جار التحميل...
فحُبُّ الأوطانِ من الإيمانِ، وبهذه الكلمات يُتَرجَمُ حُبُّ الوطنِ وصِدق الانتماء له وهو شعور فطري ينبض به قلب كل إنسان، فالأرض التي وُلد فيها وترعرع بين أحضانها تمثل قاموساً كبيراً به مزيجاً من الذكريات والتاريخ العريق والهوية الوطنية المتجذرة في قلب شعب الإمارات الذي يحب وطنه، فوطنٌ لا نُدافعُ عنه، لا نستحق العيش فيه.
وفي السياق نفسه، نجد أن حب الوطن يتجسد في إحسان المواطن إلى أرضه والعمل على تطورها، فلا يمكن للإنسان أن يتجاهل حاجته لوطنه أو أن يساهم في هدمه، وإن الإسلام يشجع على العمل الجاد من أجل بناء الأمة، وتُعد هذه المبادئ من صميم حب الوطن، حيث يُظهر الواحد منا حبه لوطنه من خلال التعاون مع أفراد المجتمع في بنائه وتقدمه.
استذكر في حُبّ الوطن ما تعلمناه منذ كُنّا صغاراً في طابور الصباح بالمدرسة عندما كنا نتسابق للوقوف أمام سارية العلم لنردد نشيد السلام الوطني بأعلى صوت: (عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا، عِشتِ لشعبٍ دينه الإسلام هديه القرآن حصنتك بسم الله يا وطن..)، ثم نهتف بصوتٍ جماعيٍّ واحد (وطنُنا: من المحيط إلى الخليج... أمُلنا: أُمَّةٌ عربية واحدة.. نموتُ لتحيا.. دولة الإمارات العربية المتحدة).
ولما كُبرنا وصرنا في مصافِّ الرجال؛ أمسكنا السلاح في ميادين العمل نردد كل صباحٍ ومساء (الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة)، لنذود عنه ونحميه براً وبحراً وجواً، وأمسكنا القلم ندافع عنه بالكلمةِ الحقّ والنصيحة الصادقة (فحَبةٌ من ترابكِ بكنوز الأرض يا إمارات)، ولا مكانَ في الحياةِ بالنَّسبةِ للإنسان في الأرض أعزُّ من وطنٍ يألَفه ويحنُّ إليه ويدافع عنه.
هذا الوطن يحتاج منا إلى غرسِ مزيدٍ من بذور الولاء والانتماء في عقول ونفوس الجميع صغاراً وكباراً، فحب الحاكم والوطن مترابطان؛ فالحاكم يقود دفَّة الوطن نحو مستقبلٍ مشرقٍ، والشعبُ يدعمه بالولاء والطاعة والمساهمة والعمل الدؤوب.
وعلينا أن نتغنى بالوطن كما تغنى به أسلافنا من قبل، ونستشعر أن الوطن وأهله الذين يعيشون فيه لصيقان ببعضهما البعض لا يستغني كلٌ منهما عن الآخر.
ومن الواجب علينا أن نُعلِّمِ أبناءنا معنى الولاء والانتماء والمواطَنة الصادقة، ونغرسهما في أجيالنا القادمة بشتى الطرق التي تناسب عقولهم وزمانهم، فكما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (علموا أبناءكم على زمانهم).
ولو تفكرنا في ذلك الحب الوطني فسنجد أن الكل فيه مواطناً كان أو مقيماً؛ سواءً في المحبة، وأنَّ ما نعيشه في بلادنا الإمارات من أمنٍ وأمان، وما تقدمه دولة الإمارات لكل إنسان على أرضها أو خارجها، يستوجب علينا تقدير كل هذه النعم العظيمة والمحافظة عليها، كما يجب أن يُترجم حب الوطن في كل أشكال الحياة اليومية، بحيث يصبح الجميع وحبه لوطنه الغالي مغروساً في قلبه، تحقيقاً لا تعليقاً.
إن وطننا الغالي جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، أنوارها تَهدي العقول الحائرة في شتى بقاع الأرض، والحمد لله أصبحت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وسمعة مواطنيها بيضاء نقية شامخة بالعزة والكرامة في كل أرجاء العالم.
حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة من كل شر ومكروه، ووفق الله وليَّ أمرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات، وأدام عليهم موفور الصحة والعافية، وكل عام وإماراتنا قيادةً وشعباً في تقدم وازدهار.