جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

فلان "بيتوتي"

15 أكتوبر 2024 / 10:00 AM
فلان "بيتوتي"
download-img
بعض الأحيان يوصف فلان من الناس بأنه "بيتوتي" أي أن هذا الإنسان يحب البقاء في البيت ويُفضِّل العُزلة، ودائماً يحب الجلوس في البيت للاستمتاع بأجواء الهدوء، والسكينة مع ممارسة أنشطته الخاصة، مثل القراءة، ومشاهدة البرامج التلفزيونية، أو قضاء الوقت مع أفراد العائلة.
فالمنزل بالنسبة للشخص البيتوتي ليس مجرد مكان للإقامة فقط، بل هو مكان يَمدّه بالطاقة والراحة ويعتبره ملاذاً آمناً يتخلص فيه من صخب الحياة اليومية وضغوطاتها.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل البعض يفضلون البقاء في المنزل على الخروج المستمر، كطلب الراحة والاسترخاء، والهروب كما قلنا من الضغوطات بكافة أنواعها.

 فالبقاء في المنزل يوفر لهم فرصة للتجديد وشحن طاقاتهم نحو الأفضل، ولتحسين الصحة النفسية، كما أن ذلك يُعزز من العلاقات الأسرية ويقوي الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة.

ولنعلم أن الحياة البيتوتية عند البعض ليست مجرد خيار للهروب من ضجيج المجتمع، بل هي أسلوب حياة يعكس احتياج الإنسان للشعور بالراحة والسكينة في بيئته الخاص.

وعلى الرغم من أن البقاء في المنزل يتيح العديد من الفوائد النفسية والجسدية، إلا أن تحقيق التوازن بين البقاء في المنزل والانخراط في الأنشطة الخارجية يُعد أمراً ضرورياً لضمان حياة صحية ومتوازنة.

ولن أتطرق كثيراً بذكر النواحي الإيجابية للبيتوتي، ولكن هذا الأمر يرشدنا إلى معنى جميل من جانب آخر، وهو جانب السكون والراحة والطمأنينة إلى المكان الذي يأوي إليه الإنسان، بمعنى أن هذا البيت جعله الله سكناً يسكنُ إليه بنو البشر وله مكانته واحترامه في الإسلام وكيف لا، وكون البيت يمثل لأحدنا مكان أكله وزواجه ونومه وراحته وهو مكان لخلوته واجتماعه بأهله وأولاده، يقول الله سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً" (النحل: 80). 

ويقول ابن کثیر رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " يُذَكِّرُ تبارك وتعالى تمام نِعَمِهِ على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكنٌ لهم، يأوون إليها، ويستترون بها، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع".

وإذا تأمل المرء أحوال من لا بيت له ولا مأوى؛ سيشعر بنعمة السكون والراحة والأمن والأمان الذي يعيشه"، جاء في سنن الترمذي في الحديث الذي حسنه الألباني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

خلاصة الكلام، إن السكينة والطمأنينة في البيوت نعمة لا يقدرها حق قدرها إلا من فقدها. 

وأجمل ما قيل في السكينة التي تكون في البيت وحين يكون ملاذاً للراحة والأمان: 
في ظلالِ البيتِ أُنسٌ وسَكِينَة...
حيثُ يَسكُنُ القَلبُ في بَحْرِ الطَمَأنِينَة...
هنا نَجدُ السَّكُونَ بَعْدَ التَّرْحَالِ...
وهنا تَفِيءُ الرُّوحُ مِنْ كُلِّ الْأَحْوَالِ...
October 15, 2024 / 10:00 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.