جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
من أسرار النجاح

اختيار مجال شركتك الناشئة: خطوات عملية نحو النجاح

10 أكتوبر 2024 / 12:28 AM
اختيار مجال شركتك الناشئة_ خطوات عملية نحو النجاح
download-img
يُساعد إنشاء مشروع خاص ودخول عالم ريادة الأعمال على تحقيق الحُرّية المالية، وتأمين المستقبل، ويُتيح فرصةً للتطوّر، وتحقيق الذات، والنجاح، إلّا أنّ اختيار مجال الشركة الناشئة، والهيكل العامّ للأعمال التجارية الخاصّة بها، يُعَدّ أمراً مهماً وجوهرياً لنجاحها، وهو حجر الأساس الذي يُبنى عليه مستقبلها التجاري.

ويُشار إلى أنّ بعض الشركات تواجه عدداً من المشكلات التي تحول دون نجاحها واستمرارها؛ كنقص الخبرة، والمنافسة مع الشركات الأخرى، وقد أظهرت بعض الإحصاءات التي أجراها مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل (Bureau of Labor Statistics) أنّ نحو 20% من الشركات الجديدة تفشل في عامها الأوّل، و50% منها تفشل في السنوات الخمس الأولى، وأنّ 25% فقط من الشركات الجديدة والناشئة تنمو وتستمرّ إلى 15 عاماً أو أكثر.


ولزيادة احتمالية نجاح الشركة الناشئة، لا بُدّ من مراعاة العوامل التي تؤثر في اختيار مجال تجاري ذي مستقبل واعد، بالإضافة إلى الاطِّلاع على تفاصيله من الجوانب كلّها، وللتعرُّف أكثر إلى كيفية اختيار مجال ناجح للشركة الناشئة، تابع القراءة:

تناسب مجال الشركة مع الميزانية

تُعَدّ الميزانية العنصر الأساس في اختيار مجال الشركة الناشئة، لذا يجب التحقُّق من القدرة على تمويل الشركة الناشئة بالمال المُتكافِئ مع نوع الخدمة المُقدَّمة؛ من خلال تحليل رأس المال، ودراسة المصروفات، ونفقات الإنتاج التقديرية، وتصميم خطة مالية؛ لضبط النفقات التي يحتاج إليها الإيجار، والموادّ اللازمة للإنتاج، وأجور العاملين، بالإضافة إلى تقدير الأرباح الشهرية، والسنوية؛ فسوء الإدارة المالية قد يؤدّي إلى فشل الشركة.

اختيار مجال ضمن الاهتمام والشغف

يُساعد اختيار مجال ضمن الاهتمامات الشخصية والشغف على الإبداع والابتكار أكثر، وبالتالي نجاح المشروع؛ من خلال تطبيق أفكار مشاريع فريدة ومميّزة خارج الصندوق، وتوظيف المهارات والخبرات الحالية لتطويرها؛ فعناصر النجاح تتمحور جميعها حول الفكرة المميّزة؛ سواء كانت تمويلاً، أو عُمّالاً، أو مُنتَجات، أو مُستهلِكين، ويساعد على ذلك التفكيرُ في مجالات الاختصاص المُفضَّلة، مثل: الخدمات التكنولوجية، والأغذية، والمُعدّات الرياضية، وغيرها، ولا بُدّ من مراعاة توظيف عٌمّال مُهتَمّين بالفكرة، وبتنفيذها، وبالمشاركة في تنميتها، وتطويرها، وتسويقها.

اختيار مجال قابل للنمو والتوسّع

لا بُدّ من مراعاة اختيار مجال تجاري قابل للتوسُّع والنموّ مع مرور الوقت دون الكثير من النفقات الإضافية، ويعتمد ذلك على إمكانية تلبية الخدمات المُقدَّمة لاحتياجات العملاء على النحو الأفضل، والقدرة على مواكبة تغيُّراتها، والتفكير في تطوير السِّلع والخدمات، وتوسيعها، وتعديلها باستمرار، بالإضافة إلى دراسة إمكانية توسيع العمل في مناطق جغرافية متعدّدة، وعرض الخدمات والسِّلع إلكترونياً، ومن الأمثلة على هذه المجالات: مجال التصوير الفوتوغرافي، وبيع الملابس، والتجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي، ومجال التكنولوجيا عموماً.             

دراسة السوق والمنافسين

يتطلّب اختيار مجال تجاري صحيح للشركة الناشئة دراسة السوق والمنافسين في المنطقة؛ بالتعرّف إلى المجالات سريعة النمو، وتقييم مستوى المنافسة مع الشركات الأخرى، وأسباب اختيار المستهلكين لخدماتها، بالإضافة إلى التعرُّف إلى العقبات التي قد تحول دون نجاح المجال وانتشاره، وتحديد استراتيجيات فعّالة؛ لتجنُّبها، واختيار مجال يُراعي التغلّب عليها، ومن المهمّ دراسة كمية الطَّلَب على السِّلع والخدمات المُراد تقديمها، وإن كان الطلب منخفضاً، والمنافسة كبيرة، فلا بُدّ من التفكير مُجدَّداً في ما يُراعي مُتطلّبات السوق والطلب معاً.


ويُنصَح بالبحث عن الاحتياجات غير المُلَبَّية في السوق، أو المشكلات التي تواجهها فئات مُعيَّنة من المستهلكين، واختيار مجال تجاري ملائم بناءً على ذلك؛ كالمجال الذي يُقدِّم خدمات ترفيهية مُبتكَرة، أو مُنتَجات جديدة صديقة للبيئة.

تناسب مجال الشركة مع نمط الحياة

يُنصَح باختيار مجال أعمال يتناسب مع نمط الحياة المُتَّبع بناءً على عِدّة معايير مهمة؛ كالرغبة في التعاون مع الآخرين والتفاعل معهم، والقدرة على إدارة أعداد كبيرة من الموظفين، بالإضافة إلى إمكانية التنقّل، وإدارة العمليات والإجراءات على نطاقٍ واسع ومُمتَدّ، وإمكانية إدارة المخاطر والتعامل معها، وتحمُّل الضغط الذي قد يسبّبه ذلك، علماً بأنّ بعض الشركات قد تتَّسِم بالجرأة والقدرة على المخاطرة.


بالإضافة إلى ضرورة دراسة عدد الساعات المطلوبة لإدارة المشروع، والقدرة على إدارة الأعمال من المنزل، ممّا يسمح بقضاء وقت أكبر مع الأسرة، وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.

الاهتمام بالعوامل الثانوية المؤثرة

ينبغي دراسة العوامل الثانوية التي تؤثّر في نجاح الشركة الناشئة، وتتمثّل هذه العوامل بالبحث عن شريك أو مُموِّل جيّد وموثوق، وتحديد الوقت والجهد الكافيين للتفكير والإبداع، وتطوير المُنتَجات والخدمات بما يتماشى مع تغيُّر المُتطلّبات في السوق، مع ضرورة تطوير مهارات الموظفين وخبراتهم، وتقديم وُرَش تدريبية؛ لتأهيلهم وزيادة كفاءتهم باستمرار.


بالإضافة إلى اختيار التوقيت المناسب لطرح الخدمات والمنتجات في السوق بما يتناسب مع حجم الطلب عليها، وتقييم رضا العملاء الحاليين باستخدام أدوات تحليل مُتخصّصة، وسؤالهم عن رأيهم في المُنتَج أو الخدمة المُقدَّمة، والأسعار المناسبة لها، و التخطيط لكسب العملاء المُحتمَل الوصول إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الإمارات العربية المتحدة، واهتمامها بالشركات الناشئة

تُولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بدَعم الشركات الناشئة؛ لاهتمامها بتنمية الاقتصاد الوطني؛ فوزارة المالية تحرص على دعم أصحاب الشركات الناشئة ورعايتها في مراحلها التي تمرّ بها من تأسيسٍ، وتطوير، وغيره؛ بتوفير حلول وتسهيلات مُميّزة لهم.


ومن ذلك مثلاً تسهيل حصول الشركات الناشئة التي تمتلك فكرة مُبتكرة وجديدة من نوعها في البلاد على تمويل بنفقة منخفضة، وقروض من بنوك تجارية ومؤسسات مالية بدعم من (صندوق محمد بن راشد للابتكار)، إضافة إلى منحها فرص أعمال وعقود مُميّزة تُتيح لها المشاركة في الممارسات والمناقصات التي تطرحها الجهات الحكومية الاتِّحادية، إلى جانب توفير بعض الحوافز لمُدّة مُحدَّدة؛ كتوفير خصم مقداره 50% عند تسجيل الشركة للمرّة الأولى في سِجِلّ المُورّدين، وإعفائها من دفع رسوم التسجيل لمدّة سنتين من تاريخ تأسيسها.


كما أطلقت دولة الإمارات مشروع (مركز فزعة لحاضنات الأعمال ومُسرّعاتها) الذي يُقدِّم الدعم والتدريب والتأهيل والخدمات الاستشارية لأصحاب المشروعات الناشئة ورُوّاد الأعمال الإماراتيين؛ لتحفيزهم، ومساعدتهم على إنشاء مشروعات ناجحة، والتغلُّب على التحدّيات المُتعلّقة بالتمويل والتسويق.


وختاماً، يُنصَح بلقاء أصحاب الشركات الناشئة القريبة؛ لأخذ المشورة والنصائح منهم، والتعرُّف إلى أبرز العقبات والصعوبات التي واجهتهم، بالإضافة إلى البحث عن أفضل سُبُل التسويق والجذب المُبتكَرة؛ لتكوين قاعدة جماهيرية للخدمات المُقدَّمة، مثل الإعلانات المدفوعة، والتسويق الإلكتروني، وغيرها، ومن الضروري أخذ المشورة من المُستَشارين، والخبراء؛ لحماية الأرباح، ورأس المال.

ولا بُدّ في هذا المقام من التحلّي بالصبر، والتروّي، والاستفادة من تجارب الآخرين، وأخذ الدَّعم الكافي من الأقارب والأصدقاء، وكما قال المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي "رحمه الله"، حاكم إمارة رأس الخيمة السابق: "إنّ التروّي أساس كلّ شيء، وعلينا أن نستفيد من التجارب التي حولنا".

المراجع 

[1] investopedia.com, How to Grow a Successful Business
[2] edcollaborative.com, 8 PRACTICAL TIPS TO SET UP A SUCCESSFUL START-UP
[3] forbes.com, How To Start A Business In 11 Steps (2024 Guide)
[4] callboxinc.com, 6 Tips How to Make the Right Career Choice In a Startup [GUEST POST]
[5] mof.gov.ae, الشركات الناشئة والمتوسطة ركيزة أساسية في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للنهوض بالاقتصاد الوطني

October 10, 2024 / 12:28 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.