جار التحميل...
وعلى الرغم من شُيوع تغيير ماء الرديتر؛ اعتماداً على مُدَّة استخدامه، أو المسافة التي قطعتها السيّارة والتي عادة ما تكون مُحدَّدة من قِبَل المُصنِّع، فإنَّ هناك علامات شائعة تُشير إلى ضرورة الإسراع في تغيير ماء الرديتر؛ حفاظاً على أداء المُحرِّك قبل تفاقُم المشكلة، أو تعطُّله، وأبرز هذه العلامات على النحو الآتي:
عند الشُّعور بارتفاع درجة حرارة السيّارة بمُعدَّل أسرع ممّا هو مُعتاد، وتكرار حدوث ذلك، فهو مُؤشِّر واضح على وجود خلل مُرتبِط بماء الرديتر (سائل التبريد)؛ إذ إنَّ الدور الأساسيَّ الذي يُؤدِّيه ماء الرديتر في عمل مُحرِّك السيارة هو الحفاظ على درجة حرارته وتنظيمها؛ ممّا يعني أنّ فحص المحرِّك سريعاً، والتحقُّق من عدم حاجة ماء الرديتر إلى تغيير، هو أمر مهمّ وضروريّ عند الشعور بارتفاع حرارة السيّارة.
تُظهر عَدّادات لوحة القيادة في بعض السيّارات أضواء تحذيرية تُشير إلى ارتفاعٍ أو انخفاضٍ غير عاديّ في مقياس درجة حرارة السيّارة؛ ممّا يعني -في أحيان كثيرة- أنَّ هناك خللاً مُتعلِّقاً بماء الرديتر في السيارة، أو أنّ الحاجة إلى تغييره باتت ضروريَّة.
لماء الرديتر رائحة تُشبه رائحة شراب القيقب الحلو، أو الكراميل، وهي من أشهر العلامات المُميَّزة له؛ إذ يحتوي على مضاد للتجمّد الذي يؤدي دوراً مزدوجاً؛ فيمنع ماء الرديتر المتدفق من التجمّد خلال المواسم الباردة، ويساعد على منع السائل من الغليان والتبخر.
ويتكوَّن مُضادّ التجمُّد من مادَّة إيثيلين غليكول المعروفة برائحتها الحلوة التي يمكن شَمّها عند تغيير ماء الرديتر؛ لذا، لا بُدّ من الحذر عند شَمّ هذه الرائحة أثناء قيادة السيارة؛ إذ قد تكون علامة على ضرورة تغيير ماء الرديتر؛ لوجود خلل فيه.
تُعَدُّ ملاحظة التغيُّرات اللونيَّة أو الشوائب والأوساخ في ماء الرديتر من العلامات الواضحة التي تُشير إلى ضرورة تغييره؛ فإذا بدا ماء الرديتر صَدِئاً، أو فيه بُقَع طافية، فمن المُحتمَل أن تكون صلاحيته قد انتهت، ويتعيَّن حينئذٍ تغييره، وللتحقُّق من نقائه، ينبغي الانتظار حتى يبرد المُحرِّك، ثمّ يُوضَع وعاء نظيف تحت صَمّام التصريف الذي يُفتَح؛ لتصريف بعض السائل منه في الوعاء، وفحصه للتحقُّق من صلاحيَّته.
قد يُلاحَظ وجود تسرُّب أسفل السيارة، وهو ما قد يُشير إلى احتماليَّة أن يكون ماء الرديتر؛ ممّا يعني ضرورة التحقُّق من لون السائل المُتسرِّب، ورائحته.
وعلى الرغم من أنّ ملاحظة وجود ماء أسفل السيّارة -أحياناً- لا يُشكِّل مصدر قلق دائماً؛ إذ قد يكون ناشِئاً من تكاثُف مُكيِّف الهواء، ويمكن تحديد المشكلة؛ بتمييز لون السوائل المُتسرِّبة، وقوامها، مثل: الزيت، أو سائل الفرامل (سميك وشَفّاف)، أو غيرها، فإنّ الفحص الذي يُجريه مركز الصيانة يكون أفضل في هذه الحالات؛ فمن المُرجَّح أن يكون التسرُّب في أحد هذه الأنظمة الحيوية سبباً لمشكلة عميقة يُنصَح بعدم التهاوُن في علاجها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض السيّارات تتضمَّن نظام تحذير مُبكِّر؛ لتنبيه السائقين إلى انخفاض مستوى سائل التبريد في نظام تبريد المُحرِّك إلى ما دون الحدِّ الآمِن، وتحتوي أغلب السيارات الحديثة أيضاً على مقياس لدرجة الحرارة يُوضِّح مدى سُخونة المُحرِّك؛ عبر قِياس درجة حرارة سائل التبريد.
ومن الشائع أن يكون لون ماء الرديتر أخضر، ولكن ثمَّة عدَّة ألوان منه أيضاً، حيث يختلف لونه وفقاً لأنواعه، فمنه النوع الشائع (غير العضويّ) ويكون لونه أخضر، ومنه النوع العاديّ (العضويّ) ويكون بألوان الأصفر والبرتقالي والأزرق، ومنه الهجين وقد يأتي بألوان مختلفة مثل الأزرق والوردي والبرتقالي.
ختاماً، يُعرَف ماء الرديتر (Radiator Fluid) أيضاً باسم سائل تبريد المحرِّك (Engine Coolant)، أو مانع التجمُّد (Antifreeze)، وهو سائل نظام التبريد الذي يتحكَّم في الحالة التشغيليَّة لمُحرِّك السيارة، ويُنظِّم درجة حرارته تنظيماً مثاليّاً.
وعليه فإن ماء الرديتر يؤدي دوراً حيويّاً في الحفاظ على حرارة محرِّك السيارة؛ إذ يمكن أن يكون لارتفاع درجة حرارته عواقب وخيمة، بما في ذلك تلفه نهائيّاً؛ ممّا يعني أنّ تكلفة إجراء الصيانة الدورية للسيارة، أو المتابعة الذاتية للعلامات التي تُشير إلى ضرورة تغيير ماء الرديتر؛ لمعالجة أيّ أضرار صغيرة قد تطرأ، وإجراء الإصلاحات، تُعَدّ أقلّ بكثير من التكلفة المُتوقَّعة التي قد تنتج عن التهاون في تغييره بعد ملاحظة أيٍّ من العلامات السابقة.
المراجع
[1] powerstransmission.com, 4 Signs It's Time to Change Your Antifreeze
[2] chapelhilltire.com, Top 3 Issues That Occur When You Need a Coolant Flush
[3] jdpower.com, How Often Should I Change My Engine Coolant?
[4] goodwillcardonation.org, Is Your Engine Overheating? Here Are 5 Telltale Signs
[5] uti.edu, Common Car Cooling System Problems