نفحاته تبدأ وكالعادة نبدأ نجهز للشهر الفضيل، الأسواق تمتلئ بالبشر، الكل يشتري وكأن الأكل سينتهي من الأسواق، وكأن الشهر هو عدة شهور.
نعم، رمضاننا يبدأ قبل رمضان، نشعل الأنوار ونسعد بلياليه بعيداً عن سلوكنا التلقائي في استقباله، لكن كلنا نشترك بالبهجة والاستنفار؛ لأنه يجمعنا ويوحد نفوسنا.
رمضان ليس بروحانيته فقط، بل بتجديده لعلاقاتنا، وإنعاش لتعاملاتنا ولقاءاتنا.
رمضان شهر وهو عن سنة نريد أن نفعل به كل شيء، حتى ذكرياتنا تعود بعودته، نتذكر أجدادنا ومن فقدناهم في السنوات الماضية، ومكانهم بموائدنا وموقع سجاداتهم وسجداتهم، نتذكر الصحون التي نتبادلها بين الجيران، والجمعة بعد التراويح.
يعود رمضان ومعه كل ذلك العشق، ونحاول أن نكون مثل زمان، وبالفعل نجد البيوت تشع، وكلٌ يتسابق لإفطار صائم، ونتسامر مثل ما كان، ويتكرر هذا المشهد كل عام، وكل عام ونحن لله أقرب.