جار التحميل...
رغم المرونة الكبيرة التي يقدّمها العمل عن بعد للموظفين، إلا أنّ عدم وجود مكان وأوقات عمل محددين سيؤثر سلباً على الحياة الشخصية، إذ يواجه الموظف صعوبة في فصل ساعات الدوام عن الحياة الخاصة والأمور الشخصية، فمثلاً يضطر أحياناً للسهر حتى أوقات متأخرة من الليل لإنجاز المهام المطلوبة منه نتيجة ظرف خاص خلال النهار، أو قد يعمل لساعات طويلة مقارنة بساعات الدوام الرسمي المحدودة.
فيبقى الموظف عالقاً في دوامة العمل والتزاماته، والتفكير بأمور الوظيفة في الأوقات كافة دون وضع حدود، مما يسبب له الإرهاق النفسي، ويعيق قدرته على الاستمتاع بوقت الترفيه، وبالتالي ينعكس سلباً على تركيزه وإنتاجيته مع مرور الوقت.
ولتجاوز تحديات العمل من المنزل، ينبغي تحديد ساعات عمل واضحة والالتزام بها قدر الإمكان، ومحاولة بدء وإنهاء العمل في الوقت نفسه كل يوم، مما يساعد على الفصل بين العمل والوقت الشخصي، إلى جانب ضرورة تخصيص مساحة محددة في المنزل للعمل فقط، ويمكن أخذ فترات استراحة قصيرة أثناء أداء المهام.
يُعزّز العمل ضمن فريق واحد على أرض الواقع مشاعر السعادة والعلاقات الاجتماعية، إذ يوفر فرصاً للتفاعل الاجتماعي غير الرسمي؛ مثل المحادثات الجانبية، أو شرب القهوة مع الزملاء، وهي فرص غالباً ما تفتقر إليها بيئة العمل عن بعد، مما يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي.
فيشعر الموظف الذي يعمل عن بعد بالعزلة والانفصال عن أعضاء الفريق نتيجة غياب التواصل المباشر معهم، مما يؤثر سلباً على أدائه الوظيفي، وقدرته على الالتزام بأوقات التسليم المحددة، إضافة إلى التردد في إبداء الرأي وتقديم المقترحات؛ بسبب الشعور بضعف الارتباط مع الآخرين.
ولتعويض ضعف التفاعل اليومي والتخلص من تلك المشاعر السلبية، يُنصح باستخدام أدوات التواصل المختلفة؛ مثل مكالمات الفيديو، والدردشات الفورية، والبريد الإلكتروني لضمان البقاء على اتصال مع الفريق، كما يجب على المدراء تنظيم اجتماعات افتراضية دورية لتبادل الأفكار ومناقشة المهام، أو تنظيم أنشطة مشتركة من فترة لأخرى.
كما يعدّ تحديد موعد للخروج مع الموظفين وقضاء بعض الوقت الممتع بعيداً عن أجواء العمل خياراً جيداً لتحسين التواصل بينهم.
في بيئة العمل التقليدية يكون المدراء بالقرب من فرقهم، مما يتيح لهم تقديم التوجيه والإشراف الفوري على المهام والأنشطة اليومية، لكن في العمل عن بعد، فإنّ هذا النوع من الإشراف المباشر يكون محدوداً أو غير موجود في بعض الأحيان.
وقد يؤدي ذلك إلى تأخير إنجاز المهام أو اتخاذ قرارات غير مدروسة، إضافة إلى صعوبة تحديد الأولويات أو فهم الأهداف، كما يؤثر سلباً على الإنتاجية، وقد يرى بعض الموظفين أنّهم لا يحصلون على التقدير اللازم أو التغذية الراجعة الكافية من مدرائهم؛ بسبب قلة التواصل المباشر، مما قد يؤثر على الدافع الذاتي والتحفيز.
ويمكن التغلّب على تحدي غياب الإشراف المباشر من خلال توضيح الأهداف، وتعزيز التواصل وثقافة المسؤولية الذاتية، مما يساعد الموظفين على العمل بفعالية وكفاءة حتى في غياب التوجيه المستمر من الإدارة.
يُشتّت العمل من المنزل الموظف بصورة ملحوظة؛ بسبب وجود أفراد العائلة، أو الأعمال المنزلية، أو حتى الضوضاء الخارجية، مما يُسبّب انقطاعات مستمرة في سير العمل، وضعف التركيز، وعدم إنجاز المهام بكفاءة.
لذا ينبغي على الموظف الذي يعمل عن بعد الحرص على تنظيم وقته بطريقة حازمة للتغلب على هذه المشكلة، إذ يمكن مثلاً اللجوء إلى تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) التي تتمثل بالعمل لمدة 25 دقيقة متواصلة تليها فترة استراحة قصيرة، فقد تساعده هذه الطريقة على تحسين التركيز ومنع التشتت.
كما يُنصح بالتحدث مع أفراد العائلة حول أوقات العمل وضرورة مراعاتها، ووضع قائمة بالأولويات والالتزام بها، كما يمكن استخدام تطبيقات أو برامج لحظر الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو التطبيقات الأخرى التي قد تشتت الانتباه خلال ساعات العمل.
المراجع
[1] timedoctor.com, Promoting work-life balance in the era of remote work
[2] remote.com, Improving Remote Work-Life Balance for Your Employees: 4 Easy Tips
[3] flexjobs.com, 7 Signs Your Remote Employees Feel Isolated
[4] wishup.co, Challenges and Tips for Motivating Your Remote Teams
[5] indeed.com, 7 Challenges of Working Remotely and How To Overcome Them