جار التحميل...

°C,

جيل الطيبين

05 أغسطس 2024 / 8:57 AM
كم كنت محظوظاً حينما تم تعييني في أواخر التسعينات وأنا لم أكمل الـ 20 من عمري، وكان الموظفون أغلبهم في سن الـ 40 وما فوق، ولكن الجميل في تلك الفترة هي ميزة الاحتواء، والعمل بروح الأسرة الواحدة.
 ورغم تعدد المنابع والأعمار وحتى الدرجة العلمية، فهذا الجيل علمني معنى التعاون وكيفية مراعاة المراجعين، والحرص على الإنجاز.

إن هذا الجيل علمني، أنه مهما كان الخلاف كبيراً فلا يصل لحد التفشي والسعي لقطع مصدر الرزق.. جيل كان حريصاً على الزميل وكأنه أخوه، يقوم بمهامه حتى ينتهي من ظرف مر به أدى لتغيبه أو تأخره.
 
فهذا جيل لا يفطر حتى يفطر الجميع.. جيل المكاتب وكأنها جيرة أبدية وليست علاقة مؤقتة.. جيل الوقفات الإنسانية، فلو احتاج زميل مادياً أو معنوياً يستنفر الجميع بشكل تلقائي.. جيل يعشق الابتسامة والمقالب المبهجة.

لقد عشقنا العمل من خلالهم، لأننا كنا نخرج من منازلنا إلى منزلنا الكبير.. جيل التواصل الحقيقي رغم قلة الاتصالات عبر الهواتف.. جيل يقدر العامل البسيط.. جيل يسعى للخير وإصلاح ذات البين.. جيل متصالح مع ظروفه ومعيشته لا يبخل بالنصيحة والإرشاد.

 نعم أنا كنت محظوظاً لأني كلما أتذكر تلك الأيام أبتسم وأبحر بفكري، وأترحم على من توسد يمناه، وأدعو لمريض منهم بالشفاء وطول العمر.

لقد كانت أياماً عجت بلفتات إنسانية لو فصلناها لأخرجنا منها مناهج وورش عمل في فنون المعاملة وتعاملات ذاك الجيل، لدرجة أن المراجع يخرج راضياً حتى لو لم تقض حاجته، فيكفيه حفاوة الاستقبال والإحساس بروح الترحيب الواقعي.
August 05, 2024 / 8:57 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.