جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
جيلان مختلفان

نصائح للشباب عند التعامل مع كبار السن ذوي المزاج الصعب

11 أغسطس 2024 / 2:15 PM
نصائح للشباب عند التعامل مع كبار السن ذوي المزاج الصعب
download-img
يُواجه بعض الشباب صعوبة في التواصل والتفاعل مع كِبار السنّ، والعكس صحيح أيضاً، وهذا طبيعيّ؛ لأنّ لكلّ جيل ثقافته، وقِيَمه، ومعاييره الاجتماعية المختلفة، ولكلّ جيل اهتماماته المختلفة، وتجاربه الخاصَّة، وزمنه المختلف، وهي جميعها عناصر شكّلت رؤيته للحياة، ولا شكّ في أنّ هذه المشكلة تزداد وتكون أكثر وضوحاً عند تواصل الشباب مع كبار السن ذوي المزاج الصعب تحديداً.

وقد يكون بعض كبار السنّ من ذوي المزاج الصعب منذ شبابهم، أو أنَّهم اكتسبوا هذه الصفة بعد تقدُّمهم في العمر؛ نتيجة ظروفهم الصحية أو الاجتماعية أو النفسية في هذا العمر، وتظهر هذه الصفة لديهم في كثيرٍ من المواقف، بما في ذلك عدم قبول المساعدة في الأنشطة اليومية، أو الإصرار على المثالية والكمال فيما يتعلَّق بأمور المنزل؛ كالمطالبة بإبقائه مُرتَّباً وهادئاً طوال الوقت، والمَيل إلى العُزلة، وعدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين، أو رفض تناول الأدوية، أو حتى زيارة الطبيب، بالإضافة إلى الاحتفاظ بكثير من الأشياء دون الحاجة إليها.


ولكن لا حاجة إلى القلق؛ إذ سنذكر في هذا المقال كثيراً من الأساليب والخطوات الفعّالة التي يُمكن للشباب تطبيقها لدى تعاملهم مع كبار السن ذوي المزاج الصعب؛ سواءً كانوا أجدادهم، أو أحد أقاربهم، أو جيرانهم، أو حتى المُسِنِّين في إحدى دور الرِّعاية. 

التحليّ بالصبر والحِلم والرحمة

بداية، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الإحسان إلى كبار السنّ عموماً؛ سواءً كانوا من ذوي المزاج الصعب، أم لا، من الأعمال التي حَثّ عليها ديننا الحنيف وأمر بها، كيف لا وهم بركة المجتمع وأصحاب الخبرة والرأي الحكيم، الذين أفنَوا شبابهم في تربية أبنائهم، وإعمار بلادهم، والذين تُعَدّ رعايتهم والاعتناء بهم مهما كانت ظروفهم عند كِبَرهم وضعف أجسادهم حُبّاً وواجباً ورَدّاً للجميل.


لذا، يجب التحلّي بالصبر، والحِلم، والرحمة عند تقديم الرعاية لكبار السن ذوي المزاج الصعب دائماً؛ بتذكُّر أنَّهم يمرّون بعدد من التحدِّيات الصحية والنفسية بحُكم سِنِّهم، مثل: صعوبة المشي أو الجلوس، والآلام المٌتفرِّقة في الظهر والعضلات لدى محاولة التقاط الأشياء، ويجدر التنويه هنا إلى أنَّهم قد يتلفَّظون بكلماتٍ دون إدراك أنَّها يمكن أن تؤذي الآخرين؛ نتيجة معاناتهم من النسيان ومشكلات الذاكرة، وهذا كلّه يزيد من حِدَّة مزاجهم، وصعوبة التعامل معهم في بعض الأحيان.


ولتجاوز هذا الأمر، يُنصَح بتقديم المساعدة لهم بلُطف دون إشعارهم بالعَجز، وتفهُّم الأسباب التي يمرّون بها، ومراعاة أنّها ليست آلاماً أو مشكلات عارضة يمكن التخلُّص منها بسهولة.

احترام رغباتهم ومراعاة استقلاليتهم

يغضب كبار السنّ ويتعكَّر مزاجهم أكثر عندما يشعرون بفقدان السيطرة على الأمور، أو أنَّهم يتلقَّون الأوامر مِمَّن حولهم، دون الأخذ برأيهم وتفضيلاتهم، لذا لا بُدّ من الحرص على التعامل معهم بأكبر قدرٍ من الاحترام واللُّطف، ومراعاة استقلاليَّتهم، واختياراتهم، ومشاعرهم، مهما كانت قدراتهم الجسدية أو العقلية ضعيفة.


ومن الأفضل إشعارهم دائماً أنّ زمام الأمور في أيديهم؛ بسؤالهم باستمرار عمّا يريدونه حتى في أبسط الأشياء بدلاً من استعمال التوجيهات أو الطلب المباشر منهم للقيام بأيّ شيء؛ فمثلاً، يمكن تخييرهم بين الأطباق التي يرغبون فيها على الغداء، أو تخييرهم بين النوم أو الجلوس أمام التلفاز، بالإضافة إلى شرح الأسباب وتوضيحها لهم قبل تقديم أيّ مساعدة، وإعطائهم خيار الرفض أو القبول، وترك المجال لهم في كثيرٍ من الأحيان لأداء الأعمال البسيطة التي يقدرون عليها.

تطبيق أسلوب "نحن" بدلاً من "أنت" 

من الأساليب المفيدة للتعامل مع كبار السنّ، وتحديداً ذوي المزاج الصعب منهم، استخدام أسلوب "نحن" بدلاً من "أنت"؛ إذ يخلق ذلك شعوراً بالتعاون والمشاركة بدلاً من التحكُّم والسيطرة، وتجنُّب استعمال الأوامر المباشرة يُقلِّل احتماليَّة ردود الأفعال الدِّفاعية لديهم، أو انسحابهم من الموقف.


لذا، من الأفضل دائماً مشاركتهم أنشطتهم والأمور التي يجب عليهم فعلها، مع استخدام عبارات ودودة وتعاوُنِيَّة قدر الإمكان؛ كقول: "نحن بحاجة إلى الحصول على بعض الهواء النقي في الحديقة"، أو "ما رأيك أن نُنهي الحساء وهو ساخن؟"، وهكذا تقِلّ احتماليَّة حدوث استجابة عكسية لأفعالهم وبالتالي تعكُّر مزاجهم.

التواصل معهم بوضوح قدرٍ الإمكان

يُنصَح عند التعامل مع كبار السنّ ذوي المزاج الصعب بالحرص على التواصل معهم بأكبر قدرٍ من الوضوح دون استخدام لغةٍ مُعقَّدة أو مصطلحات قد لا يفهمونها، والحفاظ على التواصل البصري عند الحديث معهم، والاستماع إليهم، واحترام وجهات نظرهم حتى عند الاختلاف في الرأي، بالإضافة إلى إظهار التقدير لخبراتهم وتجاربهم الحياتية، وتجنُّب انتقادهم، أو التحدُّث إليهم بلهجةٍ مُتَعالِية.


وعند إصرارهم على فعل شيٍء ما يمكن أن يُؤثِّر سلباً في صحة كبار السن وسلامتهم؛ كرفض الالتزام بالأدوية التي وصفها الطبيب، أو عدم اتِّباع حِمية غذائيَّة فيها سلامته، فلا بُدَّ من إخبارهم بعاقبة تصرُّفاتهم بوضوح، ومناقشتهم بهدوء ولُطف للتوصُّل إلى حلول مناسبة.



ختاماً، لا بُدّ من التأكيد على أنَّ التعامل مع كبار السنّ بإحسانٍ وتقدير وتفهُّم واجبٌ أخلاقيّ وإنسانيّ ودينيّ، والتعامل مع ذوي المزاج الصعب منهم يحتاج إلى مهارات تواصُل فَعّالة، وإدراك عميق بأنّ صعوبة مزاجهم وتصرُّفاتهم أحياناً أمرٌ شائع وطبيعيّ في هذا العمر.


ومن هنا، ينبغي على الشباب تقبُّل وضعهم الجديد، وعدم محاولة تغييرهم، ورعايتهم واحتوائهم دون تجريحٍ أو إهانة أو تسبُّب في المشكلات، مع تجربة عِدَّة أساليب للتعامل معهم، واختيار الأفضل والأنسب، وملاحظة الأشياء التي يُفضِّلونها أو يستاؤون منها بدِقَّة، وعدم التردُّد في طلب المساعدة من الأصدقاء، أو مُقدِّمي الرِّعاية المُتخصِّصين عند الحاجة. 

 

 

المراجع
[1] psychologytoday.com, How to Communicate With Difficult Seniors and Older Adults
[2] vantageaging.org, Reasons Independence Is Important for Seniors
[3] bluemoonseniorcounseling.com, 7 Tips for Improving Communication with Seniors
[4] arborcompany.com, 18 Tips for Dealing With Stubborn, Aging Parents
[5] veritascare.co.uk, Tips on how to improve communication with the elderly

August 11, 2024 / 2:15 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.