جار التحميل...
فيما يأتي مجموعة من أكثر أنواع التجارة الإلكترونية شيوعاً حسب طرفَي العملية التجارية، وتوضيح الفئات التي تناسب كلّاً منها:
يُعَدّ هذا النوع أكثر أنواع التجارة الإلكترونية شُيوعاً، وتُقدِّم فيه الشركات المُنتَجات أو الخدمات للمُستهلِكِين النهائيّين مباشرة؛ من خلال مواقع الويب، أو تطبيقات الهاتف الخاصَّة بالعلامات التجارية، وكذلك متاجر التجزئة عبر الإنترنت، مثل: متجر أمازون (Amazon)، ومتجر نون (Noon).
وتمتاز التجارة الإلكترونية من الشركة إلى المُستهلِك بإمكانيَّة تحقيق أرباح جيِّدة فيها؛ من خلال الحصول على المُنتَجات بكمِّياتٍ كبيرة وبتكلفةٍ قليلة، ثمّ إعادة بيعها للمُستهلِكِين بسعرٍ أعلى، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى العُمَلاء، وجمع البيانات عنهم، وتحليلها، إلّا انّها تتضمَّن منافسة كبيرة تتطلَّب فهماً جيِّداً للسوق، كما أنَّ تكلفة التسويق والإعلان غالباً ما تكون مُرتفِعة، وهي تتطلَّب أيضاً اختيار استراتيجيات وعروض تسويقية فريدة ومُميَّزة فعلاً لجذب العملاء.
ويُعَدّ هذا النوع هو الأنسب للشركات التي تمتلك علامة تجارية جيِّدة، وترغب في الوصول مباشرة إلى جمهورٍ واسع من العملاء، خاصَّة إن كانت مُتخصِّصة في بيع المُنتَجات المادِّيَّة تحديداً، مثل: الأجهزة الإلكترونية، والأثاث المنزلي، والملابس، ومُنتَجات العناية الشخصيَّة؛ إذ تُعَدّ هذه المُنتَجات الأكثر مبيعاً في متاجر التجارة الإلكترونية، وغالباً ما تُحقِّق أعلى المبيعات.
تتمثَّل التجارة الإلكترونية بين الشركات ببَيع السِّلع أو الخدمات من شركةٍ إلى أخرى، بدلاً من بَيعها للمُستهلِك النهائيّ، وأكثر مَن يتعامل بهذا النوع هم المُنتِجون وتُجّار الجملة التقليديّون؛ إذ يستخدمونه لشراء الموادّ الخام والمُكوِّنات والمُنتَجات النهائيَّة من منصّات التوريد الإلكترونية، وأسواق البيع بالجملة عبر الإنترنت، مثل موقع علي بابا الشهير (Alibaba).
ويتميَّز هذا النوع بتكاليف تسويقيَّة قليلة، وعلاقات عميقة وطويلة الأمد بين الشركاء التجاريِّين، وغالباً ما تكون المعاملات التجارية مُتكرِّرة وكبيرة الحجم، إلّا أنَّها تتطلَّب وقتاً أكبر للإنجاز؛ لذا يُعَدّ هذا النوع مناسباً أكثر للشركات المُتخصِّصة في البيع بالجملة، أو التي تُفضِّل التعامل مع الطلبات بكمِّياتٍ كبيرة، وبناء علاقاتٍ طويلة الأمد مع العملاء.
ملاحظة: قد تندرج بعض الشركات تحت أكثر من نوعٍ للتجارة الإلكترونية؛ إذ يُمكن أن تبيع مُنتَجاتها مباشرة للمُستهلِكِين (B2C)، وتبيعها بالجملة أيضاً لشركاتٍ أخرى (B2B).
ويبيع فيها الأفراد المُنتَجات أو الخدمات لبعضهم بعضاً عبر المنصّات الإلكترونية، مثل: موقع (eBay)، أو متجر فيسبوك (Facebook marketplace)، وغالباً ما تكون المعاملات التجارية فيها غير رسميّة تُمكِّن أيّ شخص من بيع مُنتَجاته أو خدماته.
وتتميَّز التجارة الإلكترونية بين المُستهلِكِين بشكلٍ عامّ بسهولة الاستخدام؛ إذ يُمكن إنشاء حسابات عبر المنصّات المُخصَّصة، وبيع المُنتَجات عبر الإنترنت مباشرة، بالإضافة إلى إمكانيَّة تحقيق ربح عالٍ؛ فهي لا تتطلَّب تكاليف إضافية للتسويق، أو التخزين، أو استضافة موقع ويب، إلّا أنّ فيها أيضاً بعض العيوب، مثل: المنافسة الكبيرة، ومواجهة صعوبة في التميُّز عن البائعين الآخرين في المنصَّة، خاصَّة إن كانت المُنتَجات أو الخدمات شائعة، إضافة إلى احتمالية التعرُّض للاحتيال من بعض العملاء إن هم استخدموا منصَّة إلكترونية لا تُوفِّر سياسات وضمانات واضحة للدفع مقابل المُعامَلات التي تجري من خلالها.
وبشكلٍ عامّ، يُناسب هذا النوع الأفراد الذين يرغبون في كسب دخلٍ إضافيّ عن طريق بيع سِلَعهم المُستعمَلة أو المصنوعة يدويّاً.
ويُقدِّم فيها الأفراد المُنتَجات أو الخدمات للشركات في مجالاتٍ مختلفة تشمل كتابة المحتوى، والتصميم الجرافيكيّ، وتطوير البرمجيات، والتسويق الرقميّ، وغيرها، وكمثال على هذا النوع من التجارة، طلب إحدى الشركات من أحد الأفراد المُتخصِّصين في مجال التصميم الجرافيكي تصميم شعارٍ خاصٍّ بها أو ما شابه ذلك من خلال مواقع العمل الحُرّ، أو شراء الشركات الصور الفوتوغرافية من الأفراد عن طريق المنصَّات الإلكترونية المُخصَّصة لذلك.
على الرغم من أنّ هذا النوع يتميَّز بإمكانية التحكُّم في ساعات العمل، والقدرة على العمل في أيّ وقت ومن أيّ مكان، والوصول إلى عملاء وشركات من مختلف أنحاء العالم، إلّا أنَّ هناك في المقابل منافسة عالية، ممّا يعني أنّ الفرد بحاجة إلى التمتُّع بموهبةٍ ومهاراتٍ قويّة تُميِّزه عن غيره، كما أنَّ الدخل فيه غير مُستقِرّ؛ إذ يعتمد بشكلٍ كبير على عدد المشاريع المُكتمِلة، ورضا العملاء، وعموماً يُمكن القول إنّه من الأنواع المناسبة لكلّ مَن يمتلك مهارةً أو خبرةً مُميَّزةً في مجالٍ ما، ويبحث عن فرصة عملٍ إضافيةٍ عبر الإنترنت.
وتتمثَّل بتقديم الشركات الخدمات أو المُنتَجات للهيئات الحكومية في مجالاتٍ مختلفة، مثل: المُقاوَلات، والإدارة الماليَّة، والخدمات المصرفيَّة والضريبيَّة، إلى جانب التوظيف، والتطوير المهنيّ، وإدارة الموارد البشريَّة، بالإضافة إلى إدارة الوثائق والسجِلات القانونية، وتطوير البرمجيات، وممّا يجدر ذكره أنّ هذا النوع من التجارة أصبح مُنتشِراً أكثر في السنوات الأخيرة؛ نتيجة توجُّه الدُّول إلى اعتماد الحكومات الإلكترونية؛ لتقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة للمواطنِين.
وبشكلٍ عامّ، يُعَدّ هذا النوع مناسباً للشركات التي تتمتَّع بفهمٍ عميق لاحتياجات القطاع العامّ والجهات الحكومية، وتهتمّ بتقديم مُنتَجات أو خدمات تُلبّي تلك الاحتياجات، بالإضافة إلى الشركات التي تهدف إلى زيادة كفاءتها التشغيليَّة، والتوسُّع في العمل، ودخول أسواقٍ جديدة، وكذلك الشركات الناشئة التي تمتلك حلولاً وأفكاراً مُبتكَرة يُمكن أن تُحسِّن من كفاءة الخدمات وفعاليّتها في القطاع العامّ والحكوميّ.
ملاحظة: يُشير حرف (B) في الاختصارات المذكورة سابقاً إلى كلمة أعمال أو شركات "Business"، وحرف (C) إلى كلمة مُستهلِك "Consumer"، أمّا حرف (G) فيُشير إلى كلمة حكومة "Government"، وعلى سبيل المثال، يُشير الاختصار (B2C) إلى (Business to Consumer)؛ أي من الأعمال أو الشركات إلى المُستهلِك.
لا يمكن القول إنّ هناك نوعاً واحداً هو الأفضل أو الأنسب للجميع في التجارة الإلكترونية، بل يُمكن تحديد الأنسب والأفضل لكلّ شخص من خلال التعرُّف إلى مزايا كلّ نوع من الأنواع المذكورة أعلاه وعيوبه، مع الأخذ بعين الاعتبار عِدَّة أمور، من أهمّها: نوع المُنتَجات أو الخدمات المُراد بيعها، وفهم الجمهور المُستهدَف وتحديد احتياجاته واهتماماته، بالإضافة إلى تحديد الموارد والميزانيّة المُتاحة، وتحليل المُنافسِين والتعرُّف إلى نقاط القوَّة والضعف لديهم؛ لتقديم مُنتَجاتٍ أو خدماتٍ فريدة ومُميَّزة.
كما يُنصَح بشكلٍ عامّ بالبدء بأعمالٍ صغيرة، وبيع عددٍ قليلٍ من المُنتَجات أو الخدمات في البداية، ثمّ التوسُّع تدريجيّاً، مع التحلّي بالمرونة والصبر عندما لا تسير الأمور على ما يُرام، ومحاولة التكيُّف مع تغيُّرات السوق، ومُتطلَّبات العملاء بسرعة، وتذكُّر أنّ أيّ عمل تجاريّ إلكترونيّ يتطلَّب وقتاً وجهداً لتحقيق النجاح الحقيقيّ، وتحصيل الأرباح.
المراجع
[1] investopedia.com, E-commerce Defined: Types, History, and Examples
[2] bloomidea.com, Types of e-commerce
[3] trustpulse.com, 6 Types of eCommerce Business Models
[4] u.ae, التجارة الإلكترونية