جار التحميل...
يأتي السؤال هنا، لماذا قد تفقد بعض النساء السيطرة على أعصابهنّ بصورة مفاجئة؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها؟
تتضمَّن الأسباب التي قد تؤدّي إلى العصبية الزائدة عند النساء ما يأتي:
يمرّ جسد المرأة بتغيُّرات عديدة تؤثِّر في مستوى الهرمونات لديها، ومن أبرز الأمثلة عليها ما يُعرَف بـ "مُتلازِمة ما قبل الحيض"، وهي حالة تعاني فيها المرأة من مجموعة من الأعراض التي تسبق موعد الحيض بعدَّة أيام، وتتمثَّل العلامة الأبرز فيها بتقلُّب المزاج والغضب دون أسباب واضحة أو مباشرة، إلى جانب المعاناة من أعراض أخرى قد تجعل المزاج العامّ للمرأة سيِّئاً، مثل: الصُّداع، والبكاء دون سبب، والقلق.
قد تؤثر الإصابة ببعض الحالات الصحِّيّة في الاستجابة للمواقف المختلفة، والتعبير عنها -لا إراديّاً- بالغضب في بعض الأحيان، مثل داء السكَّري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أو مُتلازِمة المبيَض مُتعدِّد التكيُّسات (مُتلازِمة تكيُّس المبايض)، وقد يعود السبب في مثل هذه الحالات إلى اختلال توازن الهرمونات في الجسم، والذي يمكن أن يؤثِّر في الحالة المزاجيّة.
تبدأ هرمونات المرأة بالتغيُّر كثيراً في مرحلة مُعيَّنة من العمر تُعرَف بـ "مرحلة ما قبل انقطاع الطمث"؛ أي المرحلة التي تسبق سِنّ الأمل وانقطاع الحيض عن المرأة، وفيها يحدث اضطراب في مُستَوَيات هرمون الإستروجين ارتفاعاً وانخفاضاً في أوقاتٍ مختلفة بشكل غير مُتَساوٍ، ممّا يؤثِّر في بعض الموادّ الكيميائية الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن الحالة المزاجيَّة، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى العصبية الزائدة أو المفاجئة في بعض الأحيان.
قد تُشكِّل كثرة المسؤوليات المُلقاة على عاتق المرأة ضغطاً كبيراً عليها، فتستجيب لها في بعض الأحيان بطريقة سلبية تتمثّل بالعصبية التي قد تزيد عن حَدِّها قليلاً؛ رغبة منها في قول: "أنا مُتعَبة جدّاً"؛ إذ ينبغي عليها أن تكون قادرة على التوفيق بين دورها كأمّ تُراعي أطفالها وتُلبّي احتياجاتهم، وزوجة مسؤولة عن زوجها واحتياجاته المختلفة، ورَبَّة منزل تتولّى مهامّ الحفاظ على ترتيب المنزل ونظافته، إلى جانب إنجاز واجباتها الاجتماعية، وممّا قد يزيد الأمور تعقيداً إلى جانب تلك المسؤوليات كلِّها أن تكون أماً عاملة أيضاً.
ينبغي مواجهة عصبية المرأة المُفاجِئة ونوبات الغضب التي قد تسيطر عليها بحكمة وذكاء، ويتضمَّن ذلك ما يأتي:
يمكن القول إنّ الحفاظ على الهدوء، وتجنُّب ردود الفعل السلبية أثناء غضب المرأة أمر مهمّ جدّاً، وعلى الرغم من أنّ ذلك ليس بالأمر السهل على الجميع، خاصَّةً إذا كانت عصبيَّتها بلا سبب واضح، إلّا أنّه من أكثر الأمور التي قد تساعد على تخفيف حِدَّته وتصاعُده، وبالتالي احتواء الموقف.
رُبَّما تُعَدّ كلمة "اهدئي" من أكثر الأمور التي يمكن أن تزيد عصبيَّة المرأة، وآخر ما تودُّ سماعه، وهي قد تفعل عكس ذلك لا إراديّاً؛ لذا لا بُدّ في مثل هذه المواقف من تقديم الدَّعم الذي تحتاج إليه، والتأكيد بأنَّ من حولها هم معها وليسوا ضدَّها، وأنَّهم موجودون لمساعدتها، وهنا يُعَدّ من المفيد قول جملة مثل: "أتفهَّمُكِ وأعلم أنَّك غاضبة الآن، كيف يمكنني مساعدتك؟"؛ فمثل هذه العبارات الداعمة والمُساندة ذات مفعول سحريّ، وتسهم في تهدئتها.
بصورة عامة، تحتاج المرأة أن يكون الطرف المقابل لها مُستمِعاً جيداً ومُتفهِّماً لمشاعرها، خاصَّة في حالات الغضب، فبعد أن تهدأ من عصبيَّتها قليلاً، يمكن الجلوس معها وسؤالها عن السبب الذي أدَّى إلى شعورها بالغضب، وترك المجال مفتوحاً أمامها للتعبير عن مشاعرها، وإبداء كامل الاهتمام بحديثها والتركيز عليه.
في كثير من الأحيان، عندما تكون المرأة غاضبة ومُستاءة بشِدَّة، تكون راغبة في الجلوس بمُفرَدها وإطلاق العنان لمشاعرها ودموعها بعيداً عن أعين من حولها، لذا لا بأس من منحها مساحتها الخاصَّة، والابتعاد عنها بعض الوقت، وعدم الضغط عليها للتحدُّث أو التعبير عن مشاعرها، لأنّها قد تتحدَّث من تلقاء نفسها بعد أن تهدأ وتأخذ وقتها في التفكير بما صدر منها من تصرُّفات، مع الحرص على أن يكون ذلك ضمن مُدَّة مُحدَّدة، وباتِّفاق واضح بينها وبين الطرف المقابل؛ حتى لا تأخذ الأمر عكسيّاً وتَعُدَّه نوعاً من التجاهل.
المراجع
[1] medicalnewstoday.com, What causes irritability?
[2] choosingtherapy.com, Anger Management for Women: 15 Techniques That Work
[3] wikihow.com, How to Calm a Girl Down
[4] mind.org.uk, Anger
[5] mayoclinic.org, Perimenopause