جار التحميل...
ومن هنا، تبرز أهمية تعزيز الوعي بأهمية العناية بالأسنان لما لها من تأثيرات بعيدة المدى، كما سيتضح فيما يلي:
يؤدي الإهمال في العناية بصحة الفم والأسنان إلى نمو البكتيريا الضارة التي تعيش على مينا الأسنان؛ وهي الطبقة الحامية للسن، مسببة مشكلات تبدأ بتسوس الأسنان الذي قد يصل لقناة الجذر، مسبباً ألماً شديداً يستدعي التدخل الطبي الفوري، ويُلحق أضراراً كبيرة بالأسنان.
بالإضافة إلى أن طبقة "البلاك"؛ وهي طبقة لزجة تتكون باستمرار على الأسنان نتيجة تجمع بقايا الطعام واللعاب والبكتيريا، تُسبب أمراض اللثة وتسوس الأسنان في حال إهمال تنظيفها بانتظام، وقد تتراكم وتتصلب لتكوّن الجير الذي لا يُمكن إزالته إلّا في حال زيارة طبيب الأسنان.
وقد تتطوّر التأثيرات السلبية لتراكم طبقات البلاك والجير إلى أعراض أكثر خطورةً؛ مثل الإصابة بالتهاب دواعم السن (Periodontitis)، وهو مرض يتسبب بفقدان الأسنان تدريجياً نتيجة تلف الأنسجة حولها وتآكل العظام التي تدعمها إذا تُركت دون علاج.
يمكن الحفاظ على الأسنان مدى الحياة من خلال العناية الصحيحة بها، والزيارة الدورية لطبيب الأسنان؛ مما يساعد في اكتشاف المشكلات مبكراً ومعالجتها قبل تفاقمها وتطورها، وتعزيز صحة اللثة ومنع مشكلات الأسنان أو فقدانها، وبالتالي تحسين جودة الحياة من حيث النطق، وهضم الطعام، والصحة العامة.
ورغم طبيعة الأسنان المسامية التي تجعلها عرضة للتصبغ بسبب التدخين أو بعض العادات الغذائية؛ كالإفراط في شرب الشاي والقهوة، إلا أنّه يمكن المحافظة على لونها الطبيعي أيضاً من خلال العناية الدائمة بها لمنع تكوّن البقع والتصبغات.
تلخص آثار الحفاظ على الأسنان الطبيعية طويلة الأمد في تقليل مشكلات اللثة والأسنان وما تتطلبه من إجراءات علاجية باهظة الثمن؛ مثل علاج الجذور أو التسوس، أو الحاجة إلى علاجات تجميلية، أو حتى زراعة أسنان جديدة، وغير ذلك.
ترتبط صحة الفم ارتباطاً وثيقاً بالصحة العامة، فعلى الرغم من أن جهاز المناعة يقاوم البكتيريا الضارة، إلا أن إهمال تنظيف الأسنان يزيد من احتمالية انتقال الجراثيم والبكتيريا عبر مجرى الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، مسببة بعض الأمراض في هذه الأعضاء؛ كأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد تصل هذه الجراثيم إلى الرئتين أيضاً مسببةً مشكلات صحيّة في الجهاز التنفسي؛ مثل الالتهاب الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية.
إن الحمل بحدّ ذاته لا يسبب تدهور صحة الفم والأسنان، لكن التغيرات في نمط الحياة، والعادات المصاحبة له كالرغبة في تناول السكريات، أو تكرار القيء الذي يسبب تآكل طبقة المينا بسبب أحماض المعدة، إلى جانب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، والتي ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمشاكل اللثة، تتطلب العناية بالفم والأسنان خلال تلك المرحلة؛ وذلك لتفادي حدوث هذه المشكلات.
كما قد تؤثر مشاكل الأسنان عند المرأة الحامل على صحة الجنين؛ فقد يزيد مرض التهاب دعامات الأسنان من خطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين.
تُحسّن الابتسامة الصحية من ثقة الشخص بنفسه؛ فالحفاظ على نظافة الفم بانتظام يضمن نفساً منعشاً وأسناناً جميلة، كما أنّ الشعور بالرضا عن الابتسامة يمنح الشخص مزيداً من الثقة في المواقف الاجتماعية والمهنية المختلفة، مما يعزز تقديره لذاته، ويؤثر إيجابيّاً على مختلف جوانب حياته.
ختاماً، للحفاظ على صحة الفم والأسنان؛ ينبغي تنظيف الأسنان مرتين يومياً بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد؛ وذلك للتخلّص من طبقة البلاك وبقايا الطعام، إلى جانب استخدام خيط تنظيف الأسنان مرة واحدة يومياً؛ لتنظيف الأماكن التي يصعب وصول الفرشاة إليها، كما ينبغي اتباع نظام غذائي صحي يُقلل من تناول السكريات والنشويات التي تُساهم في تسوس الأسنان، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصحيّة؛ كمنتجات الألبان التي توفر الكالسيوم والفوسفات الضروريين لإعادة بناء مينا الأسنان.