يحتفي العالم في شهر مارس من كل عام بمناسبتين هامتين هما: اليوم العالمي للمرأة "8 مارس" وعيد الأم "21 مارس"، وكلاهما يشكل فرصة لتكريم المرأة ودورها المحوري في المجتمع، فالمرأة ليست فقط رمزاً للعطاء والتربية، بل أيضاً حارسة للتراث وصانعة للهوية الثقافية، حيث تلعب دوراً رئيسياً في نقل القيم والتقاليد عبر الأجيال.
وعلى مر العصور، كانت المرأة ركيزة حفظ التراث الشفهي من خلال الحكايات الشعبية والأمثال والأساطير التي تعكس هوية الشعوب، كما برز دورها في الحرف التقليدية مثل التطريز، النسيج، الفخار، التلي، والسدو، مما جعلها حافظة لفنون الأجداد وأساليبهم الحياتية التي لا تزال جزءاً من التراث الحي.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم المرأة، لا سيما الأمهات، في ترسيخ الهوية الثقافية داخل الأسرة، حيث تنقل العادات والتقاليد، وتعزز القيم الثقافية من خلال التربية والتعليم، ما يجعلها عاملاً أساسياً في استمرار التراث واندماجه في الأجيال الجديدة.
وفي العصر الحديث، لم تقتصر جهود المرأة على النقل الشفهي، بل امتدت إلى رقمنة التراث والترويج له عبر الوسائل الرقمية، مما أتاح حفظ الموروث الثقافي ونشره على نطاق أوسع، كما برزت النساء في مجالات البحث الأكاديمي، حيث عملن على توثيق التراث ودراسته بطرق علمية حديثة.
إلى جانب دورها الثقافي، أصبح التراث مصدر تمكين اقتصادي للمرأة، حيث دعمت الصناعات التراثية مشاريع نسائية ناجحة، مما ساهم في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للنساء وتعزيز التنمية المستدامة.
ختاماً، سواء في اليوم العالمي للمرأة أو عيد الأم، يظل تكريم المرأة مرتبطاً بدورها في حفظ التراث ونقل القيم الثقافية للأجيال القادمة، فهي ليست فقط حارسة للماضي، بل أيضاً صانعة لمستقبل ثقافي غني ومستدام.