جار التحميل...
فيما يأتي توضيح لأشهر أنواع البخور حسب مكوناته، ورائحته:
يُستخرج العود من أخشاب شجرة الأكيلاريا (Aquilaria) العطرية، التي تنمو في المناطق الاستوائية، مثل: شمال الهند، وكمبوديا، وماليزيا، وإندونيسيا، وجنوب الصين، وتتعرض بعض هذه الأشجار إلى الإصابة بالفطريات أو العفن على نحو طبيعي، ما يحفزها على إنتاج مادة عطرية يُعد استجابة مناعية لهذا الهجوم، ثم تُستخدم تلك الأخشاب المصابة لإنتاج البخور، وعادةً ما يتكوّن العود ببطء شديد يستمر لمئات السنين، ما يجعله نادراً وقيماً جداً.
انتشر استخدام العنبر في مصر القديمة لرائحته العطرية، وهو مادة شمعية ذات أصول حيوانية؛ فهو يُستخرج من حوت العنبر الذي يتقيأ مادة شمعيّة تتسم برائحتها الكريهة، ولونها الأسود بدايةً، ثم تتحوّل تدريجيّاً بمرور الوقت لتُصبح مادة صلبة، وذات رائحة نقيّة بعد بقائها في مياه البحر، وتعرّضها إلى عوامل الجو المختلفة، ويتحوّل لونها أيضاً ليُصبح مائلاً للأبيض؛ لذا يُعدّ العنبر من المواد النادرة والقيمة، ومن أكثر أنواع البخور فخامةً وتميزاً.
استُخدم اللبان كمادة عطرية من عام 1500 قبل الميلاد، واستمر استخدامه إلى الوقت الحالي في صناعة البخور والعطور، ويُستخرج بخور اللبان من شجرة البوسيليا (Boswellia) بإحداث شق في لحاء الشجرة؛ لتخرج منه مادة صمغية عطرية تُسمّى اللبان، أو لبان الذكر، وتُترك لتجف طبيعيّاً وتتصلب بضعة أسابيع، ثم تُستخدم لاحقاً في صناعة البخور.
تتميز رائحة بخور اللبان بأنّها دافئة ومعقدة في الوقت ذاته؛ فهي تتكوّن من مزيج من الروائح العطرية الفريدة كالخشب والصنوبر، إلى جانب لمسة من الرائحة الدخانية والليمونية، وغالباً ما يُستخدم اللبان قاعدةً لعدد من العطور بهدف إضافة دفء وجمالية للرائحة.
ارتبط استخدام المسك تاريخياً في مصر القديمة، والهند، والصين، فقد كانوا يصطادون غزال المسك في تلك المناطق؛ لاستخراج غدة عطرية نادرة تُفرز مادة زيتية لزجة تُعرف بالمسك، لكن استخراجها يتطلّب عمليات صعبة ومعقدة، ورغم اختلاف مكونات المسك حاليّاً، لكنه لا يزال يُستخدم بقوّة في صناعة البخور، ويُمكن الحصول على رائحة المسك التي تدوم مدّة طويلة باستخدام مواد كيمائية وعطرية محددة؛ مثل: اللبان، والعنبر، وزهرة الباتشولي، وغيرها.
ورغم أنّ رائحة المسك فريدة، ولا يُمكن وصفها، لكنّها قد تكون أقرب للرائحة الترابية الخشبية، أو رائحة الأزهار كما يصفها البعض، وتتعدد أنواع بخور المسك لتشمل البخور العربي، والإفريقي، وغيرها، ويُعدّ النوع المصري الأكثر شعبيةً وتداولاً بين الأنواع كافة.
يُعدّ بخور خشب الصندل أحد أكثر المكونات استخداماً في صناعة البخور، ويُستخرج ذلك البخور من أشجار خشب الصندل التي اشتهر نموها في مناطق عدّة، من أبرزها: الهند وأستراليا، اللتان تُعدّان المصدر الأساسي لإنتاج تلك الأخشاب في الوقت الحالي، إلى جانب باكستان، وسريلانكا، ونيبال، وإندونيسيا، وغيرها، ويُتكوّن الزيت العطري المُسبب لرائحة الخشب العطريّة في قلب أغصان الشجرة وجذورها، ويحتاج إلى مدة تتراوح بين 15-30 عاماً للوصول إلى الجودة المطلوبة.
وقد تصل تلك المدّة إلى نحو 100 عام أيضاً، فكلما زاد عمر الشجرة، زاد تركيز الزيوت العطرية، وأصبحت جودتها أفضل، وتُستخدم تلك الأخشاب العطريّة تحديدًا في صناعة البخور الذي يتميّز برائحته الخشبية المنعشة، والدافئة والحليبية التي تستمر مدّة طويلة، ويُمكن خلطه مع روائح أخرى؛ فهو يثبت الرائحة.
يُستخدم البخور كأحد التقاليد التي لا يُمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية، والمناسبات السعيدة أيضاً، كالأعياد، والأفراح، إذ يُمثل رمزاً للضيافة والكرم؛ لذلك تملأ رائحة البخور ذات الجودة العالية أمكنة الضيافة انتظاراً لاستقبال الضيوف وإكرامهم.
وتتنوع استخدامات البخور بفضل خصائصه الفريدة التي تؤثر إيجاباً في البيئة المحيطة والأفراد، وفيما يأتي أهم استخداماته وفوائده المتعددة:
تُستخدم معظم أنواع البخور للاستمتاع بالروائح الجميلة، والتخلّص من تلك الروائح الكريهة في الأمكنة بفضل رائحتها العطرة التي تخلق جواً منعشاً ونظيفاً، إضافة إلى ذلك تُسهم خصائص بعض أنواع البخور المضادة للميكروبات كاللبان، والمسك، في تقليل البكتيريا والفيروسات في الجو، ما يضفي جواً من الطمأنينة والنظافة في المساحات التي تُستخدم فيها.
تستخدم بعض أنواع البخور كالمسك، والعنبر، واللبان في تهدئة العقل والجسد، والشعور بالاسترخاء والهدوء، بفضل روائحه الدافئة والمهدئة، ما ينعكس إيجاباً على تحسين الحالة النفسية والمزاج، ويشتهر بخور خشب الصندل تحديداً بكونه مهدئاً طبيعياً؛ فهو يحتوي على مركب السانتالول (Santalol) الذي يُعزز الشعور بالهدوء، ما يجعله فعالاً في حالات الأرق والقلق، وبالتالي تحسين جودة النوم.
علاوةً على ذلك يمكن أن يقلل بخور خشب الصندل من مستويات الكورتيزول (Cortisol)، وهو هرمون مرتبط بالتوتر، ما يساعد في إدارة مشاعر الانفعال على نحوٍ طبيعي، وتقليل مشاعر القلق والتوتر.
تُستخدم بعض أنواع البخور ذات الرائحة المنعشة بما فيها المسك في جلسات التأمل وعند ممارسة رياضة اليوغا، بسبب طبيعة مكوناته ورائحته التي تُساعد على التأمل والتركيز، ويسهم بخور العود أيضاً في تحسين الأداء العقلي، وزيادة القدرة على التركيز، ما يجعله مناسباً للأوقات التي تحتاج إلى تحفيز الإبداع.
ختاماً، رغم أنّ اختيار البخور المناسب يعتمد على الذوق الشخصي والاحتياجات المتعددة، لكن من الضروري أخذ الجودة بالحسبان؛ لذا يُنصح بشراء البخور من مصادر موثوقة، ويُفضل استخدام البخور في أمكنة جيدة التهوية؛ لتجنب تراكم الدخان، وضمان الاستمتاع بالروائح العطرية على نحو آمن وصحي.