جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

أسعد نفسك

16 ديسمبر 2024 / 10:05 AM
أسعد نفسك
download-img
دعا الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط صديقاً له على الغداء وأخذ يشرح له كيف حظي اليوم بهذه الوليمة المميزة، وذلك لأنها تتكون من ديك أرهقه لأيام عديده ولم يترك له الفرصة للراحة وللتفكر، إذ كان الديك يقطع عليه كل تأملاته بصياحه المستمر.
وأخذ يشكو لصاحبه من قلة راحته وانقطاع أفكاره بسبب ذلك الديك المزعج، فأمر خادمه بأن يشتريه من صاحبه ويذبحه ويعد لهم وليمة الغداء المميزة هذه، ثم راح يحكي لصاحبه كيف استقرت حالته النفسية وكيف التأم حبل أفكاره ونعم بكل الهدوء والراحة من بعد شراء خادمه للديك وذبحه.

وما لبث قليلاً حتى دخل الخادم حاملاً الديك مسجى في طبق تفوح منه الأبخرة الشهية، لكن فوجئ الفيلسوف عندما قال الخادم معتذراً: "عفواً يا سيدي رفض صاحب المزرعة بيع الديك، لكني تصرفت واشتريت آخر من السوق وذبحته وطبخته"، بهت الفيلسوف وانتبه فجأة إلى أن الديك لا يزال يصيح. عندما نفكر في هذا الفيلسوف يا أحبه فإننا نرى بأنه شقي بهذا الديك، لأنه كان يصيح، وفي الوقت نفسه كان سعيداً به بالرغم من أنه ما زال يصيح، ما تبدل الواقع بل تبدلت نفسه فقط.

فنفسه التي اشقته ونفسه التي أسعدته، فما دامت السعادة في أيدينا يا أصدقائي، لماذا نطلبها من غيرنا؟ وما دامت قريبة منا، فلماذا نبعدها عنا؟.

إننا نريد أن نذبح الديك لنستريح من صوته، ولكن لو ذبحناه سنجد 100 ديك غيره، لأن الأرض مليئة بالديكة، فلماذا لا نرفع الديكة من رؤوسنا ما دمنا لا نستطيع رفعها من الأرض، ولماذا لا نسد آذاننا عنها؟ ولماذا لم نقدر أن نسد أفواهها عنا؟ ولماذا لا نصرف حسناً عن كل مكروه؟ ولماذا لا نقوي نفوسنا لنتخذ منها سوراً دون الآلام؟.

فكلٌ يفكر في ماضيه ويحن إليه، فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصبح ماضياً؟؟ 

فلنسعد أنفسنا يا أحبه ولنتغاضى عن منغصات الحياة، لأنها موجودة وستبقى ما دمنا على وجه البسيطة نسعى، ولتحظى أنفسنا بالسعادة لأنها تستحق.
 
December 16, 2024 / 10:05 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.