جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كسر حاجز الصمت

التعامل مع الطفل الانطوائي في المدرسة

08 ديسمبر 2024 / 10:28 PM
التعامل مع الطفل الانطوائي في المدرسة
download-img
الطفل الانطوائي في المدرسة هو الطفل الذي يفضل الانسحاب والعزلة على التفاعل الاجتماعي المكثف في البيئة المدرسية، وقد يبدو هادئاً ومستمعاً جيداً، ويميل إلى قضاء الوقت بمفرده أو مع عدد قليل من الأصدقاء المقربين، كما يتّسم بالخجل، والصعوبة في التعبير عن نفسه ضمن المجموعات.

ويمكن للمعلم في الغرفة الصفية تمييز الطفل الانطوائي من خلال عدد من العلامات، مثل التحسس تجاه الفوضى والأضواء الساطعة، والتفكير مطولاً، والتأمل الفردي، بالإضافة لعدم تقبل النقد والاستياء منه، وعدم الرغبة في الخوض في النقاشات التي تحدث ما بين المعلم وزملائه في الغرفة الصفية.


وتتعدد الأسباب التي تجعل من الطفل انطوائياً في البيئة المدرسية، مثل عدم الثقة الكافية في النفس، والخجل، والرغبة في تحقيق الإنجاز بشكل مستقل دون التشاركية مع أحد، وغيرها من الأسباب الأخرى التي تختلف من طفل لآخر، وبغض النظر عن السبب فمن الضروري التعامل مع الطفل الانطوائي في المدرسة بحكمة وذكاء.


وفيما يلي توضيح لبعض الأساليب الناجحة للتعامل مع الطفل الانطوائي في المدرسة:

التركيز على المهارات والصفات الجيدة: التحفيز أساس الانطلاق

إن الطفل الانطوائي غالباً ما يتمتع بقدرات فريدة ومميزة، كعمق التفكير، والتركيز العالي، والقدرة على الاستماع الفعال، وبدلاً من التركيز على ما ينقصه، يجب التركيز على هذه الصفات وتشجيعها، وبذلك يُحوَّل انطواء الطفل إلى قوة من خلال توفير فرص له، لاستخدام مهاراته في حل المشكلات المعقدة، أو في المشاريع الفردية، أو من خلال تقدير أفكاره، وبالتالي مساعدته على بناء ثقته بنفسه، وزيادة مشاركته تدريجياً في الأنشطة الاجتماعية.

التنويع في أساليب التعليم: سبيل إلى إشراك الجميع

لتشجيع مشاركة الطلاب الانطوائيين، من الضروري تنويع أساليب التدريس في الغرفة الصفية، وذلك من خلال الدمج ما بين الأنشطة الفردية والجماعية، مثلاً يمكن البدء بمهمة تفكير فردية، ثم الانتقال إلى عمل تعاوني مع أحد الزملاء، وأخيراً مشاركة الأفكار مع المجموعة كاملة، إذ إنّ هذا التنوع يسمح للطالب الانطوائي بالتفكير بعمق قبل التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، مع ضرورة الانتباه إلى عدم إجبار جميع الطلاب على العمل في مجموعات، فالتعلم الفردي له قيمته أيضاً.


في السياق ذاته يمكن التنويع بين طرق التفاعل في الغرفة الصفية، ومع التحول الرقمي الذي يشهده العالم يمكن للطالب الانطوائي التعبير عن نفسه، والمشاركة في المواد الدراسية بالأسلوب الذي يلائمه، مثل المدونات الصفية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الطرق الإلكترونية التي يجد فيها الطالب الانطوائي مساحة أوسع للتألق، والتعبير عن نفسه، وإبداء الرأي.

إعطاء الوقت الكافي للتفكير: بعيداً عن عنصر المفاجأة

لا يُفضّل الطالب الانطوائي الأسئلة المفاجئة، والطلب منه المشاركة والتفاعل دون سابق إنذار من قِبل معلمه وأمام زملائه في الغرفة الصفية، فعادةً يميل إلى تجهيز نفسه، وتحضير ما يرغب في قوله بشكل متكامل يُشعره بالرضا عن نفسه، ويتمثل دور المعلم هنا بإعطاء الطلبة بشكل عام دون تخصيص أحد فكرةً مسبقةً عن موضوع المناقشة، والطلب من الجميع التحضير المسبق لها، وبذلك يحظى الطالب الانطوائي بفرصة لتجهيز مساهمته دون الشعور بالضغط أو الإحراج.

الثناء والمدح: المزيد من التحفيز

الطفل الانطوائي كغيره من الأطفال الآخرين الذين يفرحون بالثناء والتقدير من قِبل المعلم في المدرسة، وهو يحتاج إلى الشكر والثناء أكثر من غيره، وذلك من أجل تحفيزه على الاستمرار في المشاركة، والمعلم الذكي لا ينتظر الأفعال والمشاركات المهمة حتى يثني على الطالب الانطوائي، بل يتوجب عليه تقدير كل ما يقدمه، بما في ذلك طرح الأسئلة، والتشارك مع الزملاء، أو حتى الكتابة بأسلوب جيد، فذلك يعزز نقاط القوة لديه، ويدمجه اجتماعياً.

عقد الجلسات الفردية: المزيد من الثقة والتعبير عن النفس

تُعدّ الجلسات الفردية بين المعلم والطالب الانطوائي بمثابة ملاذ آمن، إذ يشعر الطالب براحة أكبر للتعبير عن نفسه دون خوف من الإحراج، فهذه الجلسات توفّر بيئةً هادئةً ومخصصةً تسمح للمعلم بالوصول إلى أعماق تفكير الطالب، واحتياجاته التعليمية بطريقة أكثر عمقاً، وبعيداً عن ضغوط المناقشات الجماعية، وبذلك يُتاح للطالب الانطوائي إيجاد من يستمع إليه، ومشاركة أفكاره ومشاعره بحرية، مما يعزز الثقة بالنفس، ويشجع على المشاركة الفعالة في عملية التعلم.



وفي الختام، من الضروري عدم مقارنة الطالب الانطوائي بزملائه الأكثر انفتاحاً وإشعاره بأنّه أقل منهم، فكل طفل يختلف عن الآخر بنموّه وتطوّره، والمقارنة قد تؤدي إلى زيادة المشكلة، وإثبات شعوره بالنقص أو العزلة، كما أنّ التعامل مع الطفل الانطوائي يتطلب الكثير من التفهُّم والصبر، من أجل تعزيز شعوره بالأمان والانتماء في المدرسة مع احترام حدوده الشخصية، ومن الأفضل تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الجماعية تدريجياً.

 

المراجع


[1] upeducators.com, 8 Ways Teachers can Support Introvert Students in the Classroom
[2] schoolshouldbe.com, How Introverted students learn in the classroom
[3] weareteachers.com, 10 Ways To Support Introverts in the Classroom
[4] facultyfocus.com, Five Ways to Engage Classroom Introverts
[5] teacherblog.ef.com, What to consider when teaching introverts

December 08, 2024 / 10:28 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.