جار التحميل...
فَور السماع بحادث الوفاة، لا بُدّ من المُسارعة إلى زيارة الشخص المفجوع شخصيّاً، أو التواصل معه هاتفيّاً، أو إرسال رسالة نَصِّية إليه؛ للتعزية بحادث الوفاة، والإعراب عن الأسَف لخسارة الفقيد، مع مراعاة تتبُّع ميعاد الجنازة، والتخطيط لحضورها؛ ممّا يُظهِر الاهتمام الحقيقيّ بالمُصاب الجَلَل.
من شأن الإيمان بالله -تعالى- تخفيف حِدَّة المَصائب وهَولها؛ إذ يُنزِّل -سبحانه- السكينة والسلوان على قلوب أصحابها المؤمنين، ويجزيهم على الصبر والاحتساب؛ لذا، فإنّ ذِكر الله -تعالى- عند أهل الميِّت، وتذكيرهم بأنّ الموت إرادته -سبحانه-، وبأنّ ميِّتَهم في مكان أفضل الآن، مع مشاركتهم أداء العبادات؛ كالصلاة جماعةً، تُعَدّ جميعها وسائل جَيِّدة للدَّعم والمُواساة.
يُعَدّ الاستماع لأهل الميِّت بصبر وتعاطُف، وتجنُّب التقليل من شأن خسارتهم، من أبرز وسائل الدَّعم التي يُمكن تقديمها لهم؛ ممّا يُشعِرهم بأنّ خسارتهم مفهومة ومُعترَف بها، ومن ذلك السماح لهم بالتحدُّث عن الشخص المُتوفّى، أو عن حادث الوفاة، دون محاولة تغيير الموضوع، حتى وإن تكرَّر الحديث نفسه مراراً وتكراراً وبتفاصيل دقيقة؛ فهم يُعبِّرون بهذه الطريقة عن عدم نسيانهم له.
وأثناء التواصل، يُراعى عدم انتقاد الحزن الذي قد يُظهره أهل الميِّت؛ كالبكاء بلا صراخ، أو ممارسة بعض الأنشطة التي يُمكن أن تحدّ من التوتُّر؛ كالمشي، مع طمأنتهم بأنّ مشاعرهم مقبولة وطبيعية.
وفي السِّياق ذاته، يُوصى بالاستماع إليهم، ومُساندتهم، ويُمكن أيضاً مشاركتهم تجارب خاصَّة مُشابِهة تُحفِّزهم على الكلام دون مُحاولة مقارنة الأحزان بعضها ببعض؛ إذ تُعَدّ كلّ تجربة فريدة من نوعها، وقد لا يمرّ الجميع بالتجربة ذاتها تماماً.
ويُوصى أثناء حِوارهم أيضاً بمُراعاة التواصل البصريّ والجسديّ؛ كإمساك أيديهم برِفق، أو مُعانقَتهم بحُبّ، وإن أبدَوا عدم رغبتهم في الحديث، فيُوصى حينها باحترام رغبتهم تلك، والامتناع عن إجبارهم، أو الضغط عليهم.
في كثير من الأحيان، قد يتجنُّب بعض الأشخاص الحديث عن المُتوفّى أمام عائلته؛ تجنُّباً لإثارة الأحزان والذكريات التي يُمكن أن تؤلمهم، إلّا أنّ العديد من الأهالي يُقدِّرون مَن يتحدَّث عن فقيدهم ومحاسِنه؛ فهو دليل على أنّه ما يزال في الذاكرة، وأنّ الآخرين لم ينسَوه، فضلاً عن عائلته التي لم تنسَه؛ لذا، يُمكن استرجاع الذكريات الجميلة المشتركة مع المُتوفّى، ومشاركتها مع أهله.
يُمكن لبعض المُبادَرات الفِعلية أن تُخفِّف مُصاب أهل الميِّت، مثل: المساعدة في بعض الأعمال المنزلية؛ كتنظيف البيت، وغسل الملابس، وتقديم الوجبات، والردّ على الهاتف نيابةً عنهم، ورعاية الأطفال، والاعتناء بالحيوانات الأليفة، أو بالمزروعات، والتسوُّق من البقالة، وتسديد الفواتير، واستقبال الضيوف، وغيرها.
وعلى الرغم من أنّ بعض الأشخاص قد لا يُفضِّلون مثل هذه المُبادَرات، فإنّ بعضهم الآخَر ما زالوا يُفضِّلونها، ولكن يصعب عليه طلب المساعدة؛ لشعورهم بالإحراج، أو تأنيب الضمير؛ جرّاء تلقّي الكثير من الاهتمام، أو خوفاً من زيادة العِبء على الآخرين، أو نتيجة فقدان الطاقة أو الدافع للتواصل مع الآخرين وإخبارهم بالاحتياجات اللازمة؛ لذا، ينبغي المُبادرة إلى ذلك؛ بسُؤالهم المُستمِرّ عمّا يحتاجون إليه؛ كإنجاز بعض الأشياء المذكورة سابقاً.
يمكن أن تستمِرّ مُواساة أهل الميِّت حتى بعد انتهاء أيّام العزاء؛ إذ غالباً ما يستمِرّ حُزنهم فترة طويلة بعد انتهاء الجنازة حتى لو بدا عليهم أنّهم بخير وفقاً لمظهرهم الخارجيّ؛ لذا، يجدر الاتِّصال بهم دوريّاً، أو زيارتهم، أو إرسال الرسائل باستمرار، مع مراعاة المناسبات الخاصَّة التي غالباً ما يظهر الحزن فيها أكثر، مثل: الأعياد والمناسبات العائلية.
المراجع
[1] helpguide.org, How to support someone who’s grieving
[2] betterhealth.vic.gov.au, Grief - how to support the bereaved
[3] sueryder.org, What to say to someone who is grieving
[4] cancercare.org, How to Help Someone Who Is Grieving