نعم جلست مستخدمة مع مجموعة من كبار السن وضمن الحوار تحدثنا عن دخولنا في العام الجديد 2025، وفجأة تحدث أحدهم بنبرة اشتياق قائلاً:" نريد عاماً مستعملاً..عاماً قديماً.. عاماً أرى فيه والدتي التي توفيت قبل 20 عاماً".
وأردف مواصلاً لقد وحشتني أمي، كان وجودها بمثابة حياة، وتحدث الذي بجانبه فعلاً نريدها مستعملة، سنة قديمة لأعيد تصحيح غلطتي حينما تركت ابني يقود السيارة بتهور، وبلا رخصة قيادة، وفي حادث شنيع توفي ومعه ابن جيراننا، ولا زال الندم يأكل من عمري.
ونطق الثالث ساخراً تريدون الأيام تعود للخلف، تريدون الجار الوفي، الذي يسأل عن جاره، وتريدون اللعب بالطرقات، وتريدون أفراح زمان، وحرص الجميع على المشاركة، وتريدون الحياة البسيطة، ورغم تواضعها كانت السعادة تملأ الصدور، وتريدون الأحياء والأطباق المتبادلة بين المتجاورين، وتريدون الأب الذي ينصح جميع أبناء الحارة والجميع آباء.
ويختم رابعهم كلامه لي، لا عليك منهم الظاهر أن الاشتياق أثّر على ذاكرتهم، وتوقفوا عند أعوام قديمة، ويريدونها تعود.
لكن لكل زمان ناسه وظروفه ونحن نتمنى من الله الصحة والسلامة والرضا في كل يوم ولأبنائنا التوفيق والحذر من المغريات المزيفة والحياة التي تخلو من البر والتقوى والحفاظ على وطنهم ومقدراته لأنهم في نعم كبيرة تحتاج للشكر والامتنان.
إن الأيام ستمضي وستظل ذاكرتنا تشتاق لصور قديمة فلنعش اللحظة ولنستشعر النعم.