جار التحميل...
ومن الجدير بالذكر أنّ للعلامات التجارية أنواعاً عِدَّة تبعاً شكلها ومضمونها؛ فقد تكون على شكل كلمات، أو أسماء، أو شعارات، أو رموز، أو تصميمات، أو مزيج منها، فما هي هذه الأنواع بالضبط؟ وما الفرق بين كلِّ نوع وآخر؟
تُعرف العلامات التجارية التصويرية " Figurative trademarks" بأنّها علامة أو شِعار للمُنتَج، مُكوَّن من رسم عنصر ثُنائي الأبعاد، وتتميَّز بعدم احتوائها على حروف أو كلمات لاتينية؛ كتفّاحة شركة أبل مثلاً، ويجدر التنويه إلى أنّ استخدام الأحرف غير اللاتينية لتصميم الشعار يندرج تحت هذا النوع أيضاً، ويمكن أيضاً استخدام الحروف بتصميم مُنمَّق مع بعض التعديلات، واعتبارها من العلامات التصويرية.
ويُشترَط في العلامة التصويرية ألّا تكون شكلاً بسيطاً وعامّاً من الأشكال الهندسية وحسب؛ أي إنّها لا تُقبَل إن كانت مُثلَّثاً أو مُربَّعاً مثلاً؛ فالعلامة التجارية لا بُدّ أن تحمل طابعاً مُحدَّداً يُميِّزها عن غيرها، وهي لا تُقبَل أيضاً إن كانت رسماً توضيحيّاً للمُنتَج أيضاً.
تُفضِّل بعض الشركات الاعتماد على الكلمات "Word trademarks "؛ للدلالة على مُنتَجاتها، وحمايتها من التقليد، وهذا النوع من العلامات التجارية يُعَدّ ثابتاً بالطريقة التي جرى تسجيله بها لأوّل مرّة؛ أي لا مجال لتغييره وتطويره مع الزمن، على النقيض من العلامات التصويرية التي يمكن إجراء بعض التعديلات عليها، وتتضمَّن علامات الكلمة عموماً كتابة حرف أو أكثر، أو كتابة أرقام بخَطّ قياسي مفهوم، ومن أمثلتها شِعار شركة توري الأردنية.
تُعَدّ العلامات شبه التصويرية " Semi-figurative trademarks" مزيجاً من النوعَين السابقَين؛ فهي تحتوي على رسم مُعيَّن تُصاحبه كلمة ما، وتلجأ الشركات إلى مثل هذه العلامات عندما يكون اسم المُنتَج وحده غير كافٍ للتعبير عنه، فيلزم دمجه برسم أو شِعار رُسومي؛ للدلالة عليه.
ومن الجدير بالذكر أنّ العلامات التجارية من هذا النوع تكون سهلة القبول عند تسجيلها في الغالب؛ لتميُّزها وصعوبة تكرارها؛ ففيها عنصران، بالإضافة إلى أنّ الكلمة تُعطي الشِّعار مزيداً من الحماية في الغالب، ويُفضَّل أن يكون الشِّعار مُلوَّناً عند تسجيله أيضاً، ومن أمثلة هذا النوع شِعار قناة الشارقة الذي يجمع بين كلمة الشارقة ورأس الصقر.
تعتمد بعض الشركات نَمَطاً مُحدَّداً "Pattern trademark" يتكوَّن من عناصر مُكرَّرة للدلالة على مُنتَجاتها، ويُعَدّ من الطرق الفاعلة في تمييز المُنتَج عن غيره بمُجرَّد رؤيته؛ فالمستهلك مثلاً يميِّز حقيبة لويس فيتون "Louis vuitton" مباشرةً بين الحقائب الأخرى بمُجرَّد رؤيتها؛ ويعود ذلك إلى تميُّزها بنَمَط رُقعة الشطرنج بوصفها علامة مُميَّزة وسهلة التذكُّر؛ إذ بات هذا النمط بمَثابة هويّة لمُنتَجات هذه الشركة.
ويتميَّز هذا النوع من العلامات التجارية أيضاً بإمكانية استخدامه بطرائق عِدَّة؛ كأن يكون موجوداً على السِّلَع نفسها، أو على جُدران المعارض، أو يُستخدَم أيضاً في أوراق التغليف، أو غيرها.
لا يُعَدّ ابتكار علامة صوتية تجارية "Sound trademark " لشركة ما أمراً سهلاً، وهو غير شائع أيضاً، إلّا أنّه قد يكون وسيلة فاعلة في تمييز شركة ما عن غيرها؛ فأحياناً يمكن للمُستهلِك تمييز مصدر السِّلَع المعروضة بسرعة بمُجرَّد سماع صوت مُعيَّن يدلّ عليها، على أن يكون الصوت سهل الحفظ، فضلاً عن كونه فريداً؛ فليس من المنطق مثلاً استخدام صوت المنشار بوصفه علامة تجارية لشركة تصنيع المناشير؛ إذ لن يتمكَّن المُستهلِك من تمييزه على الإطلاق بمُجرَّد سماعه في مكان ما.
ومن الأمثلة على العلامات الصوتية المُميَّزة والشهيرة أصوات الطبول والأبواق الموجودة في مُقدِّمة الأفلام والرُّسوم المُتحرِّكة التابعة لشركة "Twentieth Century Fox"، والتي شَكَّلت علامة مُميَّزة محفورة في أذهان المُشاهِدين مع التكرار، تُذكِّرهم بالأفلام التي تُنتِجُها بمُجرَّد سماعها.
تُمثِّل العلامة التجارية المُتحرِّكة " Motion trademarks" صورة يطرأ عليها تغيير ما؛ سواء في ألوانها، أو في مواقع عناصرها، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من العلامات التجارية يكون صامتاً؛ أي دون أصوات، ويجب التنويه أيضاً إلى تعرُّض هذا النوع لمستوى عالٍ من التدقيق قبل قبوله؛ للتحقُّق من تميُّزه.
وقد يتطلَّب هذا النوع أحياناً إجراء بعض الإحصاءات؛ للتحقُّق من تميُّزه للمستهلك، ومن الأمثلة عليه حركة باب سيّارة لامبورغيني الذي يفتح إلى الأعلى بمُوازاة جسم السيارة، وهي حركة مُميَّزة بالفعل وغير مألوفة، فتعلق في ذاكرة المستهلك، وترتبط باسم الشركة.
تمزج العلامات التجارية من نوع الوسائط المُتعدِّدة "Multimedia trademarks" بين النوعَين السابقَين؛ أي إنّها تجمع بين الصوت والصورة لصُنع شِعار واحد، ومن أمثلتها مقاطع الفيديو القصيرة، أو الرُّسوم المُتحرِّكة، ويجري اعتماد هذه الوسائط بوصفها علامات تجارية مُسجَّلة لدى مكاتب الملكية الفكرية فقط عند إثباتها تميُّزَها عن غيرها.
تضع بعض الشركات شِعاراً يتكوّن من عبارة "Slogan " مُعتمَدة لمُنتَجاتها، وتضمّ عدداً من الكلمات المُسجَّلة التابعة لها والدالّة عليها، ويمكن القول إنّ هذا النوع نوع فرعي من العلامات التجارية التي تعتمد الكلمات، إلّا أنّه يكون طويلاً بعض الشيء؛ فهو لا يتكوَّن من كلمة واحدة، بل يمكن أن يكون جملة كاملة أحياناً، مثل: "الرأي والرأي الآخر"، التي حرصت قناة الجزيرة على تكرارها منذ بداياتها إلى أن ارتبطت ببرامجها عند المُتابِعين، ويتميَّز هذا النوع من العلامات التجارية بسهولة تذكُّره، وفاعليَّته في حَمل رسالة الشركة.
ويُعَدّ تسجيل العبارات القصيرة بوصفها علامات تجارية مَحميَّة بالقانون أمراً صعباً؛ إذ يتطلَّب الأمر أن تكون العبارات مُميَّزة بالفعل، وفيها اختلاف ورسالة؛ لتتمكَّن من إثبات نفسها لدى المُستهلِك؛ لذا، قد تُستقبَل طلبات تسجيل الشِّعار في كثير من الأحيان بالرفض، ومن أمثلة ذلك رفض مكتب الملكية الفكرية في المملكة المُتَّحِدة شِعار "عَزِّز حَواسَّك" الذي اختارته شركة سوني؛ لعدم تميُّزه.
وفي الختام، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الأنواع السابقة من العلامات التجارية ليست الوحيدة؛ إذ تُوجَد أنواع أخرى عديدة بناءً على أُسُس مختلفة؛ كالعلامة التجارية الفردية، والعلامة التجارية الجماعية، والتي جرى تقسيمها تبعاً للجهة المالكة؛ فإن كانت ملكاً لجهة واحدة، كانت علامة فردية، أمّا إن كانت ملكاً لجهات عِدَّة، فتكون علامة جماعية.
المراجع
[1] investopedia.com, Trademark: Definition, What It Protects, Symbols & Examples
[2] ipoi.gov.ie, Types of Trade Marks
[3] upcounsel.com, Combined Trademark: Everything You Need to Know
[4] findlaw.com, Types of Trademarks
[5] uspto.com, Trademark sound mark examples