نصائح لسداد الديون المتعثرة والتخلص منها

لذا لا بُدَّ من عدم إهمال الدَّين المُتعثِّر، ومحاولة السَّداد بشتَّى الوسائل، علماً بأنّ هناك بعض التوجيهات والنصائح المهمّة التي يُساعد اتِّباعها على سَداد هذه الديون، والحَدّ من آثارها، وأبرزها ما يأتي:

حصر إجمالي الديون وجدولتها

ينبغي حَصر قِيَم الديون جميعها؛ بدءاً من الأكثر قيمةً إلى الأقلّ قيمةً، وعدم إهمال أيّ دين؛ قرضاً كان، أو ديوناً نقدية شخصية، أو غرامات، أو فواتيرَ نقدية، أو فواتير بطاقات الائتمان غير المدفوعة، أو غيرها؛ بوضع قائمة بتفاصيل واضحة تتضمَّن مصدر كلّ دين على حِدَة، وتُبيِّن القيمة الكُلّية له، وقيمة الفائدة، وتُحدِّد مبلغ السَّداد الأدنى الشهري المطلوب، وتاريخ استحقاق الدفع، وأيّ تفاصيل أو شروط وأحكام مهمّة تتعلَّق بالسَّداد.

وضع ميزانية تشمل الإيرادات والنفقات

تُساعد الميزانية الشهرية التي تُوضِّح الإيرادات والنفقات في تتبُّع الأموال الخاصَّة بالمَدين، ومعرفة كيفية إدارتها، والموازنة بين قيمة النفقات والمُدَّخرات اللازمة لسَداد الديون؛ بتحديد الموارد المالية التي تشمل الدخل الشهري الذي يُجنى من العمل، أو من أيّ استثمار شخصيّ، ثمّ تحديد قيمة النفقات الأساسية، مثل: أجور السكن، وفواتير الماء والكهرباء، والنقل، والاتِّصالات، ونفقات المعيشة؛ كالطعام، والشراب، أو الفواتير الطبّية -إن وُجِدت-.

ولا بُدّ من تحديد الهدف الأساسي للميزانية؛ وهو الادِّخار لسَداد الديون المُتعثِّرة، وبالتالي لا بُدّ من الاستغناء عن أيّ نفقات مُبالَغ فيها وزائدة عن الحاجة، أو أيّ نفقات تندرج ضمن الكماليات والأمور الترفيهية؛ كالسَّفَر والاستجمام؛ لتوفير المزيد من المال، وسَداد أكبر قدر ممكن من الديون المُتعثِّرة.

وضع خطة مدروسة للسداد وتنفيذها

بعد حصر الديون والمُدَّخرات، تُوضَع خُطَّة مُناسبة للسداد، تكون الأولوية فيها للديون المُتعثِّرة ذات القيمة المرتفعة والمُستحقَّة قريباً، أو تلك التي تنتج عنها غرامات أو فوائد عالية، أو التي انقضت مُدَّة سدادها مُقارنةً بغيرها من الديون التي يُمكن سدادها، أو تأجيلها وإعادة جدولتها إلى وقت آخر، على أن تجري دراسة الخُطّة جيّداً، وأخذ بعض الأمور في الحُسبان، ومنها:

دفع الحد الأدنى للديون ثم الزيادة تدريجياً

يُنصَح بالبدء بدفع الحَدّ الأدنى للقِسط الشهري من كلّ دين مُتعثِّر أوّلاً، وتجنُّب دفع مبالغ أوّلية كبيرة تُصعِّب دفع بقية الديون وتُسبِّب تراكمها، ثُمّ يُنصَح بالمتابعة، وزيادة الدفعات، وسداد جزء من الديون المُؤجَّلة وغير المُستحقَّة في الوقت الحاليّ -إن أمكن ذلك-؛ باستخدام المُدَّخرات المُتبقِّية، وعدم تأجيلها وقتاً طويلاً؛ للتخلُّص منها، وضمان عدم تراكمها.

الالتزام الكامل بخطة السداد

لا بُدَّ من الصبر على الظروف الصعبة أثناء السَّداد، والالتزام بالخُطَّة الأساسية، ووضع تنبيهات تُذكِّر بمواعيد الأقساط المُستحقَّة وقِيَمها باستمرار إلى حين الانتهاء من تسديد الدين كاملاً؛ لتجنُّب النسيان، أو إنفاق الدفعات المُستحقَّة، ويُمكن الحصول على القليل من الترفيه بأقلّ نفقة مُمكِنة؛ لرفع المعنويات، والحَدّ من الإرهاق والضغط النفسي اللذين تُسبِّبهما الديون، والتشجيع على مواصلة السَّداد. 

الادخار قدر الإمكان وتجنب المزيد من الديون 

يُوصى بادِّخار مبلغ مالي بسيط للحالات الطارئة كلّ شهر -إن أمكن-؛ لاستخدامه عند الحاجة، أو لسَداد دَين بدفعة واحدة، وبالتالي تقليل سعر الفائدة المُترتِّبة عليه، ولا بُدَّ من تجنُّب المزيد من الديون التي لا حاجة إليها أثناء السَّداد، وعند انتهاء الدين والحاجة إلى الاستدانة مرّة أخرى، لا بُدَّ من السَّير على نهج سَداد مناسب يحمي المَدين من التعثُّر.

التواصل مع الدائن والاتفاق على تسوية الدين

يُنصَح في بعض حالات الديون المُتعثِّرة بالتواصل مع الدائِنين أو الجهات المسؤولة بشفافية ووضوح، مع شرح ظروف المَدين وموقفه، لا سِيَّما في حالات العجز المادّي التي تكون فيها قيمة الدَّين كبيرة جدّاً تفوق المُدَّخرات، وحينها يُمكن تسوية الدين، ومحاولة تأجيل موعد الدفع، أو طلب تقسيط المبلغ على دفعات شهرية مُيسَّرة يَسهل سدادها قبل أن تتراكم أكثر، وتتفاقم فوائدها ومشكلاتها.

توحيد الديون المُتعثرة ودمجها

يُمكن في بعض الحالات التي تكثر فيها الديون المُتعثِّرة، ويصعب سَداد أيّ منها، دمجُها في دَين واحد؛ لتُسَدَّد باعتبارها دفعة شهرية واحدة، وقد تكون ميسورة أو مُتوسِّطة حسب ميزانية المَدين الشهرية، وهنا يُمكن استدانة مبلغ كبير لتسديد مجموع الديون الصغيرة بعد دمجها، وحسابها ضمن خُطّة السَّداد، والتفرُّغ لسداد دَين واحد فقط، مع الحرص على دراسة ذلك من النواحي جميعها؛ كشروط الدين، والقسط المناسب؛ لضمان الالتزام بالسَّداد على المدى البعيد، وعدم التعثُّر من جديد.

الاستعانة بالعائلة أو الأصدقاء

يُعاني المَدين القلق والضغط النفسي الكبير؛ بسبب صعوبة الوضع المادّي، وتعثُّر سَداد الديون، وهو أمر قد يُصعِّب التفكير الإيجابي، وإيجاد الحلول الفعّالة والمناسبة، لذا يُمكن الاستعانة بأحد أفراد العائلة، أو الأصدقاء الموثوقين؛ لمناقشة الديون المُتعثِّرة، ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية، واتِّخاذ قرار مناسب، إضافة إلى أنّ الحديث مع المُقرَّبين، والحصول على دعم معنوي يَحُدّ من الشعور بالإرهاق والتوتُّر، ويُعزّز الصحّة النفسية، ويُشجِّع على السَّداد والعودة إلى الحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن.

اللجوء للاستشارة الائتمانية من جهة مختصة

يساعد المُستَشارون الائتمانيّون المُختَصّون بقضايا الديون المُتعثِّرة على جدولة الديون، ووضع خُطّة سَداد مناسبة؛ بالاعتماد على الميزانية، والشؤون المالية للمَدين، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع الدائن، ومحاولة الوصول إلى حلول سداد أو تسوية تُرضي الطرفَين بأقلّ الخسائر، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة اختيار جِهات قانونية وموثوقة لهذه الغاية؛ لتجنُّب الوقوع ضحية للاحتيال.

 

المراجع   

[1]consumer.ftc.gov, How To Get Out of Debt
[2] moneysmart.gov, Get debt under control
[3]www.raisin.co.uk, How to get out of debt - a guide
[4] www.principal.com,3 ways to pay off your debt
[5]www.citizens advice.org.uk, Making a plan to pay your debts