أهم ألعاب الذكاء للأطفال وأهميتها في تنمية مهارات الطفل

فيما يأتي أهمّ ألعاب الذكاء التي تناسب الأطفال، وتساعدهم على التعلُّم، وتجعله عملية مُمتِعة، وأهم المهارات التي تُسهم في تطويرها.

أهمية ألعاب الذكاء للأطفال

قد يُراود بعض الآباء الشكّ حول ما يسمعونه عن ارتباط بعض الألعاب بذكاء الأطفال، إلّا أنّ الأمر ليس خدعة؛ فهناك العديد من الدراسات التي تثبت ذلك، ومن بينها دراسة مُشتَرَكة لمجموعة من جامعات إندونيسيا في عام 2020، أكَّدت فيها ارتباط الألعاب التعليميَّة بذكاء الأطفال. 

وقد أظهرت الدراسة أنّ الألعاب التعليميَّة تُقدِّم مجموعة من الفوائد، منها: تجديد الطاقة، وخاصَّة حين يكون الأطفال في المدرسة وبعد يوم طويل متعب، ممّا يجعل عقولهم أكثر صفاء، وزيادة المعرفة وتطوير مهارة حلّ المشكلات في الدماغ، ممّا يجعلهم سريعي البديهة، بالإضافة إلى تطوير مهارة الذكاء العاطفي؛ فبعض الألعاب القائمة على حلّ المشكلات تجعلهم يستخدمون عواطفهم ويُطوِّرونها، حتى لو لم يكونوا واعين لهذا، إلى جانب تطوير مهارة العمل ضمن فريق، واستخدام الجسم بتوازن في بعض الألعاب، ممّا يؤدّي إلى سرعة التفكير، والرؤية، والحركة باتِّساق.

ألعاب الذكاء للأطفال: وفق مراحل عمرية مختلفة

هذه مجموعة من الألعاب التي يمكن تجربتها بما يتناسب مع عمر الطفل، ليستمتع ويُطوِّر مهاراته في آن واحد:

لعبة تبادل الأدوار (Role Play): تطوير مهارات التواصل 

حتى في عمر السنتَين يمكن استخدام ألعاب الذكاء لتطوير مهارات الطفل الاجتماعية، ومهارات تواصله مع الآخرين، وتنمية ذكائه، ومن هذه الألعاب الشائعة لعبة تبادل الأدوار التي تتمثَّل بشراء أدوات طبيب، أو أدوات مطبخ، أو مجموعة رسم له، أو أيّ شيء يُمكِّنه من تقمُّص أدوار أخرى، حتى يتصرَّف كما لو أنَّها شخصيَّته، وفي هذه اللعبة سيكون دور الوالدين اختيار ما يناسب شخصية طفلهم، وللمزيد من المتعة والتطوُّر يمكن جلب أكثر من مجموعة ليتبادل الأدوار أكثر.

لعبة جد الفرق (Spot the difference): خطوة أولى نحو الإبداع 

هذه اللعبة أيضاً تناسب الطفل في عمر السنتَين؛ إذ تجعله يفكر بشكل منطقيّ، وتُعزِّز تطوُّره وإبداعه، ومبدأ هذه اللعبة هو عرض صورتَين مُتشابِهَتَين كثيراً على الطفل، ولكن مع وجود بعض الفروقات البسيطة، ثمّ ترك الطفل يجد الفرق بينهما، ويضع دائرة حول الاختلافات بقلم رصاص، على أن تتمّ مُكافأته إذا استطاع أن يحزر الاختلافات كلَّها.

لعبة تذكُّر الأشياء (Remember the items): ذاكرة أقوى

إذا كان الطفل في عمر أربع سنوات أو أكثر، فيمكن تجربة هذه اللعبة المُشوِّقة معه؛ وذلك بإحضار صينيَّة من المنزل، ومجموعة من القِطَع المختلفة -مثل ملعقة، وعلّاقة مفاتيح، وخاتم، أو أيّ شيء-، ثمَّ وضعها على الصينيَّة، والطلب منه أن يحفظها خلال 5-10 ثوانٍ، مع العَدّ إلى العشرة، وبعد ذلك تتمّ تغطيتها ويُطلَب منه أن يذكر الأشياء الموجودة، وفي كلِّ مرة يتذكَّر فيها ويذكر شيئاً صحيحاً يُعطى مكافأة صغيرة له؛ لتحفيزه وتشجيعه.

يمكن لهذه اللعبة أن تُعزِّز من تركيز الطفل وذاكرته؛ فهي تحتاج منه أن ينظر، ويُركِّز، ويحفظ، ويتذكَّر، ولرفع مستوى اللعبة وجعلها أكثر تشويقاً وتحدِّياً، يمكن زيادة الأشياء مع الوقت وكأنَّها مراحل؛ حتى تتطوَّر مهاراته بشكل أفضل.

لعبة البازل (jigsaw puzzles): تطوير اكتشاف الأنماط 

ويُطلَق عليها اسم "لعبة الصور المقطوعة" أيضاً، وهي تتطلَّب تركيب قِطَع مُربَّعة صغيرة مع بعضها لتشكيل صورة متكاملة، وقد يصل عددها إلى 100 قطعة لتناسب طفلاً في الرابعة أو أكثر من عمره كبداية، ويمكن بالطبع اختيار عدد أكبر لتطوير مهارات الطفل أكثر في مراحل مُتقدِّمة، وكلُّ ما على الطفل في هذه اللعبة إشغال وقته بتجميع القطع معاً لتشكيل الصورة النهائيَّة بشكل صحيح لحَلّ اللُّغز.

يجدر بالذِّكر أنّ هذه اللعبة يمكن أن تُحسِّن من مهارة فهم الأنماط واكتشافها، إضافة إلى تحسين المهارات الحركية الدقيقة لدى الطّفل حين يمسك القِطَع الصغيرة ويُركِّبها جنباً إلى جنب.

الشطرنج (Chess): تحدي العقل وتطوير المنطق

إن كان عمر الطفل 5 سنوات فأكثر، يمكن للوالدين بدء رحلة لعبة الشطرنج معه، هذه اللعبة الكلاسيكية القديمة التي يمكن أن تُقدِّم الكثير له؛ فهي لن تُعزِّز التفكير المنطقيّ لديه فحسب، بل يمكن أن تجعله أكثر صبراً وتركيزاً وقدرة على اتِّخاذ القرارات أيضاً؛ لأنَّها ببساطة قائمة على التخطيط والتنبُّؤ بحركات الخصم، والهدوء في التحرُّك على رقعة الشطرنج.

وتأكيداً على أهمية هذه اللعبة، تُظهر بعض الأبحاث علاقتها بالمهارات المعرفية لدى من يلعبها، ومن هذه الأبحاث دراسة اشترك فيها مجموعة من الباحثين في عام 2016 حسب موقع "sciencedirect"؛ إذ استنتجوا أنَّ لعبة الشطرنج تؤثر إيجاباً على مجموعة من المهارات المعرفية، وهي: الفهم، والذاكرة قصيرة المدى، وسرعة المعالجة، والتفكير المرن.

وانطلاقاً من أهمية هذه اللعبة ودورها في تعزيز القدرات العقلية والعلمية وتنميتها عند الأطفال، وسعياً إلى نشرها أكثر بينهم، فقد بُذِلت جهود كبيرة لتأهيل مُعلِّم للشطرنج في مدارس دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة؛ لتعزيز مهارات الطلاب في هذه اللعبة، وكانت البداية من دبي عام 2023، أمّا في الشارقة، فقد انطلقت في مَقَرّ نادي الشارقة الثقافيّ للشطرنج فعاليّات "دورة معلم شطرنج" لعام 2024؛ لإعداد مُعلِّمين في مجال الشطرنج في مدارس الشارقة؛ بهدف تعليم الطلبة في المدارس هذه اللعبة، وصقل مهاراتهم العقليَّة، والذِّهنيَّة، والعِلمِيَّة.

لعبة السودوكو (Sudoku): تطوير التفكير التحليليّ

تُعَدّ لعبة السودوكو من ألعاب الذكاء الشهيرة التي يمكن تعليمها للطفل إذا وصل إلى عمر خمس سنوات أو أكثر، إذ تتكون من جدول كبير مقسم إلى 81 خانة بأرقام من 1 إلى 9، وهذا الجدول الكبير مقسم إلى 9 جداول صغيرة، يحتوي كل جدول منها 9 خانات.

والمطلوب من اللاعب في هذه اللعبة أن يستخدم مهارة الاستنتاج والمنطق حتى يتمكّن من ملء الجدول الكبير بأرقام من 1 إلى 9، دون تكرار في الصفوف أو الأعمدة، ودون أن يحتوي أيّ جدول صغير أيضًا على رقم مُكرَّر من 1 إلى 9.

وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الخانات تتضمَّن أرقاماً مُعيَّنة مُسبَقاً، وعلى الطفل أن يملأ المُربَّعات الفارغة باستخدام الأرقام المُتاحة بطريقة تُحقِّق الشروط، ولأنّ لهذه اللعبة مستويات مختلفة، فإنّ بإمكانه أن يتحدَّى نفسه، ويتطوَّر مع الوقت أكثر فأكثر.

لعبة سكرابل (Scrabble): تعزيز المهارات اللغوية 

يمكن تعزيز المهارات اللغوية وذكاء الطفل في الوقت ذاته عن طريق لعبة سكرابل؛ وهي لعبة من ألعاب الكلمات، تقوم فكرتها على ذكر مجموعة من الأحرف، ورسم مُربَّعات فارغة بعدد مُعيَّن -أربعة مُربَّعات مثلاً- ليملأها الطفل بالأحرف المناسبة ويُكوِّن منها كلمة واحدة أو كلمات مختلفة، وفي هذه اللعبة سيتعلَّم الطفل كلمات جديدة، وتتطوَّر مهارة التهجئة لديه، وسيصبح أكثر ثقة وتميُّزاً في التفكير الإبداعي والاستراتيجي إلى جانب مهارة التواصل، وهذه اللعبة مناسبة للأطفال الذين يبلغون الخمس سنوات فأكثر من العمر.

ومن الألعاب الأخرى التي يمكن أن تُطوِّر مهارات الطفل اللغوية في عمر أكبر -أي ستّ سنوات فما فوق- هي لعبة (Letter rapid fire)، وهي من الألعاب الإلكترونية الموجودة على الإنترنت؛ إذ تمنح الطفل 20 ثانية ليفكر ويستخرج أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بالحرف نفسه (كلمات تبدأ بحرف الباء مثلاً)، أو تبدأ بحرف وتنتهي بآخر (تبدأ بالباء وتنتهي بالباء مثلاً)؛ لجعلها أكثر صعوبة وتحدِّياً.

لعبة مونوبولي (Monopoly): تعزيز المهارات المالية 

تُعَدّ هذه اللعبة مناسبة للأطفال في عمر ثماني سنوات فما فوق؛ فمن خلال لعبة مونوبولي يمكن تطوير المهارات الرياضية، والتفكير الاستراتيجي لديه، وتعزيز مهارات التفاوض، إذ تتكوَّن من لوحة لتسجيل الملكية، وأموال للعبة، وأوراق لعب؛ والهدف منها شراء العقارات، وتأجيرها، ورهنها، وحين يُفلس أحد اللّاعبين يتمّ استبعاده.

سيلعب الطفل هذه اللعبة بمشاركة أفراد عائلته في أجواء من المرح والسعادة، وتبدأ اللعبة بعد ترتيب الأوراق والأموال برمي حجر النَّرد، ووفقاً للعدد الذي يظهر، يتحرك اللاعب خطوات على لوحة اللعب، والعقار الذي يقف عليه يحق له تملّكه بشرائه، ودفع المبلغ للبنك في اللعبة، وبعدها حين يتوقَّف أيّ لاعب آخر على هذا العقار يدفع مبلغاً من المال لمالكه.

وهناك مُربَّعات مختلفة قد يقف عليها اللّاعب وحينها ينبغي عليه تنفيذ المكتوب عليها، مثل: سحب بطاقة فرصة، أو سحب بطاقة من صندوق الجماعة، والتي قد تحمل بدورها أمراً بدخول السجن، أو الخروج منه، وهناك قواعد أخرى عديدة لهذه اللعبة يمكن التعرُّف إليها عند شرائها.

المراجع
[1] cuemath.com, 20 Best Brain Games for Kids
[2] splashlearn.com, 25 Best Brain Games for Kids for Their Holistic Development
[3] eurokidsindia.com, Engage In These 9 Mind-Challenging And Intelligent Games To Enhance Children’s Intelligence
[4] shichida.com, IQ Games For Kids
[5] medium.com, 5 Games To Increase The IQ Level Of Your Kids