهم اللغة، إلا أننا نشعر بدعاء الخطيب ونعرف أنه دعاء بالخير لهذا البلد، ونردّ عليه بآمين من أعماق قلوبنا، لأننا لمسنا الخير في هذا الوطن، بحكامه وشعبه."

تحية تقدير لذلك المواطن صاحب الشركة، الذي بأخلاقه زرع محبة الإمارات في قلوب موظفيه، نعم، إنها الإمارات يا سادة… منبع الإنسانية والكرامة والعطاء الذي لا ينضب، اللهم احفظ هذا البلد آمنًا مطمئنًا، واحفظ سائر بلاد المسلمين، اللهم آمين.

April 28, 2025 / 9:36 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.