عندما نتأمل في مسيرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، نجد أنّ اهتمامه بالقرآن الكريم يُشكِّلُ أحد أبرز ملامح فكره وتوجهاته الثقافية والدينية، ويعكسُ ارتباطَ سُموه بالقرآن الكريم إلى عمقِ إيمانه بأن كتاب الله هو النبراس الذي يهدي الشعوب نحو التطور الحضاري المتزن، حيث يمتزج العلم بالدين، والثقافة بالإيمان.
ففي عالَمٍ يَعُجُّ بالماديات والانشغال بالمظاهر والكماليات وبعيداً عن كل ذلك، تَبرُزُ شخصية حاكم الشارقة من خلال ملامح سموه في ارتباطه العميق بالقرآن الكريم.
فتُعرف الشارقة بأنها منارة للثقافة العربية والإسلامية، ويرجع جزء كبير من هذه الريادة إلى الرؤية المستنيرة لحاكمها، التي تنطلق من عمق إيمانه بالقرآن الكريم وقِيَمِهِ، حيث يرى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أنَّ القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للعبادة والتلاوة، بل هو مرجع أخلاقي ومعرفي يقدم حلولاً لجميع جوانب الحياة الإنسانية، ومن هذه الرؤية؛ تأتي مواقفه وتوجيهاته في الإمارة، حيث يسعى إلى غرس هذه المبادئ في سياسات الإمارة، مع الحرص على تعزيز التعليم والثقافة.
ويحظى القرآن الكريم بمكانة رفيعة لدى حاكم الشارقة، الذي لطالما عَبّر في مواقفه ومبادراته عن تقديره العميق لكتاب الله عز وجل بوصفه منبع الحكمة والرحمة والهداية، وقد انعكس هذا الاهتمام ليس فقط على المستوى الشخصي، وإنما أيضاً على سياسات الإمارة كما أسلفنا وفي برامجها الثقافية والتعليمية، فنجد الاهتمام يتمثل في المشاريع والمبادرات وغيرها التي أطلقها ولايزال يُطلقها حاكم الشارقة على مستوى الإمارة ومن أبرزها:
• مجمع القرآن الكريم، والذي يعد صرحاً معرفياً وثقافياً فريداً، يهدف إلى جمع كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من مخطوطات، وأبحاث، ودراسات قرآنية، كما يوفر منصة تعليمية لتدريب حفظة القرآن ودارسي علومه.
• مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية: والتي أُسست لتحفيز الشباب على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتشجيع التفوق في حفظ وتجويد القرآن.
• الجامعة القاسمية: حيث توفر هذه الجامعة برامج أكاديمية تشمل الدراسات الإسلامية والقرآنية، لتخريج علماء متضلعين في علوم القرآن والسنة، ويكون لهم دور ريادي في نشر رسالة الإسلام السمحة.
• إذاعة القرآن الكريم من الشارقة: التي تم إطلاقها مؤخراً، والتي تبث صوت القرآن والقراءات في أرجاء العالم، وتعتبر إذاعة الشارقة للقرآن الكريم منصة متميزة لإبراز الأصوات القرآنية، حيث تضم برنامج لــــــــ "قرّاء الإمارات" مما يعكس التنوع والثراء الثقافي في المجال القرآني بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومسك الختام: تتجلى علاقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بالقرآن في كثير من خطاباته التي يؤكد فيها أن القرآن الكريم هو مصدر الحكمة التي يسترشد بها في القيادة وفي حياته الشخصية، ولعلّ من أبرز أقواله: "القرآن هو البوصلة التي توجهنا نحو الصواب في جميع شؤون حياتنا، ومنه نستمد القيم التي يجب أن تحكم سلوكنا العام والخاص."
إن تجربة حاكم الشارقة مع القرآن الكريم هي تجربة فريدة، لأنها تجمع بين الفهم الروحي العميق والتطبيق العملي لهذه القيم في مختلف مجالات الحياة، فالقرآن يمثل نبعاً لا ينضب من الحكمة والمعرفة، يُسهم في بناء الأفراد، والمجتمعات، وتوجيه مسار الأمة نحو مستقبل مشرق، وهكذا نستطيع القول تحقيقاً لا تعليقاً، بأن القرآن فعلاً في عيون سلطان.