جار التحميل...
فلا تقتصر اليوغا على التمارين البدنية فقط، بل تمتد لتشكّل اتحاداً بين جانب الإنسان الجسدي والجانب العقلي والجانب العاطفي؛ لتحقيق مجموعة من الفوائد التي تشمل التخلص من التوتر، والاسترخاء، وخفض ضغط الدم، والتخلص من الطاقة السلبية، وغيرها كثير، فقد تختلف الفوائد المرجوة من ممارسة اليوغا بناءً على النوع المطبق.
يين يوغا (Yin Yoga) نوع من اليوغا ظهر من سنوات طويلة، تتضمن مبادئ الطب الصيني التقليدي، وتركز على الأنسجة الضامة في الجسم مثل المفاصل والأربطة والأوتار؛ بهدف المساهمة في تمددها واسترخائها، بالإضافة إلى دورها في استرجاع التدفق الصحي للطاقة الحيوية في الجسم.
غالباً تتراوح مدة كل وضعية من وضعيات يوغا يين بين ثلاث دقائق إلى عشر دقائق، وأهم ما يُميز هذه اليوغا الثبات في الوضعية مدة طويلة نسبياً، وهي تسهم في تحقيق التوازن الداخلي والجسدي، بالإضافة إلى دورها في زيادة مرونة الجسم، وتحسين الدورة الدموية بالأكسجين الذي يدخل الجسم بحركات التنفس العميق، وتخفيف حدة التوتر.
ولا بدّ من الأخذ بالحسبان آلية ممارسة يين يوغا للحصول على هذه الفوائد، وذلك بالتدريب ببطء، وإعطاء التمارين وقتها الكافي، بالإضافة إلى التمرن بالحيثية التي تناسب الجسم وتُحقق له الأفضل؛ فكل جسم يختلف عن الآخر؛ لذا من الأفضل ممارستها تحت إشراف أحد المدربين في المرة الأولى.
اشتقت يوغا أشتانغا (Ashtanga Yoga) من الكلمة السنسكريتية أشتانغا التي يُقصد بها (الأطراف الثمانية)، أي إنّها تتكون من ثمانية مبادئ أساسية ينبغي التركيز عليها لتحقيق توازن الجسد وانسجامه، وتتمثل بالقواعد الأخلاقية، والانضباط الذاتي، والوضعية الجسدية، والتحكم بالتنفس، وانسحاب الحواس؛ أي تحوّل الانتباه من التشتت الخارجي إلى النفس والروح، بالإضافة إلى مبدأ التركيز، والتأمل، وأخيراً الوحدة مع الذات.
تضم يوغا أشتانغا ست وضعيات تُطبق متسلسلة بالاعتماد على التنفس والحركة بالتزامن، ما يتطلب وجود مدرب لتطبيق الوضعيات، فلا يجوز الانتقال إلى وضعية جديدة قبل إتقان الوضعية السابقة، وذلك لتحقيق الفائدة المرجوّة.
وتسهم أشتانغا يوغا في تحسين اللياقة البدنية، وتعزيز القوة والانضباط الذاتي، وتعزيز الهدوء والسلام الداخلي بالتخلص من القلق والتوتر، ويجدر بالذكر أنّ هذا النوع من اليوغا يتطلب قدرات خاصة على التحمل؛ نظراً لصعوبتها ودقة الوضعيات المطبقة فيها.
تعدّ (Bikram Yoga) أحد أنواع اليوغا التي تعتمد على الجلسات في الأجواء الحارة؛ لذا يُطلق عليها اسم اليوغا الساخنة، وهي تضم 26 وضعيةً إلى جانب تمرينين للتنفس، والفكرة الرئيسة لها تعتمد على تطبيق الوضعيات والتمارين بالتزامن مع الحرارة والرطوبة المرتفعة في مدة زمنية مقدارها 90 دقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذا النوع من اليوغا لا يناسب الأشخاص كافةً، لا سيما الذين يعانون الأمراض القلبية وضغط الدم.
تُحقق يوغا بيكرام مجموعة من الفوائد نظراً لتطبيقها في بيئة تتسّم بالحرارة المرتفعة التي تزيد عن 38 درجة مئوية، ودرجة رطوبة تزيد عن 40%، ومن هذه الفوائد التخلص من سموم الجسم، وتحسين مستوى الجلوكوز والدهون في الدم، بالإضافة إلى دورها في التخلص من آلام المفاصل والركب، وتقوية العضلات، وشد الظهر، والحدّ من التوتر الجسدي.
لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة المختصين بإمكانية ممارسة هذا النوع من اليوغا، تبعاً لحالة الفرد العامة والصحية، والاستفسار عن أي احتياطات أو إجراءات استباقية في حال السماح بممارستها.
ظهرت يوغا فينياسا (vinyasa yoga) للمرة الأولى في الثمانينيات، ويطلق عليها اسم يوغا التدفق؛ لأنها تعتمد على ربط الحركة الجسدية مع التنفس بحركة إيقاعية مستمرة، وتُتيح للممارسين الانتقال من وضعية إلى أخرى بسلاسة، فهي ملائمة للأفراد كافة سواءً أكانوا مبتدئين أم متمرسين فيها، ويجدر بالذكر أنّ حركات التدفق تتزامن مع التأمل في الحركة مع ضرورة التنسيق بين الحركة والنفس، فكل حركة في يوغا فينياسا تتطلب نفساً خاصاً.
تُحقق يوغا فينياسا عدة فوائد صحية للجسم بما في ذلك تعزيز اللياقة البدنية وتحقيق النشاط البدني، بالإضافة إلى تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، وتحسين صحة القلب.
تعدّ هاثا يوغا (Hatha Yoga) النوع الأكثر انتشاراً في الغرب، فهي تعتمد على الدمج ما بين الأوضاع الجسدية والتأمل وتقنيات التنفس لتحقيق الانسجام الروحي، وقد صُممّت وضعيات هاثا يوغا لشد الجسم وتقويته، ورغم التشابه في معظم الأساليب، لكن كل وضعية لها نهج خاص بها، ويُشكل التنفس العميق في ممارسة الوضعيات جسراً بين العقل والجسد والروح مع التأكيد على أنّ الجسد يعدّ المحور الرئيس للتركيز في هذا النوع من اليوغا.
تتراوح مدة الجلسة في يوغا هاثا بين 45 إلى 90 دقيقة، تُطبق فيها وضعيات اليوغا مع التنفس العميق والتأمل في حيثيات مختلفة، تتنوع بين السهل كالاستلقاء على الأرض والصعب مثل الانحناءات الجسدية، وقد أسهمت يوغا هاثا في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وبالتالي تحسين صحتهم الجسدية والعقلية، بالإضافة إلى فوائدها في الحدّ من أعراض القلق والاكتئاب، والتخلص من آلام أسفل الظهر، وتحقيق التوازن الجسدي.