جار التحميل...
إنّ بدء مشروع تجارة إلكترونية هو في الحقيقة مغامرة تحتاج تقديم كل ما تملك من ذكاء تجاري، ومهارات، وانضباط، ويمكن البدء بإطلاق المشروع الإلكتروني بالاطلاع على أهم المتطلبات التي يجب توفّرها للوصول إلى مشروع تجاري إلكتروني ناجح.
1- التثقف حول نماذج التجارة الإلكترونية واختيارها
قد يكون هذا الجزء هو الأكثر تحدياً عند بدء المشروع التجاري الإلكتروني الجديد، وبداية يجب التفكير كيف يمكن التميّز مع اتساع التجارة الإلكترونية لضمان المنافسة في السوق، والدخول في دائرة رواد الأعمال.
أولاً، الاطّلاع على أبرز نماذج التجارة الإلكترونية، وهي:
من الشركة للمستهلكين (B2C)
هو النموذج التقليدي الذي يمكن اتباعه لبيع المنتجات للمستهلكين بشكل مباشر عبر الموقع الإلكتروني، مثل موقع أمازون، وشي إن.
التبادل التجاري بين الشركات (B2B)
في التبادل التجاري بين الشركات يجري مثلاً بيع أنواع متعددة من القماش كالقطن والنايلون وغيرها لشركات أخرى متخصصة في إنتاج الملابس وتسويقها، مع تكرار عمليات البيع للجهة نفسها باستمرار في هذا السياق، ومن الأمثلة على هذا النموذج التجاري مواقع التجارة الإلكترونية، مثل أمازون بزنس، وراكوتين.
التبادل التجاري بين المستهلكين (C2C)
تستخدم بعض منصات التجارة الإلكترونية هذا النموذج للتواصل بين المستخدمين، على سبيل المثال يمكن لـ "أحمد" الذي يمتلك جهاز كمبيوتر محمول قديم عرضه على موقع "eBay" المخصص للتجارة الإلكترونية، مع عرض المواصفات والسعر، ومن ثم يمكن لزائر آخر على الموقع شراء الجهاز المعروض من قِبَل "أحمد".
من المستهلكين للشركات (C2B)
هذا النموذج تستخدمه مواقع التجارة الإلكترونية التي تربط بين الأفراد والشركات، فمثلاً "محمد" شخص ماهر في تصميم الجرافيك، وهو يملك حساباً يوضّح مهاراته على موقع أب وورك "Upwork" المختص بتوفير الوظائف والذي يطبّق هذا النموذج، فتتفق شركة تريد تصميم "لوغو" لها مع محمد بعد إيجادها صفحته الشخصية على موقع "Upwork" وتوظفه لهذه المهمة.
ثانياً، يجب تحديد المنتج أو الخدمة التي يتم بيعها سواء كانت منتجات مادية مثل الملابس أو الإلكترونيات، أو خدمات مثل الاستشارات أو التدريب، إلى جانب تحديد الزبائن؛ فقد يكونون أفراداً يبحثون عن المنتجات أو الخدمات المقدمة، أو شركات وعملاء تجاريين يحتاجون إلى المنتجات لأغراض عملهم.
كما يتطلب اتخاذ قرارات صحيحة حول كيفية اختيار نموذج التجارة الإلكترونية معرفة كيفية الحصول على المنتجات من خلال التصنيع الخارجي أو شرائها من مورّدين، وقد يجري أيضاً توفير المنتجات من خلال الشحن المباشر من المورّدين إلى العملاء دون الحاجة إلى تخزينها محلياً.
2- اختر المنتج المثير للاهتمام
ما هو الشيء الذي سيباع؟ في الحقيقة الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى أخذ العديد من الجوانب في الاعتبار حتى يكون المنتج ذا فرصة تجارية عالية، وهي:
جعل المنتج حلًا لمشكلة أو تجربة سيئة تواجه العميل
عندما يكون المنتج قادراً على تحسين جودة حياة العميل أو تقديم حل لمشكلة تواجهه، تزيد فرص نجاحه في السوق، فعلى سبيل المثال يمكن اختيار منتج خوذة السلامة للأطفال؛ إذ يخشى الكثيرون من وقوع الأطفال على رؤوسهم عند بدء زحفهم أو مشيهم، وهذه الحاجة قد تدفع الكثير من الأشخاص إلى شراء الخوذة.
التوافق مع الشغف والخبرة المهنية
في الوقت الذي تبحث فيه عمّا يحتاجه السوق يمكن اختيار منتج يعكس شغفك وخبرتك المهنية؛ ليصبح لك مفتاحاً ذهبياً في فهم متطلبات العملاء، وتقديم منتج ينسجم مع توقعاتهم إلى حدٍ كبير، ولن تتوقف الفائدة هنا، فقد يكون الشغف هو الدافع الذي سيحفزّ على الابتكار والتطور المستمر.
قراءة آراء العملاء حول المنتج
قبل اعتماد المنتج الذي تنوي بيعه عبر الإنترنت ينبغي قراءة آراء العملاء حول المنتجات المماثلة المتوفرة في السوق؛ فهذه الآراء توفر إجابات للعديد من الأسئلة المهمة، مثل مشكلات العملاء الحالية مع هذه المنتجات، والتحسينات التي يرغبون برؤيتها، والميزات التي يجدونها مُرضية.
من خلال هذه الإجابات يمكن تطوير رؤية واضحة حول المنتج المرغوب وتحسينه لتلبية احتياجات العملاء، بعد ذلك يمكن اتخاذ قرار منطقي ومدروس في اختيار المنتج المناسب قبل دخول عالم التجارة الإلكترونية.
اختيار منتجات ذات اختصاص
يمكن استهداف فئة محددة في المجتمع من خلال المنتج للحصول على تفاعلهم وولائهم، وجذبهم بتلبية احتياجاتهم بالضبط، على سبيل المثال، إذا كان المتجر الإلكتروني متخصصاً ببيع معدات التصوير ينبغي البحث عن كل ما يهم عشاق التصوير من عدسات وإكسسوارات، ببساطة ينبغي أن تكون العين مفتوحة دائماً على السوق المستهدف واحتياجاته.
اكتشاف المنتجات الرائجة في الأسواق
ذلك من خلال زيارة مواقع متخصصة في التجارة الإلكترونية مثل أمازون، ثم تصفح المنتجات الأكثر شيوعاُ وشرائها، أو استعراض صفحات المنتجات الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحظى بإعجاب الكثيرين، فمن خلال هذه الخطوة ستتعرف إلى أفضل المنتجات وكيفية جذب الانتباه، ممّا يمكنك من اتخاذ قرارات مدروسة حول المنتج.
3- كتابة خطة العمل وتحديد المنافسين
متى وأين وكيف ستكون خطوات التجارة الإلكترونية في الأشهر القادمة؟ هذا ما يجب الإجابة عنه في خطة العمل، فبعد اختيار نموذج العمل والمنتج يجب البدء بكتابة خطة تفصيلية للمشروع، من خلال تحديد مورد المنتجات، والأهداف والأولويات، إضافة إلى الخطة المالية، وجمع كل الأفكار حول العلامة التجارية المراد بناؤها.
أما فيما يتعلق بخطة التسويق فمن الضروري معرفة متطلبات التجارة الإلكترونية التسويقية بدقة لتحديد الاستراتيجيات والخطط، التي سيجري تطبيقها، وهذه الاستراتيجيات تشمل البحث عن الكلمات الرئيسية، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات المدفوعة، وتحسين محركات البحث (SEO)، وإنشاء محتوى جذاب، وغيرها.
أيضاً من الضروري معرفة من ينافسك قبل البدء لتفهم كيف تتميز وتتجنب الأخطاء المحتملة، وذلك من خلال البحث الدقيق عن المنافسين في السوق وفهم نقاط قوتهم وضعفهم.
4- بناء الهوية التجارية
في عالم الأعمال عبر الإنترنت الاسم ليس مجرد تسمية، بل هو جزء من الطريق إلى النجاح، لذا يجب جعل اسم العلامة التجارية مميزاً وواضحاً وبسيطاً في الوقت نفسه، ثم تصميم شعار يُعبّر بشكل جميل عن منتجاتها، وفي حال عدم وجود خلفية في التصميم يمكن اللجوء إلى مصمم محترف لإنشاء شعار يعكس طبيعة المنتجات وقيمتها للجمهور.
قبل تأكيد اسم العلامة التجارية يجب التأكد من أنّ الاسم مميز في نطاق الويب ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لتجنب الخلط بين العلامات التجارية المشابهة، كما يجب التحقق من توفر الاسم قانونياً، وفي حال الرغبة بالوصول إلى السوق العالمي ينبغي ترجمة اسم العلامة التجارية إلى لغات أخرى.
5- إنشاء موقع التجارة الإلكترونية
يحين هنا دور المهام التقنية، إذ يمكن بناء الموقع الإلكتروني من الصفر في حال امتلاك الخبرة في تصميم المواقع، أو الاستعانة بشركات متخصصة أو منصات إلكترونية لبناء المواقع، ومن خلال هذه العملية تتم تلبية متطلبات التجارة الإلكترونية التقنية، مثل منصات التجارة الإلكترونية، ونظام إدارة المحتوى، وأنظمة الدفع الآمنة، وأمان المعلومات، وغيرها من التقنيات ذات الصلة.
الموقع الإلكتروني هو واجهة التجارة الإلكترونية، لذا يجب الاهتمام بتفاصيله من الألف إلى الياء، بما في ذلك الألوان، والصور، والإعدادات، والعناوين، والأيقونات، وتنظيم المنتجات بشكل يسهل على الجمهور البحث والتنقل والطلب، بالإضافة إلى توفير معلومات واضحة ومعبرة من خلال صفحة "عن المتجر" لتعريف الجمهور بالمنتجات أو الخدمات المُقدمة.
6- إطلاق المتجر الإلكتروني
قبل البدء بهذه الخطوة لا بدّ من التأكيد على أهمية متابعة متطلبات التجارة الإلكترونية التشريعية وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في البلد المعني، هذا يشمل الالتزام بتسجيل الشركة قانونياً، والحصول على التراخيص المطلوبة، والامتثال لقوانين حماية المستهلك، والضوابط الضريبية، وحقوق الملكية الفكرية، وأي قوانين أخرى ذات الصلة بالأعمال التجارية الإلكترونية.
بمجرد التأكد من تشغيل الموقع الإلكتروني وتوفير المنتجات فيه سواء بالإنتاج الخاص أو بالحصول عليها بالجملة يتعين عليك البدء بترتيب جميع متطلبات التجارة الإلكترونية المتعلقة بالبنية التحتية والموارد الفعلية، ويتضمن ذلك العمليات مثل التعبئة، والتغليف، والتخزين، والشحن، بالإضافة إلى أي تكاليف أخرى تتعلق بالتشغيل اليومي.
من الضروري أيضاً المتابعة المستمرة لكل ما يحدث في السوق، والبقاء على اطلاع دائم بالتطورات والاتجاهات الجديدة، كما ينبغي عدم إهمال الجوانب الفنية للموقع الإلكتروني، والحفاظ على التواصل المستمر مع العملاء لضمان تلبية احتياجاتهم وتعزيز العلاقات القوية معهم.
المراجع
[1] www.coursera.org, E-commerce Business
[2] mailchimp.com, How to Start an E-commerce Business
[3] www.nerdwallet.com, How to Start an E-Commerce Business in 2023: A Step-by-Step Guide
[4] business.adobe.com, E-commerce Business Models
[5] www.shopify.com, How To Find a Product to Sell Online With 12 Strategies