جار التحميل...
وعلى أيَّة حال، يُعَدّ التعرُّف إلى العلامات التي تُشير إلى الرفض في المقابلة أمراً مهمّاً؛ لتقييم الأوضاع في وقتٍ مُبكّر، وحتى قبل تواصل مسؤول التوظيف مع المُتقدِّم للوظيفة؛ للتمكُّن من تصحيح الأخطاء، وتطوير المهارات الخاصة بالعمل في المرّات القادمة، ومن أبرز هذه العلامات ما يأتي:
يستطيع معظم مسؤولي التوظيف اتِّخاذ القرار بشأن ملاءمة الشخص للوظيفة حتى قبل انتهاء المُدَّة المُقرَّرة للمقابلة معه، ويُعَدّ إنهاء المقابلة قبل الوقت المُحدَّد دليلاً سلبيّاً على عدم رغبتهم في قضاء المزيد من الوقت في الحوار مع المُتقدِّم للوظيفة؛ إذ تبيَّن لديهم من البداية أنَّه مُرشَّح غير ملائم، أو رُبّما جرى اختيار الموظف المناسب من قبل، فأُجرِيَت هذه المقابلة بهدف المجاملة فقط؛ بسبب الاتِّفاق المُسبَق على موعدها.
يُبدي مسؤولو التوظيف عدم اهتمامهم إذا كان الشخص غير مُلائم للشاغر المطلوب، ويُلاحَظ ذلك من خلال غياب الإيماءات والتواصل غير اللفظي، وانشغال المُحاور بأمورٍ أخرى أثناء تحدُّث المُتقدّم للوظيفة؛ كالنظر باستمرار إلى الساعة، أو استخدام الهاتف المحمول بكثرة، فضلاً عن عدم طرح مجموعة كافية من الأسئلة أثناء المقابلة الشخصية.
يتحدَّث مسؤولو التوظيف عادة عن الخطوات التالية بعد الانتهاء من المقابلة الشخصية إن كان المُتقدّم للوظيفة ملائماً للمنصب المطلوب؛ كشرح طبيعية المهامّ الوظيفية بتفصيلٍ أكبر، أو تحديد تاريخ بدء العمل، أو حتى أخذ المُتقدِّم للوظيفة في جولة للتعرُّف أكثر إلى مكان العمل في محاولةٍ لإقناعه بمميّزات العمل معهم، إلّا أنّ هذا الأمر لن يحدث إن لم يكن هو المُرشَّح المطلوب؛ إذ لن يرغب المسؤول عن التوظيف في إضاعة وقته مع الشخص الخطأ بكلّ تأكيد.
يحمل إخبار المُتقدّم للوظيفة بامتلاكه مهارات وخبرات أكثر ممّا هو مطلوب للشاغر الوظيفي دلالة على أنَّه ليس أحد المُرشّحين المناسبين؛ إمّا بسبب عدم ملاءمة راتب الوظيفة لمستوى المهارات والخبرات التي يمتلكها، أو الخوف من مغادرته الشركة عند حصوله على فرصة عمل أفضل في مكان آخر، كما قد تكون مُؤهّلاته أفضل من تلك التي يمتلكها الرؤساء المُحتمَلون في العمل.
عادةً ما يحذف مسؤولو التوظيف إعلان الشاغر الوظيفي من المنصّات الإلكترونية الخاصَّة بهم بعد إيجاد المُرشَّح المناسب، أمّا إن احتفظوا بالإعلان أو أعادوا تجديده بعد إجراء المقابلة الشخصية بفترة، فغالباً ما يكون ذلك إشارة إلى فشل المقابلة وعدم ملاءمة الشخص للوظيفة المطلوبة؛ فهي طريقة غير مباشرة من قِبَل الشركة لإبلاغ المُتقدّمين بأنَّهم لم يكونوا أهلاً للوظيفة.
عادةً ما يُرسل المُتقدِّم للوظيفة بريداً إلكترونيّاً إلى مسؤول التوظيف؛ إمّا للتعبير عن شُكره على المقابلة، أو للاستفسار عن بعض الأمور بشأن الوظيفة، وعدم رَدّ مسؤول التوظيف عليها يُعَدّ دليلاً على عدم نجاح الشخص في المقابلة، أو أنّه قد وجد شخصاً آخر مناسباً للوظيفة أكثر.
تُعَدّ المقابلة الشخصية فرصة مُميّزة لطالب الوظيفة؛ للتعرُّف أكثر على تفاصيل العمل، ولإثبات مدى اهتمامه وحماسه للوظيفة الجديدة، وعدم قدرته على طرح أسئلة مناسبة بشأن الوظيفة دليل سلبيّ على عدم سَير المقابلة كما يجب، كما أنّ رُدود مسؤولي التوظيف غير الواضحة ولا العميقة عند توجيه الأسئلة إليهم من قِبَل طالب الوظيفة دليل سلبيّ على ذلك أيضاً.
وتُشير عدم قدرة المُتقدِّم للوظيفة على الإجابة عن بعض الأسئلة في المقابلة إلى عدم إلمامه بمُتطلّبات الوظيفة بالشكل المطلوب، وعدم بحثه جيّداً قبل قدومه إلى المقابلة الشخصية، ولرُبّما كان سؤالاً واحداً فقط، إلّا مدى أهمّيته أدّت إلى خسارة الشخص فرصته للحصول على الوظيفة الجديدة.
قد يرفض المُتقدّم للوظيفة أحياناً بعض الشروط الثانوية التي تتطلّبها الوظيفة الجديدة، مثل: قابليّة السفر إلى خارج البلاد، أو العمل ساعات إضافية في بعض الأيام، ممّا يُعطي مسؤولي التوظيف انطباعاً سلبياً عن المُرشّح، وأنَّه غالباً لن يكون مُلائماً للشاغر المطلوب.
وفي الختام، لا يعني فشل الشخص في أيّ مقابلة شخصية نهاية مساره المهني، بل يجب أن يمثِّل ذلك دافعاً له للنُّمُوّ وتطوير المهارات أكثر، وتوسيع علاقات العمل والشبكة المهنية، كما أنّ عليه تلقّي خبر عدم نجاحه في المقابلة برَحابة صدر وبكلّ احترام ولُطف؛ لتَرك انطباع جيّد عنه لدى الشركة، ممّا يُتيح له فرصة الحصول على وظيفة مستقبلية أخرى في المكان نفسه عندما توفَّر لديه المهارات والخبرة الكافية.