ما هي الأعطال الشائعة في السيارات؟

ويُفيد الوعي بهذه المشاكل الشائعة في تشخيص المشكلات البسيطة بسرعة، والوقاية من المشكلات الكبيرة والحوادث، وبالتالي ضمان السلامة أولاً، وتوفير الوقت والمال، فما هي أشهر أعطال السيارات؟

زيادة استهلاك السيّارة للوقود 

تبدأ السيّارة باستهلاك كميّاتٍ أكبر من الوقود عندما يكون المحرّك غير قادر على العمل بكفاءة، فكلّما كانت كفاءة المحرّك أقل، كان استهلاكه للوقود أكثر والعكس صحيح.

وقد يكون السبب في انخفاض كفاءة المحرّك أيضاً تلف أو تآكل  شمعات الاحتراق (البواجي) المسؤولة عن إحداث الشرارة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحرك، ممّا يؤدي إلى احتراق غير كامل للوقود، وهذا يتطلب من المحرك جهداً أكبر لتحسين عملية الاحتراق، وبالتالي مزيداً من الوقود لتعويض الوقود غير المحترق في كلّ محاولة.

كما أنّ انسداد فلتر الهواء المسؤول عن تنقية الهواء قبل دخوله للمحرك والبدء بعملية الاحتراق، أو وجود مشاكل في بخاخات الوقود، أو استخدام زيت تشحيم أو حتى وقود منخفض الجودة، كلّ ذلك يؤثر في كفاءة المحرك ويزيد من استهلاكه للوقود.

أيضاً، تؤدي السرعة المفاجئة والعالية بالضغط على دواسات الوقود بشدة إلى استهلاك كميّة كبيرة من الوقود، وكذلك الوقوف المفاجئ والضغط القويّ على الفرامل، بالإضافة إلى عدم ضبط ضغط الإطارات كما هو مطلوب، مما قد يزيد استهلاك الوقود بنسبة 20% تقريباً. 

ارتفاع حرارة المحرّك 

إذا وصل مؤشر الحرارة على لوحة العدادات إلى اللون الأحمر أو اقترب منه، أو ظهر ضوء على شكل مقياس حرارة فوق خط متموج، أو في حال سماع أصوات طقطقة، أو شم رائحة احتراق، أو ملاحظة تصاعد دخان من غطاء السيارة، فإنّ كل هذه الدلائل تُشير إلى ارتفاع حرارة المحرّك عن الحدّ الطبيعي.

وتتمثل أبرز أسباب هذه المشكلة بنقص ماء الرديتر (سائل التبريد) الذي يمتص الحرارة الداخلية للمحرك ويُبددها بواسطة أنابيب صغيرة تتمّ تهويتها بمروحة التبريد، أو تسرّب ماء الرديتر أو زيت السيّارة، ويمكن الاستدلال على هذه المشكلة من خلال وجود سوائل تحت السيّارة. 

كما قد يكون السبب هو وجود عطل في أحد مكونات نظام التبريد مثل؛ الثرموستات، أو مراوح التبريد، أو مضخة المياه، أو وجود انسداد في أنابيب الرديتر، أو تراكم الأوساخ عليه.

اهتزاز مقود السيارة 

قد يحدث اهتزاز في مقود السيارة (Steering) أثناء القيادة، ممّا يشتت انتباه السائق، ومن أهم أسباب هذا الاهتزاز؛ تآكل أقراص الفرامل، خاصةً عند الوقوف أو إبطاء حركة السيّارة، وذلك بسبب الاحتكاك المستمر بين الأقراص والفرامل، ممّا يؤدي إلى انحناء أقراص الفرامل بسبب الحرارة، وعند الضغط على الفرامل، فإنّها تضغط على السطح غير المستوي للأقراص، ممّا يؤدي إلى اهتزاز المقود.

أيضاً من الأسباب الشائعة وجود خلل في نظام التعليق في السيارة، وهو الذي يربط هيكل السيارة بالإطارات، ويؤثر على التحكّم في مسار السيارة أثناء القيادة عن طريق توجيه الإطارات، وبالتالي فإن حدوث أي مشكلة في هذا النظام تؤثر على التحكّم في السيارة، ممّا قد يؤدي إلى اهتزاز المقود.

على سبيل المثال يؤدي حدوث خلل في توازن الإطارات وتوجيهها إلى ميلانها، مما يحدث ضغطاً غير متساوٍ على نظام التعليق، وبالتالي حدوث اهتزازات تنتقل إلى المقود.

مشاكل في الإطارات

لعلّ أكثر أعطال السيارات شيوعاً تلك المتعلقة بالإطارات، باعتبارها نقطة الاتصال بين السيارة والطريق، ومن أبرز هذه الأعطال؛ انخفاض ضغط الإطار بسبب تسرّب الهواء، إمّا لتآكل الإطار المطاطي، أو حدوث ضرر في المنطقة التي يلتقي فيها الإطار بالجنط (هيكل الإطار)، لذا من المهم تعبئة الإطار بالهواء بالضغط المناسب وفقاً لدليل السيارة، وفحص الإطار والجنط بانتظام للتأكد من عدم وجود تلف يؤدي إلى فقدان الهواء.

ومن الأعطال الشائعة أيضاً، ثقب الإطار (البنشر)، والذي يحدث غالباً بسبب القيادة على الطرق الوعرة، أو وجود مسمار في الطريق، لذا عند التعرّض لهذه المشكلة على الطريق يجب تجنب الوقوف أو الضغط المفاجئ على الفرامل، بل يجب تخفيف السرعة تدريجياً، ثمّ الركن على جانب الطريق وطلب المساعدة.

صعوبة أو توقف تشغيل محرك السيارة

يُعد استنزاف بطارية السيارة أو نفاذها بالكامل، من أبرز أسباب هذه المشكلة؛ إذ يؤدي نفاذ البطارية (موت البطاريّة) إلى عدم استجابة محرك السيّارة للتشغيل نهائياً.

بينما يؤدي استنزاف البطارية إلى استغراق محرك السيارة وقتاً أطول من المعتاد لكي يعمل، ويحدث ذلك بسبب ترك الأضواء أو نظام التكييف مشغلاً لفترةٍ طويلة، أو التعرّض لدرجات حرارة مرتفعة جدّاً، أو عدم تشغيل السيّارة لفترةٍ طويلة، أو وجود خلل في المولّد "الدينمو" المسؤول عن شحن البطارية، أو بسبب قدم البطارية.

مشاكل في نظام التدفئة

قد يتوقف نظام التدفئة عن إنتاج الهواء الساخن، ويعود ذلك إلى نقص ماء الرديتر الذي يمتص الحرارة الزائدة في المحرّك ليتمّ تبريده في الرديتر، لكن، يتدفق جزء من هذا الماء إلى سخان الرديتر (قلب السّخان) المسؤول عن تسخين الهواء الذي يُسحب من المقصورة الدّاخلية، مما يؤدي إلى تدفق الهواء الساخن عبر فتحات التهوية في السيارة إلى مقصورتها مرةً أخرى، لذا فإنّ نقص ماء الرديتر يؤثر سلباً على نظام التدفئة.

قد يرجع السبب أيضاً لوجود عطل أو تلف في الثرموستات الذي يتحكّم بتدفق ماء الرديتر بينه وبين المحرّك، فيحافظ على درجة الحرارة ضمن نطاقٍ محدّد، وذلك بتبديل وضعيته باستمرار بين الفتح والغلق، فإذا كان الثرموستات عالقاً في وضعية مغلقة، فإنه يمنع سائل التبريد من التدفق عبر الرديتر وسخان الرديتر، مما يؤدي إلى تعطل عمل التدفئة.

ختاماً، يُنصح الاستعانة بالمختصّين عند مواجهة أيّ من المشاكل والأعطال السابقة؛ لإجراء الفحوصات اللّازمة واكتشاف الخلل وإصلاحه، سواءً بالاستبدال أو الصيانة.

ومن ناحيةٍ أخرى، يُمكن الوقاية من هذه الأعطال عبر القيادة المتأنية لتقليل تآكل وتلف المكوّنات، وإجراء الفحوصات الدوريّة لمكوّنات السيارة واستبدالها عند الحاجة؛ مثل البواجي، أو الفلاتر، والتحقق من الإطارات، وفحص سوائل السيارة بانتظام؛ مثل سائل التبريد وزيت التشحيم.

المراجع

[1] birchwood.ca, 10 Common Vehicle Problems and Solutions
[2] autozone.com, 10 Common Car Problems
[3] autonationmobileservice.com, 12 Common Car Problems (And How You Can Solve Them)
[4] stedmansgarage.co.uk, understanding the 9 most frequent car repairs
[5] chapelhilltire.com, 5 Reasons Why Your Steering Wheel May Be Shaking