يعيش الفرد منا في الحياة إما متشائماً مما حوله، وليس ذلك للإنسان المؤمن، وإما أن يعيش متفائلاً ولديه الطموح والآمال والأهداف، التي يريد تحقيقها سواء كانت تلك الأهداف والآمال مالية أو نفسية أو اجتماعية، فلا يأس مع الحياة، والطموح هو ذلك الشعور الداخلي الذي يدفعنا إلى السعي لتحقيق أهدافنا وأحلامنا، وهو المفتاح لتحقيقها، وبدون الطموح، لن نتمكن من تحقيق ما نرغب إليه.
والسؤال الذي يَطرح نفسه في العديد من المجالات الاجتماعية والمالية والنفسية والوظيفية وغيرها الكثير من شؤون الحياة (متى سنحقق ما نطمح إليه؟).
لو نظرنا في المجال الاجتماعي، نجد أن السؤال "متى؟”، يطرح نفسه في العديد من المواقف، على سبيل المثال، متى سنحصل على فرصة للزواج؟ متى سنتمكن من الحصول على منزل؟ متى سيكون أبناؤنا متميزين ومتفوقين؟ متى؟ ومتى؟ ... إلخ.
وهذه الأسئلة تطرح نفسها في أذهان العديد من الأشخاص، وتعكس الرغبة في تحقيقها للوصول إلى الاستقرار الاجتماعي والمكانة الاجتماعية.
وفي المجال المالي، يَطرح السؤال نفسه في العديد من المواقف كذلك، على سبيل المثال، متى سنتمكن من تسديد جميع الديون والالتزامات المالية؟ متى سنتمكن من توفير المال الكافي لشراء الحاجة الفلانية؟ متى سنصل إلى الحرية المالية؟ هذه الأسئلة أيضاً تطرح نفسها في أذهان العديد من الأشخاص، وتعكس الرغبة كذلك في تحقيق الاستقرار المالي في شتى هذه المجالات.
وأما في المجال النفسي، يَطرح السؤال "متى؟"، نفسه في عدة مواقف، وعلى سبيل المثال، متى سنتمكن من التغلب على الخوف والقلق الداخلي؟ متى سنحقق الثقة بالنفس؟ متى سنتحصل على السعادة بمفهومها الجميل؟ وإلى متى سنبقى خائفين من المستقبل؟ ومن المرض؟، ومن الفقر و..و..و؟
فهذه الأسئلة أيضاً تطرح نفسها في أذهان العديد من الأشخاص، وتعكس الرغبة في تحقيق الصحة النفسية والاستقرار سواء على المستوى الشخصي، أو الوظيفي أو غيرها من المجالات النفسية.
وفي الختام عذراً أخي القارئ فلست بصدد الإجابة عن السؤال (متى؟) لأن الإجابة عنه تختلف حسب طبيعة تعامل الشخص وبرمجته مع الحياة.
ولكن لنعلم بأن تحقيق مبدأ الرضا في حياتنا هو جزءٌ من الإجابة، وكما قيل:" سر الرضا هو الالتفات للموجود وغضّ الطرف عن المفقود، وسر الطموح البحث عن المفقود مع حمدِ الله على الموجود"، فالرضا لا يعني عدم الطموح، ولكن يعني أننا سعداء بما نحن فيه، ولكننا نسعى لما هو أفضل في المستقبل، فالسؤال مرة أخرى، يعكس الرغبة لدى الكثيرين في معرفة متى ستتحقق الأهداف والطموحات والرغبة في تحقيق الاستقرار والأمان في مختلف شؤون حياتنا؟
ويجب أن نلاحظ بأن الإجابة عن هذا السؤال لا يمكن أن تكون دقيقة، لأنها تعتمد على العديد من العوامل والمتغيرات، لذلك، يجب أن نركز على العمل الجاد والاستمرار في السعي لتحقيق أهدافنا وفق خطط مكتوبة ومدروسة، بدلاً من التركيز على "متى؟ بلا تخطيط".
فديننا الحنيف يلعب دوراً هاماً في حياتنا، حيث يوجهنا إلى الطريق الصحيح، ويحفزنا على العمل الصالح، فيما يتعلق بالمستقبل والطموح والمداومة على الإنجازات، ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ " هذا الحديث يحفزنا كمسلمين على العمل المستمر والجد والاجتهاد لتحقيق الأهداف.