جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

معهد الشارقة للتراث يُخلّد فن العيالة بنصب تذكاري

18 فبراير 2025 / 2:38 PM
 أيام الشارقة التراثية تُخلّد فن العيالة بنصب تذكاري
download-img

تظل جهود الشارقة واضحة كالشمس في سماء الثقافة، حيث تسهم بفعالية في حماية الموروث الثقافي الإماراتي وصونه للأجيال القادمة، وما تدشين النصب التذكاري لفن العيالة، إلاّ لبنة ضمن هذا المشروع الضخم، ليكون رمزاً خالداً يضيء دروب الذاكرة ويخلّد هذا الفن العريق في قلوب الناس.
ولطالما كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الداعم الأول للمشاريع الثقافية والتراثية في إمارة الشارقة، حيث يُولي اهتمامًا بالغًا بحفظ الهوية الوطنية وإبراز الموروث الشعبي بمختلف أشكاله، باعتباره جزءًا أساسيًا من تاريخ الدولة ومصدر فخر لأبنائها. ويأتي تدشين النصب التذكاري لفن العيالة ليعكس رؤيته في تحويل التراث إلى عنصر حيٍّ ومتفاعلٍ في المجتمع، وذلك ضمن المبادرات التي تُسهم في ترسيخ مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية.

وعلى مدار أكثر من عقدين، باتت أيام الشارقة التراثية منصة سنوية تُعيد إحياء التراث الإماراتي، وتسهم في تعريف الأجيال الجديدة بموروثهم الثقافي الغني، وفي هذا السياق، حيث جاء تدشين النصب التذكاري لفن العيالة ليُرسّخ مكانة هذا الفن العريق، الذي يُجسد قيم الشجاعة والتلاحم والانتماء، حيث حرص معهد الشارقة للتراث برئاسة سعادة الدكتور عبد العزيز المسلَم على تحويل هذا الرمز التراثي إلى تجربة معاصرة تدمج بين الأصالة والتقنيات الحديثة، مما يُعزز التفاعل المجتمعي مع الفنون التقليدية.

ويُعد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلَم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أحد أبرز الشخصيات الفاعلة في توثيق وحماية التراث الإماراتي، إذ يُشرف على العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى نشر الثقافة التراثية بأسلوب متجدد. 

كما يعكس تدشين هذا النصب أحد ثمار جهوده، حيث لم يقتصر دور المعهد على حفظ الفنون التقليدية، بل عمل على إعادة تقديمها بأسلوب إبداعي يواكب العصر، بما يتماشى مع تطلعات إمارة الشارقة في أن تكون عاصمة عالمية للثقافة والتراث.

ويُجسّد تصميم النصب التذكاري لفن العيالة روح الوحدة الإماراتية من خلال 7 أعمدة متصلة بقاعدة واحدة، ترمز إلى الترابط الوثيق بين إمارات الدولة، وقد نُقشت أسماء الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية على كل عمود، في دلالة بصرية على التلاحم الوطني والتاريخ المشترك الذي يجمع أبناء الإمارات.

ففي مركز النصب، تتلألأ لوحة معدنية تحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، محفورًا عليها الشعار الرسمي لمعهد الشارقة للتراث، ليؤكد التزامه الدائم بصون الفنون التراثية والترويج لها على نطاق واسع.

 ولمواكبة العصر الرقمي، تم تزويد النصب برمز الاستجابة السريع (QR Code)، الذي يُوفر للزوار إمكانية الوصول إلى محتوى رقمي غنيّ يروي تاريخ فن العيالة، ويعرض تفاصيل أدائه بأسلوب تفاعلي، مما يُتيح للزوار تجربة تعليمية متكاملة تتماشى مع أهداف أيام الشارقة التراثية في استخدام التكنولوجيا لخدمة التراث.

ولطالما كان فن العيالة أكثر من مجرد أداء استعراضي؛ فهو لغة بصرية وصوتية تحكي قصص البطولة والمجد، حيث يصطف الرجال في خطين متقابلين، متشابكي الأيدي، يتحركون بتناغم مع إيقاع الطبول، بينما يرددون الأهازيج التي تروي أمجاد الأجداد، يُعد هذا الفن أحد أهم الرموز التراثية في الإمارات، ويُمارس في المناسبات الوطنية والاحتفالات الكبرى، ليظل شاهدًا على أصالة المجتمع الإماراتي واعتزازه بجذوره.

ومن خلال هذه المبادرة، يُؤكد معهد الشارقة للتراث على دوره الريادي في حماية الموروث الثقافي، حيث لا يقتصر عمله على التوثيق والتعليم فقط، بل يمتد إلى إعادة تقديم التراث بأساليب مبتكرة، تُجذب الأجيال الجديدة وتساعدهم على التفاعل مع إرثهم بأسلوب يتناسب مع تطورات العصر.

وختاماً؛ فإن تدشين النصب التذكاري لفن العيالة هو رسالة واضحة من معهد الشارقة للتراث مفادها أن التراث ليس مجرد ذكرى من الماضي، بل هو جزء من حاضرنا ومستقبلنا، وبالتالي ستظل الفنون الشعبية الإماراتية نابضة بالحياة في وجدان الأجيال القادمة.
February 18, 2025 / 2:38 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.