جار التحميل...

°C,
تحقيق الأداء المتميز

القيادة الإدارية وأثرها في نجاح المؤسسات

25 يوليو 2024 / 7:42 PM
إنّ القيادة بمفهومها البسيط تعني قدرة الشخص على التأثير في مجموعة من الناس وتوجيههم، وهذه الصفة قد تكون مرتبطة بالعمل حين يكون المدير قائدًا، أو بالحياة الشخصية حين يكون الإنسان قائداً بطبيعته في المكان الذي يوجد فيه، وهي مهارة يمكن لأي شخص أن يمتلكها ويطورها ويحسنها مع مرور الوقت، وقد وصفها خبير القيادة والمؤلف جون سي ماكسويل في عبارته: "القائد هو الذي يعرف الطريق، ويمضي في الطريق، ويوضح الطريق".

لكن ما هي القيادة الإدارية؟ وما هي أبرز المهارات التي يجب أن يمتلكها القائد الإداري الناجح؟ وكيف تؤثر القيادة الإدارية على نجاح المؤسسات؟

القيادة الإدارية: فنّ بين الإدارة والقيادة

يمكن القول إن القيادة الإدارية هي إنشاء هيكل رسمي في شركة أو مؤسسة ما لتحقيق نجاحها، من خلال إنشاء تسلسل هرمي للسلطة، وتحديد الوظائف والمهمات الرئيسية، وتقسيم العمل عبر أقسام المؤسسة المختلفة، وبمعنى أوضح فإنّ القيادة الإدارية تعني قدرة المدير على التأثير والتوجيه بما يحقق التعاون بين أعضاء الفريق، ويحقق النجاح للمؤسسة التي يعملون فيها.


إذًا الأمر يتجاوز فكرة إصدار التعليمات فقط، بل بدمج خصائص القيادة المتمثلة في التأثير في الآخرين والعمليات الإدارية المختلفة مثل التخطيط والتنظيم والتنسيق بين الأقسام والفروع والجهود، وتنفيذ الخطط، وحتى اتخاذ القرارات بما يضمن تحقيق الأهداف الخاصة بالمؤسسة، مع أهمية مراعاة استجابة فريق العمل ورضاهم عما يقومون به وعن طريقة القيادة في المؤسسة.


أما عناصر القيادة الإدارية؛ فأهمها القائد الذي يقود الفريق، والذي يظهر نجاحه من فشله من خلال مدى قدرته على التأثير في الفريق بما يضمن تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى الجماعة أو الفريق، ثم الأهداف المشتركة، وعملية التأثير التي تعدّ جوهر القيادة ونورها في الوصول إلى النجاح، والمواقف التي تبرز صفة القيادة في الأشخاص، أي عند اتخاذ القرارات في موقف ما في المؤسسة.

استراتيجيات القيادة الإدارية الفعالة

إنّ القيادة الإدارية تحتاج إلى منظومة متكاملة من الاستراتيجيات والمهارات لتضمن نجاح المؤسسة، ومن أبرز استراتيجيات القيادة الإدارية الفعالة الإدارة المالية؛ أي مراقبة ميزانية المؤسسة وإدارة التكاليف ومراقبة الإنتاجية ومحاولة تحسين التكلفة، وإدارة التغيير التي تعدّ تحدياً في كثير من الأحيان، فلا بد أن يكون القائد الإداري قادراً على إدارة التغيير وتقييمه ووضع ميزانية له وتنفيذه، بل والتأكد من قبوله في أقسام المؤسسة المختلفة.


إنّ تحديد الأهداف من الاستراتيجيات المهمة أيضاً؛ إذ يجب وضع خطة عمل واضحة وأهداف محددة، مرتبطة بتاريخ زمني معين، هذا إضافة إلى وضع معايير للمنتجات والخدمات لضمان وصولها إلى المعايير المقبولة.


ولا يمكن التغافل عن استراتيجية تطوير المهارات القيادية لدى أعضاء الفريق، وصقل مهاراتهم، والعمل بما يضمن ولاءهم وتعاونهم، ويشحذ هممهم بشكل دائم، فكما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "القائد الإيجابي العظيم يحمل بداخله الخير للناس جميعاً ويعمل على تحقيق هذا الخير بأفضل الطرق"، هذا إضافة إلى استراتيجية إدارة المشاكل بتحليلها وحلّها وتجاوزها دون خسائر ما أمكن، فإنّ المشكلات والتحديات جزء طبيعي من رحلة أي مؤسسة.

مهارات القيادة الإدارية: فعالية أكبر وكفاءة أعلى 

إلى جانب هذه الاستراتيجيات توجد مجموعة من المهارات التي يجب أن يعززها القائد الإداري في شخصيته ليحقق مفهوم القيادة الإدارية بفعالية، مثل مهارات التواصل الفعال مع الفريق بما يضمن نقل المعلومات والتوجيهات وحتى التوقعات بدقة والإنصات لهم ولاحتياجاتهم بوعي واهتمام.


إضافة إلى مهارات التنظيم والتخطيط التي تسهل إدارة المهام والوقت بكفاءة، والوصول إلى المواعيد النهائية في الوقت الملائم، وبالطبع العمل على مهارات الإبداع والتفكير النقدي واتخاذ القرارات وتطويرها بما يضمن حل المشكلات بفعالية.


ومن أهم المهارات التي يجب العمل عليها؛ المهارات التكنولوجية التي تتيح استخدام البرامج والتطبيقات والأجهزة واستخدام التكنولوجيا بشكلٍ عام، لتحقيق إنتاجية أعلى وخطوات عملٍ أسهل.

كيف تساهم القيادة الإدارية في نجاح المؤسسات؟

يمكن وصف القيادة الإدارية بأنها وقود النجاح للمؤسسات، وتظهر أهميتها من خلال الآتي:

المحافظة على الموارد المالية 

بما أنّ الإدارة المالية من مهارات واستراتيجيات القيادة الإدارية الفعالة، فإنّها تعني التحكم في الإنفاق وتقليل هدر الأموال فلا يتم صرفها إلا وفق خطط محكمة، بالإضافة إلى وضع نظام واحد معتمد وموثوق لقراءة البيانات المالية ومراجعتها والمحافظة على سريتها وصحتها، ما يضمن الأمان المالي على المدى البعيد.

تعزيز الإنتاجية 

تكمن قوة القيادة الإدارية بالتعامل مع أعضاء الفريق في تحديد نقاط القوة عند الفِرَق أو الأشخاص والسماح لهم بالتركيز عليها، وتحديد الأخطاء والعمل على تصحيحها، وهذا يساعد على رفع كفاءة الموظفين في وقتٍ أقل، بالإضافة إلى منحهم الفرصة بالتركيز على المهام التي تتطلبها تخصصاتهم وعدم تركيزهم على أي مهامٍ إدارية أخرى، ومن ثم إنتاج المزيد من الخدمات أو المنتجات في وقتٍ أقل، ما يضمن نتائج أفضل وإنتاجية أعلى. 

تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات الأفضل

تحقيق أهداف أي مؤسسة غالباً ما يكون بسبب الإدارة الجيدة، فالقائد الإداري يمتلك المهارات التي تجعله يركز على كل ما يمكنه أن يسهم في تحقيق أهداف المؤسسة التي يعمل فيها، وأخذ القرارات الأكثر صواباً والأفضل لما يخدم هذه المؤسسة بناءً على دراسة وتحليل البيانات بعد جمعها، ثم مراجعتها بدقة لاتخاذ القرارات بناء عليها. 

تحقيق رضا العملاء والموظفين

تلبية احتياجات العملاء وأخذ احتياجات الموظفين بعين الاعتبار من صفات القائد الإداري الناجح، وهو ما قد يعزز ولاء العملاء لمنتجات وخدمات المؤسسة وضمان استمرارية وجودهم، وانتماء الموظفين ليعملوا بجهد وإخلاص أكثر حين يجدون التقدير المناسب، ويعملون ضمن مهام واضحة ترسمها لهم القيادة الإدارية.

المراجع

[1] techtarget.com: leadership
[2] indeed.com: Strategies for Effective Administrative Management
[3] e-biblio.univ-mosta.dz: دور القیادة الإداریة في نمو وتطوير المؤسسة الاقتصادیة
[4] myabcm.com: Learn the importance of administrative management to business
[5] congrex.com: THE IMPORTANCE OF ADMINISTRATIVE MANAGEMENT IN ASSOCIATIONS

July 25, 2024 / 7:42 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.