عنوان غريب رغم أنني لن أتحدث عن الفاتورة، بل سأتحدث عن موقف مر مع أحد الزملاء يدور حول فاتورة ثمنها أبناء ليس لهم ذنب، إلا أن والديهما انفصلا.
فبعد انتهاء القضايا وتحديد الالتزامات، أصبح الأب ملزماً بتوفير السكن والفاتورة الشهرية للكهرباء، وضمن ذاك الالتزام يقول الزميل:" في كل شهر هذه الفاتورة كانت هي محور خلاف بين الأب والأم، هو يشتكي من ارتفاع الاستهلاك ويعاند ولا يدفع، وهي تتعمد إشعال جميع المصابيح والأجهزة وإهدار الماء كي تكبده خسائر".
لكن الأبناء يصبحوا الضحية، حينما يُقطع التيار الكهربائي في موعد الاستحقاق، وهذا جانب من جوانب العناد الذي يقتل مستقبل الأبناء، وهكذا الانتقام لا ينتهي، وتكثر تلك الفواتير التي يتكبدها الضحايا الفعليين وهم أبناءهم.
والعجيب أن البعض حينما ينفصلون يكملون سلسلة الانتقامات حتى يكبروا، ويكبر الأبناء، ويدركوا أسباب انفصال والداهما وسيعلمون كل الحقائق، مَنْ يهتم بتربيتهم ومن يسعى للانتقام على حساب أبنائه.
وتمضي الأيام، والعجب أن بعض تلك النماذج تنفصل وتعيش بروح العناد، حيث أدت قضية أحدهم إلى القتل، وحينما تبحر في الأسباب تجدها تافهة لكنها أودت إلى الطلاق.
فاختلفوا وانفصلوا، لكن لماذا التعنت فيما بعد الطلاق؟ أين الرحمة وروح الأبوة تجاه فلذة أكبادكم؟
فيكفي أن الأبناء سيعيشون مشتتين بين الأب والأم، وقد يتزوج الأب أو الأم، فما مصير الأبناء وكيف ستكون معاملة تلك الأزواج لهم؟
فقد يكون بعضهم قاسياً بلا رحمة، ونادراً مَنْ نجده يتعامل بإنسانية، وما أكثر تلك النماذج في حياتنا، لكن كلٌ سيذوق مما سقى غيره والأيام دول.