تمرّ على الإنسانِ أوقات في حياته تكون مميزة، وتُشعِرهُ بأنها مفاتيح لتحقيق أحلامه وأمنياته لحياة أفضل، وهذه الأوقات ليست مجرد لحظات عابرة، بل تُمثل "قطعاً زمنيةً" يتحقق فيها المطلوب وتُستجاب فيها دعواته التي دعا بها، وتتضاعف فيها الفرص، ويتحقق فيها ما يصبو إليه قلبه.
وديننا الحنيف يركز دائماً على قيمة الزمن، ويحث المسلم على استثمار تلك اللحظات الفريدة لتكون جسوراً نحو تحقيق الأمنيات وتبديل الأحوال إلى الأفضل، ففي الحديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يَعِظُه: " اغتَنِمْ خَمسًا قَبْلَ خَمسٍ: شَبابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قَبْلَ فَقرِكَ، وفَراغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وحَياتَكَ قَبْلَ مَوتِكَ".
فالقطعة الزمنية هي فترة زمنية قصيرة أو لحظة من الزمن تحمل في طياتها قيمة استثنائية، سواء كانت مرتبطة بعبادة معينة، أو وقت خاص أو مكان معين، فمن خلال هذه الأوقات الزمانية والمكانية؛ عليه أن يسعى ويُعبّر عن رغباته العميقة، ويدعو الله بقلبٍ خاشعٍ وهو موقنٌ بالإجابة، لأنها لحظات يُرجى فيها تحقيق الأمنيات، كما أنها تحمل فُرصاً عظيمة، قد يُسميها البعض "بالوقت الذهبي"، فهي أوقات ليست عشوائية، بل أوقات مميزة تتهيأ فيها الظروف المثالية لتحقيق الأمنيات والتطلعات والرغبات.
اعلم عزيزي القارئ أن إدراك هذه اللحظات واستثمارها بإيجابية، مع الإيمان والعمل، هو مفتاحُ النجاح وتحقيق الأماني.
وخلاصة الكلام: إنَّ استثمار القطعة الزمنية أو "الوقت الذهبي" هدية ربانية للإنسان، فاستثمارها بحكمةٍ وإيمانٍ صادق، يكمن في اغتنام اللحظة المناسبة التي يمكن أن تُغيِّر مسار حياة الشخص للأفضل، فكن دائماً على استعدادٍ لاستغلال هذه اللحظات، سواء في العبادة أو في العمل أو في تغيير سلوك معين أو لترتيب نمط حياة.
ولا تتردد في التعبير عن أمنياتك ودعاءِ الله تعالى بكل عفوية لتحقيقها مبتعداً عن التكلف، وتذكّر أن من يطرقُ باب الأماني في الأوقات المباركة، فإنه لن يعود خاليَ الوِفاض؛ إما يُعطى ما طلب، أو يُصرف عنه شر، أو يُدَّخَرُ له ما هو أعظم في يوم الدين.
For an optimal experience, please
