جار التحميل...
تجمع تمارين البيلاتس بين الفعالية والمتعة، وهي متاحة للجميع، من المبتدئين إلى المحترفين، من كلا الجنسين، وإن كانت مفضّلة أكثر لدى النساء، إذ يمكن تأديتها في المنزل بسهولة، أو حتى في النّوادي المجهّزة بالأجهزة المخصّصة لِتمارين البيلاتس.
البيلاتس هي شكل من أشكال التمارين الرياضية، ونظام لياقة بدنية يُركّز على أداء حركات رياضية بدقةٍ وبطء، بالتزامن مع التحكّم بالتنفس، ويُمكن اعتبارها نوعاً من تمارين القوة، إذ إنّها تقوّي العضلات، وتزيد من قوة تحمّلها، مما يقلّل من خطر الإصابات، إلا أنّ البيلاتس لا تُسهم في تضخيم العضلات مثل تمارين القوة التقليدية، كَرفع الأثقال، بل تهدف إلى جعل الجسم يبدو أنحف وأكثر مرونة.
المبدأ الأساسي لِرياضة البيلاتس هو تدريب العضلات وتقويتها ببطء، دون إرهاق، خاصة عضلات الجذع (Core)، والتي تشمل عضلات البطن، وأسفل الظهر، والأرداف، والوركين، إذ يشمل التمرين سلسلة منوّعة من الحركات الرياضية، يُكّر كلٍّ منها عادةً خمس إلى عشر مرات، طوال جلسة مدتها تتراوح ما بين 45-90 دقيقة.
يجري أداء البيلاتس غالباً في وضعيّة الاستلقاء على الظهر، أو البطن، أو الجلوس على حصيرة أو سجادة تمارين رياضية (Sport Mat)، أو باستخدام الأجهزة الرياضية المخصصة، مثل جهاز (Pilates Reformer)، وهو جهاز يُشبه السرير، لكنّه يحتوي على منصة متحركة على عجلات تتحرك لأعلى ولأسفل أثناء أداء التمارين.
ابتكرَ رياضة البيلاتس لاعب الجمباز وكمال الأجسام ورجل الأعمال الأمريكيّ الألمانيّ جوزيف بيلاتس (Joseph H. Pilates) في منتصف القرن العشرين، وفيما يأتي توضيحٌ أكثر لرحلة هذه الرياضة، وكيف بدأت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم:
كان جوزيف مولعاً بأداء التمارين الرياضيّة منذ نعومة أظفاره، فقد التزم بنظامٍ صارم من الجمباز وكمال الأجسام، وذلك لتقوية جسمه بعد أن أنهكه مرض ضمور العضلات، وأضعف جسمه، وفي عام 1912م، سافر جوزيف إلى بريطانيا وعمل في السيرك، إذ كان يؤدي عروض القوة والمرونة، وهي جزء من مهاراته الرياضيّة، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م أُسِر كعدوّ أجنبيّ.
وخلال فترة اعتقاله أسهمَ جوزيف في إعادة تأهيل السجناء المصابين، من خلال تطوير نهج للتمرين ملائم لهم، وذلك بربط زنبركات ونوابض بالأسرّة الخاصة بهم، وتثبيت العديد منها على الحائط أيضاً، ليتسنّى للمصابين تقوية عضلاتهم وزيادة قوة تحمّلها ومقاومتها، حتى وهم في السرير، وكانت هذه التمارين هي بداية ما يُعرَف اليوم بِتمارين البيلاتس.
ومع مرور الوقت وتأثراً بأفكاره في المعتقَل، صمّم بيلاتس مجموعة من المعدّات المزوّدة بالنّوابض خصيصاً لبرنامجه التمرينيّ، سجّل فيه براءة اختراع، وكان هذا هو التصميم الأوليّ لجهاز (Pilates Reformer)، والذي أصبح عالميّاً فيما بعد.
انتقلَ جوزيف بيلاتس فيما بعد إلى مدينة نيويورك، وافتتح أول مكان عمل خاص به عام 1926م برفقة زوجته، وكان يتميّز بتوفّر الكثير من المعدّات المصمّمة للعلاج وإعادة التأهيل والتعافي من الإصابات، ومن الجدير بالذكر أنّ رياضة البيلاتس لم تكن بهذا الاسم سابقاً، بل كان يُطلَق عليها لفترة طويلة اسم الكنترولوجيا (Contrology) أي "علم التحكّم"، ثُمّ أُطلِق عليها تمارين البيلاتس نسبة إلى مُبتكرها.
وأثناء حياة جوزيف افتتح بعض تلاميذه أعمالهم الخاصّة بمساعدة معلّمهم، وانتشرت تمارين البيلاتس خارج حدود نيويورك، وبعد وفاته استمرّ تلاميذه في العمل على هذه التمارين، وأسهموا في ازدهارها أكثر وتطويرها، بعد ذلك بدأت تنتشر البيلاتس على نطاقٍ أوسع، وتزداد شعبيتها مع مرور الوقت، إلى أن أصبحت تمارسها فئات متعددة من مختلف أنحاء العالم في الوقت الحالي.
ختاماً، للحصول على أقصى فائدة من رياضة البيلاتس، يُنصَح بالالتزام بممارستها من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً، مع تخصيص وقت لأنشطة أخرى تستهدف تقوية مناطق مختلفة من الجسم، مثل تمارين المقاومة لِلأكتاف والذراعين، وكذلك التمارين الهوائية عموماً، مثل المشي وركوب الدراجة.
المراجع
[1] betterhealth.vic.gov, Pilates - health benefits
[2] health.clevelandclinic.org, These 19 Benefits of Pilates Will Inspire You to Fire Up Your Core
[3] nationalpilatescertificationprogram.org ,The History of Pilates
[4] britannica.com, Pilates
[5] pilatesfoundation.com , About Pilates