جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي

هل ستتأثر الوظائف ومستقبل العمل بسبب الذكاء الاصطناعي؟

30 يوليو 2024 / 1:19 PM
هل ستتأثر الوظائف ومستقبل العمل بسبب الذكاء الاصطناعي؟
download-img
الروبوتات، وبرامج الدردشة الآلية، والمركبات ذاتية القيادة، وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي كلّها نماذج أصبحت واقعاً ملموساً ولم تَعُد ضرباً من الخيال، وبات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة في مختلف القطاعات والمجالات، في التعليم، والصحة، والصناعة، والتجارة، وغيرها؛ لما يتميز به من إمكانات هائلة، وما يقدّمه من فوائد عديدة تسهم في حل الكثير من المشكلات، وتحسين جودة الحياة، حتى إنّه أصبح لغة العصر التي لا بدّ أن يتعلّمها الجميع.

وبحسب إحصائية نشرتها شركة "Next Move Strategy Consulting" المختصة ببيانات السوق، فقد بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالميّة 95.60 مليار دولار أميركي عام 2021، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.847.58 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، وهذا يعني أنّه في نُموّ مُستمِرّ، وقد يُصبح هو المُتحكِّم بكل المجالات، ومن هنا أُثيرت تساؤلات عديدة حول إمكانية تأثيره في سوق العمل ليحلّ محلّ القوى العاملة البشرية، وهي تساؤلات مشروعة تحتاج إلى إجابة، فهل يمكن أن يستحوذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف بالفعل؟

الفريق المؤيِّد: الذكاء الاصطناعي يستولي على الوظائف

مع اتِّساع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته، بدأ الحديث عن مزاحمته للبشر في سوق العمل، والاستيلاء على وظائفهم؛ إذ حلَّت الآلة محلَّ الإنسان في عدد من الوظائف والمهن؛ فالعديد من دول العالم المُتقدِّمة تكنولوجيّاً بدأت تعتمد على الروبوتات في المصانع، أو في المراكز الحكومية، أو في المستشفيات؛ لأنَّها تؤدّي المهامّ المختلفة بسرعة وكفاءة عالية، ممّا يعني الاستغناء عن القوى العاملة البشرية.

ويؤيّد كثيرون وجهة النظر هذه، ويرون أنّ الذكاء الاصطناعي بالفعل يمكن أن يقضي على وظائف الأفراد، ويستدلّون على ذلك بتقريرٍ صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2020 تحت عنوان "مستقبل الوظائف 2020"، يُشير إلى أنّه من المتوقَّع أن يحلَّ الذكاء الاصطناعي محلّ 85 مليون وظيفة في مختلف أنحاء العالم في الشركات المتوسطة والكبيرة بحلول عام 2025.

كما أجرى عدد من الخبراء في صندوق النقد الدولي تحليلاً عام 2024 لمعرفة مدى تأثير الذكاء الاصطناعي المُحتمَل في سوق العمل العالمي، وصدر تقرير يُشير إلى أنّ ما يقارب 40% من الوظائف حول العالم ستتأثّر بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعيّ، وهذا يظهر بصورة جليّة وواضحة في الدول ذات الاقتصاد المُتقدِّم؛ إذ تصل نسبة تأثّر الوظائف فيها بصورة خاصة إلى 60%، ممّا يمكن أن يُخفِّض الطلب على الأيدي العاملة، ويُؤدّي إلى خفض الأجور، ويحدّ من فرص التوظيف، وبعض الوظائف قد تندثر.

الفريق المُعارِض: الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة

صحيح أنّ الذكاء الاصطناعي قد يُلغي بعض الوظائف والمهن، إلّا أنّه سيخلق فرص عمل جديدةً، ويسهم في تنمية الاقتصاد العالمي، هذا قول مَن يُعارِضون استيلاء الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؛ ففي رأيهم أنّ فكرة قضاء الذكاء الاصطناعيّ على الوظائف تماماً مُبالَغ بها بعض الشيء بالنسبة لهم، ويقتصر تأثيره على تغيير نوعيّة الوظائف المستقبلية، كما أنّه وفَّر أدواتٍ وتقنياتٍ تساعد الموظفين على أداء مهامّهم بشكل أفضل، إلّا أنّ هذا الأمر يتطلّب منهم اكتساب مهارات جديدة، وتغيير التوجُّه التعليميّ نحو التكنولوجيا والعالم الرقميّ.

ففي التقرير نفسه السابق للمنتدى الاقتصادي العالميّ، ذُكِر أنّ الذكاء الاصطناعي أيضاً سيخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، وهي نسبة أعلى من الوظائف التي سيحلّ محلّها أو يُلغيها، وحسب ما نُشِر أيضاً في مُؤسَّسة المُنتَدى العالميّ للابتكارات "World Innovations Forum Foundation" في عام 2022؛ إذ أعلنت 39% من الشركات عن توظيف مهندسِي برمجيات، و35% منها عيّنت مهندسِي بيانات في وظائف مُتعلِّقة بالذكاء الاصطناعيّ؛ وذلك وفقاً لما ورد في تقرير صدر عن شركة ماكنزي "McKinsey & Company" للاستشارات الإدارية.

والآن، هل ستتأثّر الوظائف ومستقبل العمل بسبب الذكاء الاصطناعي؟

ممّا سبق، نستنتج أنّ بعض الوظائف قد تتأثر بالفعل وتصبح آليّةً بالكامل خلال السنوات القليلة المُقبلة، ومنها: خدمة العملاء، والعمل في المصانع، والتصميم الجرافيكي، وفي الوقت نفسه ستبقى هناك وظائف لن يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحلّ محلّ البشر فيها؛ كالعمل الاجتماعي، والعلاج النفسي، والمحاماة، والكتابة الإبداعية، وستظهر وظائف أخرى جديدة أيضاً تستقطب الأفراد، مثل: هندسة التعلُّم الآلي، والاختصاص في أخلاقيّات الذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات ذات الارتباط بالتكنولوجيا والبرمجة.

وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أنّ دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة كانت قد أدركت مُبكِّراً هذا التحوُّل التكنولوجيّ والثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي وخوارزميّاته، فحرصت جنباً إلى جنب مع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وإدخاله إلى مختلف القطاعات، على وضع الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع التحدّيات المُستقبلِيَّة التي يواجهها سوق العمل.

وبالإضافة إلى ذلك، حرصت دولة الإمارات على تأهيل الأفراد، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم بما يتلاءم مع أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته، إلى جانب خلق بيئة عمل مُبتَكَرة؛ حتّى يندمج ذكاء البشر وإبداعهم وقدرتهم على الابتكار بالذكاء الاصطناعي؛ للنُّهوض بالمجتمع، وتنميته، وتطويره.

المراجع

[1] imf.org, الذكاء الاصطناعي سيُحْدِثُ تحولا في الاقتصاد العالمي، فدعونا نتأكد من منافعه للإنسانية
[2] weforum.org, Recession and Automation Changes Our Future of Work, But There are Jobs Coming, Report Says
[3] telefonica.com, Artificial Intelligence and work: How will it affect the future of work?
[4] builtin.com, AI Taking Over Jobs: What to Know About the Future of Jobs
[5] u.ae, الذكاء الاصطناعي ومستقبل سوق العمل

July 30, 2024 / 1:19 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.