أسباب ارتفاع حرارة السيارة: فهم المشكلة وحلولها

نقص سائل التبريد

يُحافظ نظام التبريد في السيارة على درجة حرارة المحرّك ضمن الحدود المناسبة للتشغيل الآمن والصحيح، وذلك عن طريق تدوير سائل التبريد (ماء الرديتر) الذي يمتص الحرارة الزائدة من المحرّك. 

قد يكون السبب في ارتفاع حرارة المحرّك نقص كمية سائل التبريد في الخزّان، مما يتطلّب إعادة تعبئته بكميةٍ مناسبة من السائل، والتحقّق من مستوياته في الخزان بانتظام.

لكن قبل ذلك، يجب التأكد من برودة المحرّك لتفادي أي حوادث محتملة، إذ إنّ فتح غطاء خزان المحرك وهو ساخن قد يتسبب في اندفاع سائل التبريد الساخن والتسبب بحروق بليغة، بعد ذلك يمكن تعبئة الخزان بالكمية المناسبة من سائل التبريد إن كانت هناك حاجة لذلك. 

خلل في مُنظِّم الحرارة (الثرموستات)

الثرموستات عبارة عن صمّام يتحكم في تدفق سائل التبريد، فيفتح ويغلق بناءً على درجة حرارة المحرّك، إذ يسمح بتدفق السائل عندما يَسخُن المحرك فقط، بينما يبقى مغلقاً إذا كان المحرك بارداً.

بالتالّي، عندما يتعطل الثرموستات، يتأثر تدفق السائل المُبرِّد، وبالتالي توقف عملية التبريد، نتيجة لذلك قد ترتفع حرارة المحرك، لذا من الضروري فحص الثرموستات بانتظام، وإصلاح أي مشاكل للحفاظ على فعالية نظام التبريد. 

خلل في مضخة التبريد

تُعد مضخة التبريد المسؤولة عن تدوير السائل المُبرِّد وتحريكه عبر نظام التبريد الخاص بالمحرك، وفي حال كانت المضخة تالفة، أو متآكلة، أو متسخة، فإن ذلك يؤثر سلباً على كفاءة تدفق سائل التبريد، وعندما يتوقف السائل عن الحركة بطريقة صحيحة عبر المضخة، يتعطل نظام التبريد، وبالتالي ترتفع درجة حرارة المحرك، وهنا يُنصَح بصيانة المضخة أو استبدالها في حال كانت تالفة. 

أعطال في الرديتر             

بعد أن يمتص سائل التبريد الحرارة الزائدة من المحرّك، ينتقل عبر أنابيب إلى الرديتر (المُبرِّد) ليتمّ تبريده، فإذا كانت الأنابيب مسدودة، يتعذر على سائل التبريد التدفق بطريقة صحيحة بين المحرك والرديتر.  

وعندما يسخن المحرك يتمدد سائل التبريد ويزداد حجمه، مما يدفع خزان التبريد (خزّان الرديتر) لامتصاص السائل الزائد ويمنع تسربه، كما يساعد في تحرير الضغط الزائد للحفاظ على درجة حرارة المحرك، لكن في حال وجود تلف في الخزّان، فإنّه لن يتمكن من تحرير الضغط الزائد من النظام، وبالتالي ارتفاع حرارة المحرّك.

لذا لا بُد من التأكد من سلامة خزان الرديتر والأنانيب المتصلة به باستمرار، وإصلاح أي تسريبات أو تنظيف الانسدادات، كما يُمكن استبدال الرديتر أو أي أجزاء تالفة عند الحاجة. 

عطل في مروحة تبريد المحرك

تقوم مروحة التبريد بزيادة تدفق الهواء البارد من خارج السيارة ودفعه عبر الرديتر، مما يساعد الرديتر في خفض حرارة السائل المُبرِّد داخله.

ويتصل بالمروحة جهاز ميكانيكيّ يُعرَف باسم "الكلتش Clutch"، الذي يُنظّم سرعة دوران المروحة بناءً على درجة حرارة المحرك، إذ يزيد من سرعة المروحة عند ارتفاع حرارة المحرّك، ويقللها عند انخفاض الحرارة، ممّا يحافظ على حرارة المحرّك ضمن النطاق المناسب.  

وعند تعطّل الكلتش، قد تبقى المروحة تدور بسرعةٍ ثابتة أو تتوقف عن الدوران، مما يؤدي إلى عدم كفاية التبريد، وبالتالي ارتفاع حرارة المحرك، لذا يجب صيانته وإصلاحه أو استبداله عند الحاجة. 

خلل في مكثف نظام التكييف

يستخدم نظام التكييف في السيارة مادة كيميائية تقوم بامتصاص الحرارة الزائدة من مقصورة السيارة، وتسمّى "غاز التبريد"، إذ يسخن غاز التبريد بعد امتصاصه للحرارة، ثمّ ينتقل إلى المكثف (Condenser) حيث يتم تبريده وتحويله إلى سائل من خلال عملية التكثيف.

ويتكوّن المكثف من شفرات معدنية رقيقة تسمى الزعانف، فعندما تتراكم عليها الغبار والأوساخ أو تتحطم إحداها، يقلّل ذلك من قدرة المكثف على تبريد الغاز، ويمنع التكثيف الكامل، وبالتالي يبقى الغاز ساخناً وضغطه مرتفعاً، مما يؤدي إلى زيادة حرارة المحرك، لذا يجب تنظيفها بانتظام واستبدالها في حال التلف.

نقص الزيت في المحرّك 

يُقلل زيت المحرك من الاحتكاك بين الأجزاء المعدنية الداخلية للمحرك ويخفّض حرارته، وفي حال عدم كفاية التزييت يسخن المحرك، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة السيارة وتلف للأجزاء الداخلية. 

كما يجب فحص مستويات الزيت بانتظام وتغييره وفقاً لجدول الصيانة المُوصى به، بالإضافة إلى تغييره إذا كان داكناً أو متسخاً، ومن الضروري أيضاً إصلاح أي تسرب للزيت، ومراقبة علامات نقصه مثل؛ الضوء التحذيري أو الأصوات غير الطبيعية الصادرة من المحرك.

الحِمل الزائد على المحرّك 

قد تؤدي القيادة لفتراتٍ طويلة وعلى سرعاتٍ عالية إلى ارتفاع حرارة محرك السيارة، إذ يزداد الضغط على نظام التبريد، ويُصبح غير قادر على التعامل مع الحرارة المتزايدة، مما يُسبب عدة مشاكل مثل؛ تسريب سائل التبريد، أو تآكل أو تلف بعض الأجزاء في النَّظام، لذا يُنصح بالقيادة بحذر، وتجنّب الضغط المفاجئ والقوي على دواسات الوقود أو الفرامل.

كما يتطلّب تشغيل نظام التكييف في السيارة طاقة إضافية من المحرّك، مما يزيد من جهده، وبالتالي ارتفاع حرارته أيضاً، ولتقليل الضغط على المحرّك، ينصح بإيقاف تشغيل المكيف من وقتٍ لآخر، خاصةً أثناء القيادة لفتراتٍ طويلة، كما يُمكن تشغيل التدفئة وفتح النوافذ لتخفيف حرارة المحرك. 

ركن السيّارة تحت الشمس في الطقس الحار

عند ركن السيارة تحت أشعة الشمس الحارة، ترتفع درجة الحرارة داخل مقصورة السيارة نتيجة احتجاز الزجاج للحرارة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة المحرك والمكونات الأخرى.

لذا يُنصح بركن السيارة في أماكن مظللّة قدر الإمكان، واستخدام عواكس الشمس، وتظليل النوافذ، واستخدام أغطية لحماية السيارة من أشعة الشمس المباشرة. 

ختاماً، في حال حدوث ارتفاع مفاجئ لحرارة المحرّك أثناء القيادة، يُنصح بالبحث عن مكانٍ آمن للتوّقف، والانتظار لمدة لا تقلّ عن نصف ساعة حتى يتوقف البخار عن الخروج تماماً من غطاء المحرك لضمان السلامة، بعد ذلك يمكن فتحه بحذر، والبحث عن سبب المشكلة، وفي حال كان من الصعب تحديد سبب المشكلة أو كيفيّة التعامل معها ينبغي اللّجوء للمختصين.   

المراجع

[1] stonumautomotive.com, 7 Reasons Why Car Engine Overheats and Effective Solutions
[2] ackodrive.com, Car engine heating: Common engine overheating causes and actions
[3] gulfoilltd.com, Engine Overheating: Causes, Symptoms & How to Prevent It
[4] goodyearautoservice.com, Overheating Engine: Why It Happens and What to Do if Your Car Is Overheating
[5] hansmaautomotive.com, Top Reasons for Car Overheating