جار التحميل...
ويُمكن للوالِدَين تعزيز المهارات الكلامية لدى طفلهم، وتعليمه الكلام في عمر السنة؛ من خلال عِدَّة طُرُق فَعّالة، ومنها ما يأتي:
تُعَدّ القراءة للطفل خلال اليوم -وليس فقط وقت النوم- من أفضل الأشياء التي يُمكن فعلها لتعليمه اللغة والكلام؛ لأنَّه سيتعرَّض للكثير من المُفرَدات وشرحها، بشرط أن تكون القراءة من كتبٍ مُصوَّرة وجَذّابة مُلائِمة لعُمر السنة؛ ليتمكَّن الطفل من الربط بين الكلمة وصورتها، ويمكن للأمّ مُناقَشة المحتوى من خلال الصور، وهي مفيدة أكثر من مشاهدة التلفاز، أو متابعة القصص من الأجهزة اللوحية؛ لأنَّ قراءة الأمّ القصَّةَ يعني أنَّ بإمكانها انتقاء الكلمات التي يفهمها الطفل، وتكرار الكلمات الجديدة مراراً.
عدم قدرة الطفل على نطق عباراتٍ كاملة ومفهومة لا يعني إبقاءه صامتاً طوال اليوم؛ فكُلَّما تحدَّث أحد الوالِدَين إلى الطفل، أصبح من السهل عليه تعلُّم اللغة والكلام؛ من خلال إخباره بالأعمال اليومية عند ممارستها، مثل: "أنا أُنظِّف الغُبار ليصبح البيت مُرتَّباً وجميلاً"، أو "هل تشعر بالجوع؟ أنا أُعِدّ وجبةً لذيذة فيها الكثير من الخضار"، أو من خلال وصف الأشياء التي يُشير إليها الطفل، مثل: أسماء الملابس، والألعاب، وأجزاء الجسم، والأدوات المنزلية؛ ليتمكَّن من ربط الكلمات بالعالَم من حوله، فعلى سبيل المثال، يعرف الطفل أنَّ الكرسيّ للجلوس، لكنَّه لا يعرف بعد كيفية نطق اسمه.
ومن أساليب تشجيع الطفل على الكلام عند التحدُّث معه إعطاؤه الخيارات؛ كتخييره بين عصير التفاح أو البرتقال لو أراد شرب العصير، أو تخييره بين ألوان أحذيته وملابسه، وتشجيعه عند الاستجابة لأحد الخيارَين.
من الجميل سماع كلمات الطفل المليئة بالأخطاء المضحكة في بدايات كلامه، وفي الواقع من المهمّ في هذه المرحلة تركه يلفظ الكلمات كما يريدها دون محاولة تصحيحها، والاكتفاء بقول الكلمة الصحيحة بعده دون إجباره على نُطقها؛ لأنّ هدفه من استخدام اللغة هو التعبير المُباشر عمّا يُريده، ومحاولة تصحيح كلّ كلمة سيمنع تطوُّره اللغوي؛ فمثلاً إذا قال "ماء" وهو يُشير إلى عصير، فينبغي عندها فقط قول: "هل تريد أن تشرب العصير؟" دون إشعاره بأيّ خطأ.
عندما يُشير الطفل إلى شيءٍ ما بدلاً من أن يُحاول نطق اسمه، يأتي دور الوالِدَين في تعليمه اسم هذا الشيء الذي يُشير إليه، والتوسُّع في شرحه له؛ فإذا أشار إلى قِطَّة مثلاً، يُمكن الردّ عليه بأنَّها: "قِطَّة بيضاء صغيرة وجميلة، لها أربع أرجل"، وهكذا؛ لأنَّ هذه التقنية تُساعده في بناء جُمَل منطقيَّة، كما أنَّها تُخفِّف قلقه وخوفه عند نطق الكلمات، وتزيد ثقته بنفسه، وبالتالي سيحاول نُطق أسماء الأشياء دون الاكتفاء بالإشارة إليها فقط.
عندما يحاول الطفل قول أيّ كلمة مهما كانت غير مفهومة، لا بُدّ من الاستجابة لها بصورة إيجابيَّة؛ لتشجيعه على الاستمرار في المحاولة، وبناء ثقته بنفسه، وتكمن الاستجابة في إظهار السعادة بكلماته، ومُتابعة الحديث معه؛ فلو قال مثلاً "وداعاً" لوالده عند خروجه من المنزل، يمكن للأمّ أن تُضيف: "إنَّه ذاهب إلى العمل"، ويكون تشجيعه أيضاً بتكرار أيّ كلمة يحاول نُطقها بشكلٍ صحيح، وبالنَّبرة التي استعملها نفسها، والتواصل البصري معه عند تكرارها، الأمر الذي سيساعده على تذكرها أسرع في المرّات القادمة، وسيجعله يُدرك أنَّ والِدَيه يفهمان ما يقوله.
يُعالِج الأطفال اللغة في عقولهم أبطأ بكثير من البالِغِين؛ لذا يحتاجون إلى وقت إضافيّ للتفكير، والتفاعل، والاستجابة مع الكلام، ومن هنا، يُوصي الخبراء بمُلاحَظة ما يُشير إليه الطفل، والانتظار قليلاً حتى يستطيع نطق الكلمة التي يُفكِّر فيها، والاستماع بتركيز وتمعُّنٍ له دون إعطائه ما يُريده سريعاً؛ ليتعلَّم التعبير عن نفسه بالكلمات، كما يجب التحدُّث معه ببطء دون التأثير في معنى الكلمات، وليس من خلال نُطقها حرفاً حرفاً، بل التحدُّث بهدوءٍ ووضوحٍ تامّ، واختيار عبارات قصيرة مفهومة.
وختاماً، يجدر بالذكر أنَّ النُّمُوّ والتطوُّر يختلف من طفلٍ إلى آخر، ومَعالِم النُّمُوّ كلّها تقديريّة نوعاً ما، وعموماً عندما يبلغ الطفل عمر السنة، يجب أن يبدأ باستخدام الإيماءات كثيراً للتعبير عمّا يُريده، وينطق على الأقلّ كلماتٍ بسيطة، مثل: "ماما"، و"بابا"، وبعض الكلمات غير المفهومة، مثل "دا دا"، فإن لم يُحقِّق هذه المَعالِم، فحينها قد يكون ذلك مَدعاةً للقلق، وقد يحتاج الأمر إلى مناقشة مع طبيب الأطفال المُختَصّ؛ لأنَّ تأخُّر النطق والكلام قد يكون سببه عُضويّاً، مثل: مشكلات في اللِّسان، أو السَّمع.
المراجع
[1] healthline.com, How to Teach Your Toddler to Talk
[2] kidshealth.org, Communication and Your 1- to 2-Year-Old
[3] nct.org.uk, Baby talk: speech development from 12-18 months
[4] parents.com, All About Child Speech and Language Milestones
[5] sensorysolutionstherapy.com, 8 Tips and Tricks to Help Encourage Your Toddler to Talk