جار التحميل...
ويُمكن إجراء التدقيق المالي من خلال الاستعانة بمُوظَّفي المؤسسة أنفسهم، ومن الممكن أيضاً الاستعانة بمُدقِّقين ماليِّين من الخارج، ولا تكاد تخلو مؤسسة من حاجتها إلى الحصول على تقارير التدقيق المالي الخاصَّة بها باستمرار ودون انقطاع.
على الرغم من وجود أنواع مختلفة للتدقيق المالي، فإنّ هناك نوعَين رئيسَين هما الأكثر أهمّية لدى أيّ مؤسسة، وفي ما يأتي توضيحهما:
يمتاز التدقيق المالي الخارجي (External Financial Audit) بالاستقلالية، وبُعده عن أيّ عمليات تدقيق داخل المؤسسة؛ إذ تتولّاه أطراف خارجية لا تربطها أيّ علاقة بالمؤسسة مُطلَقاً، مثل: الهيئات التنظيمية المالية، أو بعض الجهات الحكومية، وتستند في عملها إلى مجموعة من القواعد والمعايير؛ لاستخراج التقارير المالية النهائية.
ويَكمُن الهدف من هذا النوع في تقديم تقارير مُحايِدة نابِعة من منظور خارجي وبعيد عن أعمال المُؤسَّسة ومُوظَّفيها؛ ممّا يُحدِّد مدى اتِّباع الضوابط والإجراءات الخاصَّة بالإدارة المالية بدِقَّة مُتَناهِية، وعرض تقارير التدقيق الخارجي على المُساهِمين في المؤسسة جميعهم خلال اجتماعات مجلس الإدارة، والاجتماعات السنوية؛ لبيان الوضع المالي للشركة، وتحديد المشكلات الأساسية، ووضع خُطَط فَعّالة لمعالجتها وتجاوزها في أقرب وقت مُمكن.
تجري عملية التدقيق المالي الداخلي (Internal Financial Audit) بصورة تامَّة داخل الشركة نفسها؛ إذ يجري توكيل مُوظَّفي التدقيق الداخلي؛ لدراسة الوضع المالي للمؤسسة وفق المعايير والضوابط الخاصَّة بصاحب العمل، خلافاً للتدقيق الخارجي الذي يعتمد على معايير وضوابط دولية مُعيَّنة.
ويهدف التدقيق الداخلي إلى التحقُّق من سَير العمل بصورة صحيحة وخالية من الأخطار، وبيان الوضع المالي للمؤسسة، وضمان امتثال الموظفين للقواعد الموضوعة في أقسام المنظمة كافَّة، بالإضافة إلى أنّ تقارير التدقيق الداخلية تُعطي فرصاً لتحسين أنظمة الإدارة الحالية عند اكتشاف الحاجة إلى ذلك، ونتائج التدقيق الداخلي الخالية من المشكلات تعني أنّ الشركة على استعداد لإجراء أيّ تدقيقات خارجية بعد ذلك.
هناك مجموعة من المراحل الأساسيَّة الواجب اتِّباعها لإتمام عملية التدقيق المالي، وفي ما يأتي توضيح تفصيليّ لها، وبالترتيب:
تُعَدّ مرحلة التخطيط أولى مراحل عملية التدقيق المالي، ويجري فيها تحديد أفضل طريقة لجَمع البيانات المالية، وتحديد المجالات، والهدف الرئيس المُراد الوصول إليه عبر عملية التدقيق، مثل: البيانات المالية، أو الضوابط الداخلية، أو التحقُّق من الامتثال للقوانين والأنظمة الموضوعة داخل المؤسسة.
وبعد ذلك، يجري تقييم نسبة المخاطر التي قد تُؤثِّر في دِقَّة البيانات المالية للمؤسسة، وهي خطوة حاسمة جدّاً للتخطيط الفَعّال الخاصّ بعملية التدقيق، والقدرة على استخدام الموارد استخداماً أكثر كفاءة وفاعلية؛ إذ يستعين المُدقِّقون بتقنيات مختلفة لتحديد نسبة المخاطر؛ كالمقابلات، والاستفسارات، وغيرها، وتصميم خُطَّة استراتيجية واضحة لكيفية سَير عملية التدقيق وفقاً للمعلومات السابقة التي جرى جمعها، بحيث تشمل الإجراءات والموارد المطلوبة لإتمام تلك العملية بأفضل صورة ممكنة.
يجري في هذه المرحلة جَمع البيانات المالية، وأيّ معلومات أخرى مُهِمَّة خلال عملية التدقيق؛ للتحقُّق من مدى دِقَّتها، وخُلُوّها من الأخطاء التي قد تُؤثِّر في النتائج النهائية لعملية التدقيق، ويجري أيضاً فحص الضوابط الداخلية للمؤسسة؛ وهي مجموعة الإجراءات والسياسات التي تضمن موثوقية التقارير المالية، ويَكمُن الهدف من فحص هذه الضوابط في التحقُّق من فاعليَّتها، واكتشاف أيّ أخطاء مُتعلِّقة بها.
ومن ناحية أخرى، يستخدم المُدقِّقون في هذه المرحلة تقنية أخذ العيِّنات؛ لجَمع الأدِلَّة، وفحص مدى دِقَّة البيانات المالية الخاصَّة بالمؤسسة، وتحديد مدى إمكانية الاعتماد عليها لأغراض التدقيق المالي؛ إذ يجري اختيار عَيِّنة تمثيلية لفحصها وتقييمها وفقاً لإجراءات مُعيَّنة؛ بهدف الحصول على نتائج مضمونة وذات مغزى في نهاية الأمر.
تَكمُن الخطوة الأخيرة في إعداد تقارير تدقيق قياسية ودقيقة تُظهِر مدى دِقَّة العمل الماليّ للمؤسسة، ويشتمل تقرير التدقيق على فقرة تمهيدية، ثمّ بيان الهدف من التقرير، وتقديم النتائج التي جرى التوصُّل إليها، ثمّ بيان رأي المُدقِّق المالي في التقرير.
وبعد الانتهاء من إعداد التقارير، يعرضها المُدقِّق المالي على إدارة المؤسسة؛ لمراجعتها بالتفصيل، ومناقشة النقاط المُهِمَّة، وإبداء الآراء والاقتراحات اللازمة لعلاج المُشكلات، أو تحسين آليَّة العمل؛ لتتَّخذ الإدارة في ما بعد خطوات واقعية لتنفيذ المُقترَحات اللازمة لعلاج المشكلات على أرض الواقع، مثل: تحديد ضوابط داخلية جديدة، أو التعديل على العمليات الحالية، والعديد من الإجراءات الأخرى.
وفي الختام، يُسهِم التدقيق المالي في التحقُّق من مدى الامتثال للمعايير المُحاسبية والقانونية التي ينبغي اتِّباعها، وتطوير الأنظمة الداخلية، والضوابط المالية؛ لتكون أكثر فاعلية، وتُبرز تقارير التدقيق المالي أيضاً الوضع المالي للمؤسسة من حيث الربح والخسارة؛ إذ تُوضِّح صافي قيمة الأُصول والخُصوم الخاصَّة بالمؤسسة، وتكشف عن حالات الغشّ أو السرقة داخل المؤسسة -إن وُجِدت-، فضلاً عن مساهمتها في إعداد الخُطَط المالية المستقبلية، وتخصيص الميزانيات المناسبة.
المراجع
[1] akounto.com, Financial Audit: Definition, Importance and Types
[2] uk.indeed.com, The 7 types of audits and what they are useful for
[3] cleartax.in, What is Audit and What Are the Types of Audits
[4] datasnipper.com, From Planning to Reporting: Exploring the Phases of the Audit Process
[5] corporatefinanceinstitute.com, Audit