اليوم الدولي للتعليم.. تحديات تجمع بين التقنية والإنسانية

ويُعد اليوم الدولي للتعليم، فرصةً لتسليط الضوء على أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان وركيزة أساسية للتنمية المستدامة والسلام.

وفي عام 2025، يحمل اليوم الدولي للتعليم شعاراً يعكس التحديات والفرص التي يواجهها التعليم في عصر التكنولوجيا الحديثة: "الذكاء الاصطناعي والتعليم: الحفاظ على التدخلات البشرية في عالم يسوده التشغيل الآلي"، حيث يهدف هذا الشعار إلى لفت الانتباه إلى أهمية ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التعليم، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الدور الإنساني في العملية التعليمية.

ويُجسد شعار هذا العام رسالة عميقة تدعو إلى تحقيق التوازن بين الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التدخلات البشرية في التعليم، فعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتسهيل الوصول إليه، إلا أن هناك قلق متزايد من أن يؤدي الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا إلى تقليل دور الإنسان، وهو ما قد يؤثر سلباً على جودة التعليم من الناحية الإنسانية.

والتعليم ليس مجرد عملية لنقل المعرفة، بل هو تفاعل إنساني يتضمن بناء القيم، وتعزيز الإبداع، وتنمية المهارات الاجتماعية، فالحفاظ على دور المعلم في العملية التعليمية يضمن أن يظل التعليم تجربة غنية تُعزز من شخصية الطالب، وتدعم قدرته على التفكير والإبداع.

ويأتي شعار العام الحالي ليذكرنا بأن التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يظل مرتكزاً على الإنسان، وبالتالي فمن الضروري أن نستثمر في تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول، مع ضمان أن تبقى القيم الإنسانية والإبداع حجر الأساس في العملية التعليمية.

إن الاحتفال باليوم الدولي للتعليم هذا العام لا يقتصر على استعراض التطورات التكنولوجية، بل يُمثل دعوة إلى العالم للعمل معاً لتحقيق رؤية متوازنة للتعليم، تجمع بين قوة التكنولوجيا وأهمية العنصر البشري لضمان مستقبل تعليمي مستدام وشامل للجميع.