مقاومة الأنسولين.. ماذا تعرف عنها؟

• ما هو الأنسولين؟

الأنسولين هو هرمون يصنعه البنكرياس ويساعد الجلوكوز "السكر" الموجود في الدم على دخول الخلايا في العضلات والدهون والكبد، حيث يتم استخدامه للحصول على الطاقة. عادة يأتي الجلوكوز من الطعام الذي نتناوله، كما يصنع الكبد الجلوكوز في أوقات الحاجة مثل عند الصيام.

عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام، يفرز البنكرياس الأنسولين في الدم، بالتالي تنخفض نسبة الجلوكوز في الدم ويتم الحفاظ على مستواه في النطاق الطبيعي.

• ما هي مقاومة الأنسولين؟

مقاومة الأنسولين هي عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد للأنسولين بشكل جيد ولا يمكنها بسهولة امتصاص الجلوكوز من الدم، ونتيجة لذلك، يفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين لمساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا.

• ماهي أسباب مقاومة الأنسولين؟ 

لا توجد أسباب محددة تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، لكن تم اقتراح بعض الأسباب التي قد تكون مرتبطة به وهي كالتالي:

1- السمنة 

2- الضمور الشحمي (Lipodystrophy) هو اضطراب يؤدي إلى تجمع الدهون في مناطق معينة من الجسم وعدم وجودها في مناطق أخرى.

3- الزيادة في مستوى بعض الهرمونات مثل الكورتيزول، هرمون النمو، الكاتيكولامينات، الجلوكاجون.

4- الأدوية مثل الجلوكوكورتيكويدات، بعض مضادات الفيروسات لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية [HIV]، وبعض موانع الحمل الفموية.

5- الحمل 

6- وجود أجسام مضادة للأنسولين 

7- تغييرات وراثية وجينية مرتبطة بالأنسولين.

• من هم الأكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين؟

من الممكن أن يتعرض أي شخص للإصابة بمقاومة الأنسولين، ولكن هناك فئة معرضة لخطر أكبر مقارنة بغيرهم.

تشمل عوامل الخطر ما يلي:

1-زيادة الوزن أو السمنة أو الدهون الزائدة في الجسم خاصة حول البطن
2- العمر من 45 سنة أو أكبر
3- أحد أفراد الأسرة مثل الوالدين أو الأخ أو الأخت مصاب بالسكري
4- قلة النشاط البدني
5- الإصابة بحالات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية
6- الإصابة بسكري الحمل
7- الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية
8- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض
9-الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي وهي مزيج من ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية وحجم الخصر الكبير.
10- تناول بعض الأدوية، مثل الجلوكوكورتيكويدات، وبعض مضادات الذهان، وبعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية 
11-الاضطرابات الهرمونية مثل متلازمة كوشينغ 
12-مشاكل النوم وخاصة انقطاع النفس أثناء النوم 

• ما هي أعراض مقاومة الأنسولين؟

عادةً لا تظهر أي أعراض لمقاومة الأنسولين في البداية، ولكن قد تظهر بعض الأعراض في وقت لاحق، منها:

1-الشواك الأسود (acanthosis nigricans) حالة جلدية تتمثل بزيادة تصبغ منطقة أو أكثر من مناطق الجلد وزيادة سمكها، عادة في الابطين او الرقبة.
2-الزوائد الجلدية الصغيرة
3-العقم 
4-الثعلبة او تساقط الشعر
5-مشاكل في الدورة الشهرية
6-الشعر الزائد في الوجه والجسم 
7- السمنة وزيادة في الوزن
8- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم خاصة الدهون الثلاثية

• هل الإصابة بمقاومة الأنسولين قد تؤدي إلى أمراض أو حالات طبية أخرى؟

طالما أن البنكرياس يمكنه إنتاج ما يكفي من الأنسولين للتغلب على استجابة الخلايا الضعيفة للأنسولين، فإن مستويات الجلوكوز في الدم ستظل في المستويات الطبيعية، لكن إذا أصبحت الخلايا مقاومة للأنسولين بشكل مفرط، فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، مما يؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني، ترتبط مقاومة الأنسولين بالعديد من الحالات الأخرى، منها:

1-السمنة.
2-أمراض القلب والأوعية الدموية.
3-مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
4-متلازمة التمثيل الغذائي.
5-متلازمة تكيس المبايض

• كيف يتم تشخيص مقاومة الأنسولين؟

إن الاختبار الأكثر دقة لتشخيص مقاومة الأنسولين معقد ويستخدم في الغالب للأبحاث العلمية فقط، ولا يوجد حالياً اختبار معتمد لقياس مقاومة الأنسولين في المستشفيات أو العيادات، ونتيجة لذلك، لا يتم إجراء فحوصات بشكل روتيني لقياس مقاومة الأنسولين لمن لا يعاني من أي أعراض، لكن من ناحية أخرى، في حالة وجود أعراض عند المريض وقد تم الاشتباه بوجود مقاومة للأنسولين، قد يلجأ الطبيب إلى فحص مستوى الأنسولين في الدم والذي قد يعطي فكرة ما إذا كان الشخص مصاب بمقاومة الأنسولين، ففي هذه الحالة سيكون مستوى الأنسولين مرتفع مقارنة بالمستوى الطبيعي.

الجدير بالذكر، أنه قد يطلب الطبيب فحوصات أخرى حسب الحالة مثل فحص مستوى السكر في الدم بعد صيام 8-12 ساعة وكذلك فحص السكر التراكمي ومستوى الكوليسترول في الدم.

• كيف يتم علاج مقاومة الأنسولين؟

نظراً لعدم إمكانية علاج جميع العوامل التي تساهم في مقاومة الأنسولين، مثل العوامل الوراثية والعمر، فإن تعديلات نمط الحياة هي العلاج الأساسي لمقاومة الأنسولين.

تشمل تعديلات نمط الحياة كالتالي:

1-اتباع نظام غذائي صحي: ينصح بتجنب تناول كميات زائدة من الكربوهيدرات (التي تحفز إنتاج الأنسولين الزائد) وتناول كميات أقل من الدهون غير الصحية والسكر واللحوم الحمراء والنشويات المصنعة. بدلاً من ذلك، من الممكن اتباع نظام غذائي يتضمن المزيد من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك والدواجن الخالية من الدهون.

2-النشاط البدني: يساعد الحصول على كميات منتظمة من النشاط البدني المعتدل الشدة في زيادة استخدام طاقة الجلوكوز(السكر) وتحسين حساسية العضلات للأنسولين.

3-فقدان الوزن الزائد: قد ينصح الطبيب بمحاولة فقدان الوزن الزائد لمحاولة علاج مقاومة الأنسولين، وكذلك قد كشفت إحدى الدراسات أن فقدان 7٪ من الوزن الزائد يمكن أن يقلل من ظهور مرض السكري من النوع الثاني.

• هل هناك أدوية قد تساعد في علاج مقاومة الأنسولين؟

لا توجد أدوية معتمدة بشكل خاص لعلاج مقاومة الأنسولين، لكن قد يصف الطبيب أدوية مرض السكري مثل الميتفورمين، وهذه الأدوية تزيد من حساسية الأنسولين وتخفض نسبة السكر في الدم.