جار التحميل...
يحتوي محرِّك السيارة على خرطومَين موصولين بالرديتر؛ خرطوم مُتَّصِل بأسفل الرديتر ومِضخَّة المياه، وتتمثَّل وظيفته بنقل سائل التبريد من الرديتر إلى المحرِّك، أمّا الآخر، فهو خرطوم مُتَّصِل بأعلى مُحرِّك السيارة، وتتمثَّل وظيفته بنقل سائل تبريد المُحرِّك الساخن من المُحرِّك إلى الرديتر.
ويجدر التنويه هنا إلى أنّ تعرُّض خراطيم الرديتر للحرارة والضغط الشديدَين، والشوائب، والموادّ الكيميائية، أثناء عمليها، قد يتسبَّب في تلفها وتشقُّقها، ومن ثَمَّ تسرُّب مياه الرديتر عبرها، على الرغم من أنّها مصنوعة من مَطّاط صناعيٍّ مُقَوّى يُمكنه تحمُّل درجات الحرارة العالية.
تحدث الأكسدة؛ نتيجة تفاعل السوائل، والهواء، والمعدن، ومن ثَمَّ يتشكَّل الصدأ الذي يؤدّي بدوره إلى تآكل هيكل الرديتر وتضرُّره من الداخل، ثمّ تسرُّب الماء منه؛ الأمر الذي يتسبَّب في ارتفاع درجة حرارة السيارة.
وعلى الرغم من أنّ ملاحظة الصدأ الذي يظهر داخل الرديتر أمر صعب، فإنّ التحقُّق منه أمر ممكن؛ عبر ملاحظة اللَّون البُنّي، أو البُقَع اللونيَّة الطافية في ماء الرديتر، وللكشف عنها، لا بُدّ من الانتظار حتى يبرد المُحرِّك، ثمّ وضع وعاء نظيف تحت صَمّام التصريف؛ لتصريف بعض الماء من الرديتر في الوعاء، وفحصه؛ للتحقُّق من مدى نقائه.
يمكن لنظام الإقفال المُحكَم الذي يُنشِئه غطاء الرديتر؛ للحيلولة دون تعرُّض السائل الموجود داخل الرديتر للتبخُّر، أن يمنع تأثير العوامل الخارجيَّة في محتويات الرديتر أيضاً، أمّا إن وُجِدَت كُسور أو شقوق في هذا الغطاء، فإنَّ ماء الرديتر سيتبخَّر لتأثُّره بهذه العوامل؛ ممّا يؤدّي إلى تناقُص مُستَواه.
تتمثَّل وظيفة مِضخَّة الماء في ضخّ ماء الرديتر، وتسهيل تدفُّقه من المُحرِّكِ وإليه؛ ممّا يعني الحفاظ على الحرارة ضمن المستوى المثاليّ الذي يحتاج إليه مُحرِّك السيّارة ليؤدّي وظيفته على أفضل نحو ممكن، إلى جانب تبريده أيضاً، وتعرُّضها للصدأ، سيؤدّي بالضرورة إلى تآكُلها وتلفها، ومن ثَمَّ تسرُّب ماء الرديتر ونقصه.
يُسهِم مُنظِّم الحرارة (الثرموستات) في الحفاظ على الأداء المثاليّ لمُحرِّك السيارة عند درجة الحرارة المثاليَّة، فإن تَلِف، أو ظلَّ ثابتاً على الوضعيَّة نفسها؛ من حيث التشغيل، أو الإغلاق، فإنَّ ذلك من شأنه أن يُفقِده الآليَّة الصحيحة لعمله.
ولتوضيح ما سبق، يمكن القول إنّ مُنظِّم الحرارة إن ظلَّ في وضع التشغيل، فإنَّه سيسمح بتدفُّق كمِّية كبيرة جدّاً من ماء الرديت؛ الأمر الذي من شأنه أن يحول دون بلوغ الدرجة المثاليَّة للحرارة؛ الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى نقص ماء الرديتر عن المُعدَّل الطبيعي، أمّا إن ظلَّ في وضع الإغلاق، فلن يسمح لماء الرديتر بالتدفُّق؛ الأمر الذي يؤدّي إلى تعطُّل الدورة الطبيعيَّة للرديتر في تبريد المُحرِّك؛ لذا، لا بُدّ من الانتباه إليه؛ لإصلاح أيّ خلل قد يُصيبه مُبكِّراً.
ويجدر بالذكر أنّ ارتفاع مُؤشِّر قراءة العدّاد، أو تغيُّره على نَحوٍ غير مُنتظَم، من العلامات الأكثر شُيوعاً لعُطل مُنظِّم الحرارة، وهي من الأمور والمشكلات التي لا يصعب على قائد السيّارة اكتشافها.
تتمثَّل وظيفة حشية رأس أسطوانة المُحرِّك بالحفاظ على نظام الضغط العالي والمنخفض داخله؛ لذا، تُعَدّ جزءاً مهمّاً جدّاً فيه، وانفجارها يتسبَّب في حدوث فقاعات في خزّان الرديتر، ومن ثَمّ تسرُّب مائه وتناقصه؛ نتيجة الدخول السريع للهواء المضغوط في الأسطوانات إلى نظامَ التبريد؛ الأمر الذي يتسبَّب بدوره في ارتفاع درجة حرارة المُحرِّك بسرعة كبيرة، وقد يُعرِّضه للتلف.
وختاماً، لا بُدّ لقائد السيّارة من متابعة سيارته، وملاحظة أيّ تغييرات قد تطرأ على أدائها بدقَّة؛ ممّا يُتيح له اكتشاف المشكلات، وحَلّها قبل أن تتفاقم.
ومن أهمّ الأمور التي ينبغي الاهتمام بها ومتابعتها باستمرار مستوى ماء الرديتر -الذي قد ينقص لأسباب عادية وأحياناً خَفيَّة-؛ بهدف اكتشاف نقصه عن المُعدَّل الطبيعي، والإسراع في تزويد السيّارة به، قبل حدوث أيّ مشكلة في المُحرِّك، أو تعرُّضه للتلف.
المراجع
[1] carfromjapan.com, Your Car Is Losing Coolant But No Leak: What Should You Do?
[2] mechanicable.com, How Much Coolant Loss is Normal?
[3] uti.edu, Common Car Cooling System Problems
[4] connected.theartssociety.org, Here’s What Can Go Wrong With Your Car’s Radiator?
[5] veterancardonations.org, Don’t Let Your Engine Overheat!