وعند عودتهما، سأل الأب ابنه: "كيف كانت الرحلة يا بني؟"، أجاب الابن: "كانت الرحلة ممتازة.، فأجابه الأب بسؤال آخر قائلاً: "هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟"، أجاب الابن: "نعم".
ثم قال الأب: "إذن أخبرني، ماذا تعلمت من هذه الرحلة؟"، فأجاب الابن: "لقد رأيت أن لدينا كلباً واحداً، لكنهم يملكون أربعة، ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا، لكنهم يملكون جدولاً لا نهاية له، ونحن أحضرنا الفوانيس لنوقد حديقتنا، لكنهم يملكون النجوم تتلألأ في السماء.
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية، أما هم فتمتد نهايتهم إلى الأفق، لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها، لكنهم لديهم مساحات كبيرة تتعدى كل تلك الحقول، ونحن لدينا خدم يقومون بخدمتنا، لكنهم يقومون بخدمة بعضهم البعض.
نحن نشتري طعامنا، وهم يزرعون ما يأكلون، ونحن نملك جدراناً عالية لتحمينا، لكنهم يملكون أصدقاء ليحموهم.، ظل والد الفتى صامتاً، ثم أردف الابن قائلاً: "شكراً يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء".
ألا تعتبرها نظرة رائعة تجعلنا ممتنين؟ يا صديقي، كن شاكراً لله تعالى على كل ما أعطاك، بدلاً من التفكير والقلق فيما لا تملك، إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك، فأنت أغنى من ثلاثة أرباع سكان العالم.
إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر منه شيئاً لوقت الشدة، فأنت من يشكلون 8% من أغنياء العالم، وإذا كنت قد أصبحت في صحة وعافية اليوم، فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان ينتظرون الموت خلال أسبوع بسبب تدهور صحتهم وقلة حيلتهم، كن ممتناً، يا صديقي، على كل هذه النعم، ولتكن سعيد البال مرتاحاً، ودمتم للنعم ممتنين حامدين.