جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

بركتنا.. مَربى العز والفخر

24 أبريل 2025 / 3:46 PM
بركتنا.. مَربى العز والفخر 1
download-img
في زوايا المجالس القديمة، حيثُ تنبعث رائحة القهوة والذكريات، يجلس الكبار بأعينٍ تحمل حكايات العمر، وقلوبٍ امتلأت بالحكمة والخبرة، هناك، في وجودهم، نشعر بأن الزمن يتوقف احتراماً لهم، وبأن البركة تحل أينما كانوا، فقط لأنهم مَربى للعز والفخر.
"مبادرة بركتنا" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ليست مجرد مبادرة أرقام وإحصائيات، وليست مجرد أعمار متقدمة، بل هي إرثٌ عظيمٌ لفئة مباركة كانت ولا تزال لنا مَربىً للعز والفخر.

 "بركتنا" هم رواة حقيقيون لتاريخٍ غيرَ منتهِ الصلاحية تحتوي على مسيرة لعائلات عريقة وممتدة ولمجتمع متماسك، وهم جسور بين الماضي والحاضر، ونوافذ نطلّ من خلالها على زمن لم نعشه ولكن نحبه من خلالهم، فحين يجتمعون، يعود الدفء للبيت، وتعلو ضحكاتهم فوق كل صخب الحياة، كأنهم يهدِّئون العالم بنظرة وابتسامة.

في وجودهم معنا، تكون الطمأنينة، نصائحهم وإن بدت تقليدية أحياناً، تحمل في طيّاتها تجارب لا تُقدَّرُ بثمن، حديثهم عن البساطة وعن الأيام التي كان فيها الرضا عُملة الحياة الصعبة، يجعلنا نعيد التفكير في كل شيء من حولنا، حين يجلس الجدّ ليحكي، أو تهمس الجدة بحكاية قبل النوم، يكون ذلك كمن يغرس شجرة حكمة في قلب ذلك الطفل.

وليس غريباً أن يقول الناس "وجود الكبار بركة"، فهم يذكروننا بالدعاء، وبالصبر، وبالتسامح، وبقيمة العائلة ولمّة الأحباب، إنهم يربطون الأرواح ببعضها، يحفظون الأنساب، ويجمعون الأحفاد حولهم وكأنهم قمرٌ يدور حوله الجميع.

فليتنا لا ننشغل عنهم، ولا نتركهم لزوايا النسيان، وجودهم بيننا نعمة عظيمة، وأحاديثهم كنوز من الدفء والحنان، فلنحتضن كبارنا، فحين يجتمعون، تحضر البركة، ويبتسم الزمن.

عندما نتحدث عن "شِيَّابنا"، تتناثر في أذهاننا صُور لوجوهٍ قد أثقلتها السنون، وأيدٍ مشبعة بالتجارب والمشاعر، هم الذين عاشوا الحياة بكل ما فيها من أفراح وأتراح، وهم الذين مروا بمراحل الزمان حتى أصبحوا قامةً عاليةً من الحكمةِ والحنان، كبار السن ليسوا مجرد أشخاص يتقدم بهم العمر، بل هم بركة حقيقية في حياتنا، فهم منبع للأمل، وحكمة مستمرة لا تنضب.

"بركتنا"، كنزٌ عظيم دعونا نقدر تلك البركة ونعاملهم بكل ما فينا من حبٍ واحترام، فبين أيديهم تكمن أعظم العطايا، وفي حديثهم نجد أسمى الحكم، جاء في الحديث الذي رواه أبوداود وحسنه الألباني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِم....)، ففي كل خطوة يخطونها، هناك دروس مخفية تنتظر من يلتقطها، وقد يظن البعض أن مرور الزمن يجعل الإنسان ضعيفاً، لكن الحقيقة أن كبار السن هم القوة الحقيقية التي تبقى ثابتة في عالم مليء بالتغيرات، إنهم الجذور التي تغذي أفرع الحياة، والمصابيح التي تضئ دروبنا في ظلمات الحياة.
April 24, 2025 / 3:46 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.