فوائد ممارسة اليوغا بتمارينها البسيطة للصحة الجسدية والنفسية

اليوغا ببساطة هي مزيج بين التمارين الرياضية البدنية من القوة والمرونة مع تقنيات التنفس والتأمل، للحصول على تناغم بين الجسد والعقل والروح، وكما أشارت ناتالي نيفينز مدربة يوغا أميركية إلى أن "هدف اليوغا هو بناء القوة والوعي والتناغم في كل من العقل والجسم".

اليوغا تزيد من المرونة

"زيادة المرونة هي السبب الأول لمن يختارون اليوغا"، هذا ما كشفت عنه دراسات قامت بها مجلتا "Yoga Journal" و"Yoga Alliance" عن ممارسة اليوغا في الولايات المتحدة الأميركية عام 2016، وهذا في غاية الأهمية، فالمرونة هي أساس الصحة البدنية.

في الحقيقة، توجد الكثير من مدارس اليوغا، وجميعها توفر خيارات عديدة من التمارين المتفاوتة في شدّتها، والتي تركّز على التنفس العميق والتمدد والانثناء؛ لتمنح الجسم عضلات مرنة وقوية، بالإضافة إلى ذلك تتضمن اليوغا تمارين التركيز، وهذا مهم لتحسين توازن حركة الجسم. 

تبيّن بالدراسات أن اليوغا تزيد مرونة العضلات، حتى وإن كانت تمارين بسيطة لا تتطلب جهداً عالياً، وهذا ما يجعلها مناسبة جداً لكبار السن الذين تجاوز عمرهم 65 سنة، ففي دراسة أُجريت عام 2019 نشرها "PubMed Central" تبيّن أنّ اليوغا تساهم في تحسين المرونة عند كبار السن، وتبطئ فقدان مرونة عضلاتهم مع التقدم بالعمر.

اليوغا تعزّز الصحة العقلية

في دراسة أُجريت عام 2018 نشرها "PubMed Central" تبينّ أنّ اليوغا مفيدة جداً في التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب، وهذا ما يلاحظه ممارسو اليوغا بشكل منتظم، حتى وإن كانت لوقت قصير خلال يومهم.

عندما يشعر الإنسان بالتوتر ينعكس ذلك على جسمه، بتجمّع المشاعر السلبية في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الأكتاف والوركين وأسفل الظهر، ممّا يسبب الألم وعدم الراحة؛ لذا فإن ممارسة اليوغا تقدّم حلاً فعّالاً لهذه الحالة من خلال تمارين التمدد والتنفس العميق. 

تساهم اليوغا في تحرير التوتر والشعور بالاسترخاء، بالإضافة إلى ذلك تركّز تمارين التأمل في اليوغا على تهدئة العقل وتنقية الذهن، ممّا يساهم في التخلص من المشاعر السلبية وتحقيق الاستقرار النفسي.

لخصّت نتاليا نيفيز طبيبة الأسرة ومدربة اليوغا أهمية اليوغا للصحة العقلية في قولها: "تمنح ممارسة اليوغا بشكل منتظم وضوحاً عقلياً وهدوءاً، وتزيد من وعي الجسم، وتخفف أنماط التوتر المزمنة، كما أنها تريح العقل، وتعزّز الانتباه والتركيز".

اليوغا تقلل من الالتهاب

طبياً في الغالب المُسبِّب الأول للمرض هو الالتهاب، كأمراض القلب والمفاصل والسكري وغيرها، وبالرغم من صعوبة تخيلنا كيف يمكن لليوغا أن تساهم في علاج الالتهابات، إلا أن العديد الدراسات والأبحاث أشارت إلى أنّ ممارسة الشخص لليوغا مهما كان نوعها أو مدة ممارستها ساهمت في تقليل أعراض الالتهاب، حتى في بعض الحالات المزمنة.

وقد وضحّت دراسة نُشرت على موقع المكتبة الوطنية الأميركية للطب عام 2022 عن دور اليوغا في التقليل من الالتهابات أنّ تملك القدرة على التقليل من التوتر، وتحسين الحالة النفسية، وتمنح الجسم مناعة أفضل، وبالتالي قدرة أعلى على التعافي.

اليوغا تقوّي الجسم

إنّ ممارسة اليوغا لن تجعل الجسم أكثر مرونة فقط، بل تمنحه القوة أيضاً، ويمكن القول إن اليوغا تمرين لكامل الجسد في آن واحد، على عكس تمارين الأثقال مثلاً التي تستهدف كل عضلة وحدها.

وللحصول على ذراعين قويتين وأرجل صلبة يمكن البدء بتمارين اليوغا بانتظام، مع التنويه إلى أنّ البدء بها سيحتاج إلى معرفة تمارين اليوغا الخاصة بتقوية العضلات، أو الاستعانة بمدرب يوغا متخصص.

اليوغا تُحسّن جودة الحياة 

لاحظ الكثيرون ممّن مارسوا اليوغا بانتظام أنّ حياتهم أصبحت أفضل في الكثير من الجوانب بشكل غير مباشر، مثل قدرتهم على التكيف مع ظروف الحياة، وطريقة تعاملهم مع علاقاتهم المختلفة والتحديات التي تواجههم.

ولأنّ اليوغا يمكن أن تساهم في تعزيز قوة العقل وتجعل من يمارسها أكثر انتباهاً وأقوى ذاكرة هذا بالطبع سينعكس على المهارات الحياتية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك قد تجعله اليوغا أكثر إدراكاً لعلاقاته الاجتماعية، كالتعرف إلى مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، وإلى الآن ما زالت الدراسات مستمرة لمعرفة كيف يمكن أن تساعد اليوغا على منع فقدان الذاكرة وتراجع قدرات الدماغ مع تقدم العمر.

اليوغا تجعل النوم أفضل

أُجريت دراسات عام 2022، تشير إلى أنّ اليوغا يمكن أن تحسن جودة النوم، كما وجد استطلاع في الولايات المتحدة الأميركية أجري عام 2012 أنّ أكثر من 55% من الأشخاص الذين مارسوا اليوغا أصبح نومهم أفضل، وأكثر من 85% انخفض لديهم التوتر. 

لذا لتحسين جودة النوم من خلال ممارسة اليوغا يُنصح بالممارسة المنتظمة لها، وتعميق المعرفة بأنواع اليوغا المناسبة، سواء جرت ممارستها مع مدرب شخصي أو في المنزل، ويجب إدراك أنّ جودة النوم لا تعني النوم لساعات أكثر، إنما النوم الذي يمنح الجسم النشاط طوال اليوم، ويقلل من الشعور بالاضطراب. 

اليوغا تُعزّز تقدير الذات

في دراسة كانت عام 2018، طُرح سؤال "هل اليوغا تُحسّن احترام الذات؟" على مجموعة من الشبان مارسوا اليوغا بانتظام، وأظهرت الإجابات تأثير اليوغا الواضح في زيادة تقديرهم لذاتهم. 

في الغالب يرتبط الأمر بقدرة اليوغا على تخفيف شعور التوتر، وتوجيه التفكير نحو الإيجابية، فيصبح من يمارسها أكثر تركيزاً وهدوءاً، بالتالي أكثر قدرة على التعامل مع الصعوبات والتحديات اليومية، ونتيجة لذلك يشعر بثقة عالية بنفسه، وبتقديره لذاته.

في النهاية يجب معرفة أنّ اليوغا ليست بديلاً للرعاية الطبية أو النفسية، لكن من خلال التقليل من التوتر والقلق وتحسين النوم يمكن لليوغا أن تساعد الناس على أن يكونوا أكثر سعادة ووعياً، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على تفاعلهم مع بعضهم بعضاً تدريجياً، وهذا ما أكدّه الباحثون في مراجعة عام 2017 لدراسات عدّة أثبتت أنّ الأشخاص الذين مارسوا اليوغا فترة طويلة أصبحوا أقل عنفاً وأكثر لطفاً وتعاطفاً مع الآخرين.

المراجع 

[1] osteopathic.org, The Benefits of Yoga
[2] healthline.com, 16 Benefits of Yoga That Are Supported by Science
[3] verywellmind.com, How Yoga Can Help Reduce Stress
[4] oneflowyoga.com, Does Yoga Build Strength
[5] weforum.org, 4 ways that yoga could improve your quality of life