حالة من البهجة والتوهج الثقافي عشناها بين ثنايا معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والأربعين، لأرى المنهج الشارقي قد أثمر وأينع، متجلياً في أحد أكثر معارض الكتب نجاحاً على مستوى العالم.
فالمدن اليوم لم تعد تقاس بمساحات تزايد الإسمنت على أرضها، ولا بمدى ارتفاع ناطحات السحاب في سمائها وتطاول أهلها بالبنيان، بل في القدرة على تحويل المادة الجامدة إلى رموز حية للفن، تعبر عن معاني الخير والجمال والحب والعطاء في توافق واحد، يشمل الشارع والميدان والمبنى.
فأي ذكرى تبقى للزائر؟! وأي حميمية تتأصل في وجدان ساكنيها إن لم تكن عامرة بمساجدها ومكتباتها ودُورِها الثقافية ومتاحفها وحدائقها، ومساحاتها الخضراء ومعارض الكتب فيها، ومكتباتها المنتشرة في كل بقعة؟
نعم، فأينما التفت في الشارقة ترى تلك المشاهد التي ذُكرت.